الجارديان: أهالي ليبيا يحتشدون لرعاية أيتام درنة
وكالات
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن المواطنين احتشدوا في غرب ليبيا، لتوفير الرعاية وحليب الأم للأطفال الرضع، الذين فقدوا ذويهم، بسبب الفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة درنة الساحلية في الـ 10 من سبتمبر الحالي.
وتابعت الجارديان، من المتوقع أن المئات من الأطفال مصابين بصدمات نفسية، بعدما فقدوا والديهم في درنة، حيث تم القضاء على أحياء بأكملها بعد انهيار سدين.
بدأت نوال الغزال، 62 عامًا، من سكان بنغازي، حملة لجمع حليب الثدي من النساء اللاتي يرضعن أطفالهن، وتوزيعه على الأطفال الذين ماتت أو فُقدت أمهاتهم.
"أقل ما يمكننا القيام به من أجل بلدنا والمواطنين في درنة هو رعاية أطفالهم"، فمنذ وقوع كارثة الفيضانات في ليبيا، تولت نوال الغزال متطوعة لرعاية الأطفال، رعاية نحو 70 طفلًا صغيرًا.
وقالت منى العشي المتطوعة لرعاية الأطفال، "لا يرغب الأطفال الرضع في استخدام زجاجات الرضاعة الصناعية، ما اضطرنا للبحث عن أمهات مرضعات".
وبحسب الصحيفة البريطانية أعلنت مروة عبد الرزاق، استعدادها لاستقبال أيتام من درنة ووعدت بتقديم نفس الرعاية والاهتمام الذي تقدمه لابنتها.
الدعم النفسي للأطفال
وتعمل بشرى كريم، وهي متطوعة تبلغ من العمر 37 عامًا، على تحديد الأطفال الذين تمكنوا من الخروج من درنة مع أسرهم، وبدونها وتقديم الدعم النفسي لمساعدتهم على الاندماج في المدارس قبل بدء العام الدراسي.
وقال كريم إنه حتى لو تمكن الأطفال من فهم ما حدث لهم، فإن الواقع قد يصبح غير واضح في مخيلتهم، ما يجعلهم عرضة لـ"اضطرابات حادة" تشمل الخوف والقلق وأعراض نفسية أخرى.
تداولت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي روايات مفجعة لأطفال يروون اللحظة التي جرفتهم فيها مياه الفيضانات.
وقالت كريم إنها تشجع الآباء على طلب المساعدة من المتخصصين المتطوعين في الدعم النفسي للأطفال والتأكد من حصول هؤلاء الأطفال على الدعم النفسي، سواء بشكل فردي أو في جلسات جماعية مع أطفال آخرين.
وضع الأطفال في درنة
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، فإن الأطفال الذين يفقدون والديهم أو ينفصلون عن أسرهم يكونون أكثر عرضة لمخاطر مثل العنف والاستغلال.
وحذرت الصحفية الليبية نورا الجربي، من التسرع في نقل الأطفال، قبل استكمال إجراءات تصنيفهم كأيتام، ما يزيد من احتمال مطابقتهم مع أقاربهم.
وقدرت الجربي أن نحو 400 طفل انفصلوا عن أسرهم في درنة يعيشون الآن في مدرستين تم تحويلهما إلى ملاجئ.
وتتولى وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولية رعاية الأطفال الأيتام في المقام الأول وترتيب رعايتهم على المدى الطويل مع أسر حاضنة.
وقال الناشط المدني عبد النبي أبو عرابة، إنه تلقى ما يقرب من ألف عرض حضانة عبر صفحته على فيسبوك واتصالاته الهاتفية.
وأشاد بتعاطف مواطنيه، معربًا عن قلقه من أن بعض الحاضنين المحتملين عرضوا المساعدة بشكل متسرع بعدما تأثروا بالحجم المروع لكارثة الفيضانات.
وشدد أبو عرابة أن تقديم الدعم المالي ليس المعيار الوحيد لكي تصبح حاضنًا، ويجب أيضًا تقييم الوضع الاجتماعي للشخص وسلوكه.
وأشار إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية ستقوم عادة بإجراء مسح واسع النطاق للأسر الحاضنة المحتملة قبل اتخاذ القرار.
ماذا حدث في درنة الليبية؟
وقال مسؤولون إن الفيضانات في درنة غمرت ما يصل إلى ربع المدينة. وقُتل آلاف الأشخاص، ولا يزال العديد منهم تحت الأنقاض أو في البحر، وفقًا لفرق البحث.
ونزح أكثر من 43 ألف شخص في المنطقة، بما في ذلك 30 ألفًا في درنة، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية.
وانتقل العديد من الأشخاص إلى مدن أخرى في جميع أنحاء ليبيا، حيث استضافتهم المدن الليبية الأخرى أو لجأوا إلى المدارس.
وقالت السلطات المحلية إنها عزلت الجزء الأكثر تضررًا في درنة وسط مخاوف متزايدة بشأن الأمراض المنقولة من المياه.
وأطلقت السلطات الصحية حملة تطعيم استهدفت في البداية فرق البحث والإنقاذ إلى جانب الأطفال في درنة والمناطق المتضررة الأخرى.
فيديو قد يعجبك: