لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متخصص بالعلاقات الدولية: هناك توافق غربي بشأن ضرورة الاستفادة من ثروات دول أفريقيا

12:09 ص السبت 26 أكتوبر 2024

الحدود مع مالي والنيجر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- حسن مرسي:
قال الباحث والمتخصص في العلاقات الدولية، حامد عارف، إنه في شهر أغسطس من العام الحالي، تداولت وسائل الإعلام الدولية خبر انسحاب القوات الألمانية من دولة النيجر والتي كانت متواجدة في قاعدة نيامي الجوية كجزء من بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مينوسما" لإمداد قواتها المسلحة المتواجدة في دول جوار النيجر، على رأسها مالي، من خلال الدعم العسكري واللوجستي حتى حل البعثة عام 2023.

وأضاف "عارف"، خلال مداخلة هاتفية له على شاشة "الحدث"، أن ألمانيا تحاول توسيع تواجدها في القارة السمراء عن طريق الشركات العابرة للحدود وغيرها من الأساليب الخفية لعدة أسباب أولها إخفاء هذا التواجد عن شعوب تلك الدول وتجنب الصدام المباشر مع الدول الأخرى الغربية المتواجدة في المنطقة على رأسها فرنسا.

وتابع عارف، أن السياسة الألمانية تأتي من خلال سياسة الظل كونها ترغب في تقليل انتباه المنافسين المباشرين من الدول الأخرى الراغبة في التواجد مع الدول الأفريقية وتجنب التواجد المباشر بهدف الالتواء على تنسيق السياسات من خلال المؤسسات الديمقراطية.

وأوضح، أن برلين تسعى في الوقت الراهن للحفاظ على مكانتها القيادية في الاتحاد الاوروبي الذي اعتمد على قدرة ألمانيا في شراء الغاز والنفط بأسعار تنافسية من روسيا، ومع اندلاع الحرب الأوكرانية- الروسية، بدأت ألمانيا تبحث عن بديل للطاقة الروسية، ووجدت في دول القارة السمراء ضالتها.

وأكد عارف، أن أنظار الغرب متوجهة ومنذ فترة نحو ليبيا، البلد الأفريقي صاحب أكبر احتياطي من الغاز والنفط، وكما هو الحال فإن ألمانيا تستخدم المؤتمرات للتدخل في الشأن الليبي، حيث كانوا المنظمين والراعين لمؤتمر برلين 1 و2 خلال عامي 2021 و2022 لبحث الأزمة الليبية وتقديم مقترحات لحل الأزمة.

واستطرد عارف: "توجد العديد من المنظمات الألمانية التي تخدم هذا الملف، حيث تهدف هذه المنظمات إلى تطوير التعاون الاقتصادي مع أفريقيا، مثل جمعية الأعمال الألمانية الأفريقية ومنتدى الأعمال الألماني الأفريقي، وترعى ألمانيا كذلك عدداً من المنظمات غير الربحية "NGO" لنفس الغرض، مثل حركة المعلومات الأفريقية، التي تشارك في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والخيرية، وكل هذا ضمن سياسة برلين الهجينة للتدخل الغير مباشر في شأن دول القارة السمراء".

وأكد عارف أن الاعتماد على المنظمات غير الربحية ليس كافي لضمان التوغل في ليبيا، لذلك بحثت ألمانيا عن دول ذات تواجد عسكري في البلاد ووجدت في إيطاليا وتركيا الشريك الأمثل لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن كلا من ألمانيا وإيطاليا وقعتا اتفاقية تعاون في قطاع الغاز الأفريقي، وفي مايو وقعت برلين وروما وجنيف اتفاقية للتعاون في تطوير شبكة لنقل الهيدروجين من جنوب البحر المتوسط إلى المنطقة الشمالية.

وأشار عارف إلى أن الشراكة بين برلين وتركيا فهي معقدة بعض الشيء بسبب العلاقات المتوترة بين البلدين، لكنها شهدت تقارباً بشأن قضايا السياسة الدولية والتي ظهرت في 21 أكتوبر الجاري بعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أدوغان والمستشار الألماني، أولاف شولتس، حيث أشار أردوغان عقب الاجتماع إلى رغبة تركيا بتحسين التعاون المشترك وتجاوز الفشل التي حدث في الماضي بشأن توريد منتجات الصناعة الدفاعية.

ولفت إلى أن التقارب بين برلين وأنقرة وروما تمت ترجمته في الآونة الأخيرة، إذ تسعى تركيا وإيطاليا إلى إيجاد أرضية مشتركة في سعيهما إلى توسيع نفوذهما الاقتصادي والدبلوماسي في أفريقيا، حيث تتطلع الدولتان إلى فرص التعاون في مجالات الأمن والطاقة والهجرة مع تراجع النفوذ الفرنسي في القارة.

كما لفت إلى أن التقارب والتوافق بين كل من تركيا وإيطاليا هو دليل على وجود شريك مشترك بين البلدين وهي ألمانيا، وتوافق واضح بين جميع الأطراف على ضرورة الاستفادة من ثروات دول القارة السمراء بما يخدم مصالح دول القارة العجوز بطرق خفية تجنباً للاصطدام بالشعب الأفريقي أو الدول التي تبحث عن النفوذ مثل باريس وواشنطن.

فيديو قد يعجبك: