لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جنود آزوف والناتو.. لماذا ترى روسيا أن تركيا باتت دولة غير صديقة؟

03:17 م الثلاثاء 11 يوليو 2023

الحرب الروسية الأوكرانية

كتب- محمد صفوت:


وضعت الحرب الروسية الأوكرانية تركيا في موقف متشابك ومعقد مع تمتعها بعلاقات قوية بين الأطراف المتحاربة، ورغم عدم اعترافها بضم موسكو لشبه جزيرة القرم في 2014، إلا أنها حافظت على علاقتها القوية بموسكو، كما أكدت مرارًا على ضرورة احترام وحدة الأراضي الأوكرانية. قبل أن تتغير الأمور لتصنفها موسكو بأنها باتت دولة غير صديقة بعد أن كانت محايدة؟

حاولت تركيا طرح نفسها كوسيط حيادي في الصراع، وتجنبت فرض عقوبات اقتصادية على روسيا واكتفت بالموافقة على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الهجوم الروسي، ودعت أطراف النزاع لعقد جولات تفاوضية على أراضيها بهدف التوصل إلى حل سياسي.

خلال الأيام القليلة الماضية وقبل قمة الناتو المنعقدة حاليًا في ليتوانيا، أثيرت عدة أزمات بين أنقرة وموسكو، بدأت باستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

الزيارة علقت عليها الرئاسة الروسية "الكرملين" مؤكدة أنها ستتابعها عن كثب وأنها مهتمة بمعرفة ما سيجري في المناقشات.

خلال الزيارة أكد أردوغان أن "أوكرانيا تستحق أن تكون عضوًا في حلف شمال الأطلسي"، مشيرًا إلى أن بلاده ستدعم جهود إعادة الإعمار في أوكرانيا.

واصطحب الرئيس الأوكراني خلال عودته من تركيا، 5 قادة من كتيبة آزوف الأوكرانية التي قاتلت الجيش الروسي في مدينة ماريوبول، أُجبروا على العيش في تركيا بموجب شروط تبادل للأسرى في العام الماضي.

علق "الكرملين" على عودة قادة "آزوف" قائلاً إن تركيا انتهكت الاتفاقات بإطلاق سراح قادة محتجزين للوحدة التي دافعت لأسابيع عن مصنع للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية.

قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إنه بموجب شروط تبادل الأسرى، كان مقررًا أن يبقى هؤلاء المقاتلون في تركيا حتى نهاية الحرب، مضيفًا أن بلاده لم تبلغ بإطلاق سراحهم.

بدوره، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد، فيكتور بونداريف، إن تصريحات أنقرة حول تسريع قبول أوكرانيا في الناتو، تشير إلى أن تركيا تتحول من دولة محايدة إلى دولة غير صديقة.

واعتبر بونداريف أن تسليم أنقرة قادة كتيبة "آزوف" النازية إلى كييف، هو انتهاك للاتفاقيات التي تم التوصل إليها.

رغم الأزمة الجديدة بين البلدين، إلا أن أردوغان جدد توقعاته بشأن زيارة بوتين لتركيا في أغسطس المقبل، وقال في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التلفزيونية التركية، قبل مغادرته للمشاركة في قمة "الناتو": "نتوقع أن يزورنا بوتين الشهر المقبل. وإذا تمت هذه الزيارة، سنناقش بكل تأكيد الموضوعات حول ممر الحبوب والنزاع الأوكراني. ولا أتوقع أن يغير بوتين موقفه فيما يتعلق بجهود الوساطة التركية".

وقبل ساعات من القمة قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وافق على دعم محاولة السويد للانضمام إلى الحلف العسكري.

وكشف ستولتنبرج النقاب عن الاتفاق في وقت متأخر الاثنين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس حيث من المقرر أن تفتتح قمة الناتو الثلاثاء. وجاء الاتفاق نتيجة لجلسة محادثات انعقدت بين الزعيمين التركي والسويدي.

وكان أردوغان، ربط بين طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" وجهود أنقرة للانضمام للاتحاد الأوروبي، مما يعقد توسيع الحلف العسكري قبل ساعات من انعقاد القمة، حيث كانت تأمل السويد أن تكمل خطوات انضمامها للناتو.

وأكد الأمين العام للناتو، أنه يدعم طموح تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

الإعلان الجديد لقى ترحيبًا غربيًا ومثل تحولاً في موقف أردوغان من انضمام السويد، إذ وقف في طريق انضمامها لأكثر من عام.


وأكد الكرملين، أن القرار المرتقب بانضمام السويد للحلف سيكون له تداعيات سلبية واضحة على الأمن الروسي، وإن موسكو سترد بإجراءات مماثلة لتلك التي اتخذتها بعد انضمام فنلندا إلى التحالف العسكري الغربي.

وعن التحول في موقف تركيا، قال بيسكوف إن "أنقرة لديها التزامات بصفتها عضو في الحلف، وإن موسكو لم تساورها شكوك بشأن هذا الأمر، ونحن نعلم بهذا فنحن لم نرتدي نظارات وردية اللون. نحن نعي ونتفهم كل شيء جيدًا".

وبشأن احتمالية فتح الباب أمام تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، قال: "على أنقرة أن لاتتوهم بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي فلا أحد أحد من الأوروبيين يريد رؤية تركيا في أوروبا".

وأضاف بيسكوف أن هناك خلافات بين روسيا وتركيا، لكنهما تشتركان أيضاً في بعض المصالح المشتركة، مضيفاً أن موسكو تعتزم تطوير علاقاتها مع أنقرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان