إعلان

لرصد انتهاكات قواعد الملابس.. لماذا سخر إيرانيون من برنامج حكومي ذكي؟

01:33 م الثلاثاء 13 يونيو 2023

إيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

طهران - (بي بي سي)

تتحدى نساء في إيران محاولات جديدة من قِبل السلطات التي رأت تسخير التكنولوجيا للإلزام بقواعد اللباس التي هي مدار مظاهرات مستمرة في عموم البلاد منذ شهور طويلة.

وفي أبريل/نيسان، أعلن قائد قوة إنفاذ القانون في إيران أحمد رضا رادان إطلاق برنامج "ذكي" يشتمل على كاميرات مراقبة لرصد النساء اللاتي لا تغطين رؤوسهن أو لا ترتدين ملابس فضفاضة في أماكن عامة رغم ما يكتنف تلك الأفعال من جانبهن من تهديد بالتغريم أو بالسجن.

وحذر رضا رادان من أن كل مَن تُرصد منتهكة قانون الحجاب للمرة الثانية ستُحال إلى المحكمة. كما حذر المسؤول الإيراني من أن السيارات التي تنقل نساء لا يغطين رؤوسهن ستصادَر، مهددا بإغلاق أماكن العمل التي تغضّ الطرف عن ذلك.

وأثار إعلان رضا رادان ردودا ساخرة عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث نشرت نساء صورا ومقاطع فيديو لأنفسهن دون حجاب في أماكن عامة بأنحاء إيران.

"ليس دقيقا للغاية"

على مدى سنوات عديدة، يقول كثيرون إنهم يتلقون رسائل تحذيرية تتعلق بانتهاك قواعد اللباس داخل سياراتهم وإنه تمّ رصدهم بكاميرات المراقبة. لكن هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها السلطات بمصادرة سيارات أو بفرض غرامات بسبب ذلك.

وقالت امرأة لبي بي سي: "تلقيت رسالة نصية قصيرة قبل شهر تنطوي على رقم لوحة ترخيص سيارتي بعد أن قمت برحلة رفقة صديقات لي إلى مدينة دامغان. ولم نكن نُحكم ارتداء الحجاب في أثناء وجودنا في السيارة".

وقالت أخريات إنهن تلقّين رسائل شبيهة حملت لهن تحذيرات بأن سياراتهن ستُصادر إن ظهرن مرة أخرى في أماكن عامة بلا حجاب. كما تتضمن الرسائل رابط موقع إلكتروني حيث يمكن الطعن في الاتهام الموجّه عبر تلك الرسائل.

وقال رجل إنه تلقى رسالة تضمنت رقم لوحة ترخيص سيارته والموقع الذي كان يقود فيه في يوم محدد، مؤكدا أنه لم يكن برفقة امرأة في ذلك الموقع والتوقيت. وأضاف الرجل: "كنت وحدي تماما. الكاميرات التي يستخدمونها ليست دقيقة تماما". ولم يرغب الرجل في الكشف عن هويته، لكنه أرسل صورة لبي بي سي، تُظهر أن له شعرا طويلا.

وبعد إعلان السلطات في أبريل/نيسان الماضي، قال رجال إنهم تلقوا رسائل تبدو عشوائية من الشرطة تقول: "عزيزتي المواطنة، من الضروري احترام قانون الحجاب والامتثال له".

وردّ البعض بسخرية؛ حيث كتب أحدهم عبر إنستغرام قائلا: "أهذا مَبلغ ذكاء تقنيتكم؟".

وذهب بعض الحقوقيين إلى القول إن هذه الخطوة من جانب الشرطة والسلطة القضائية هي خطوة غير قانونية. وعبر تويتر، كتب محسن برهاني يقول: "إن مصادرة السيارات بسبب عدم ارتداء الحجاب خطوة لا سند لها من القانون في الدستور، ومن ثم فهي جريمة".

لكن السلطة القضائية في إيران ردت بالتشديد على أن "خلع الحجاب في أماكن عامة يعدّ جريمة".

"لم ننسَ بعد"

في غضون ذلك، تقول نساء إنهن على استعداد لمواصلة النضال ضد الحجاب الإلزامي، وذلك رغم الخطر المتزايد من التعرّض لعقاب.

وقالت شابة في مدينة سمنان لبي بي سي: "إن شابات كثيرات فقدن أرواحهن في الأشهر القليلة الماضية من أجلنا ومن أجل أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه من قبل".

وتشير هذه الشابة في كلامها إلى قمع وحشيّ تعرضت لها مظاهرات اندلعت بعد مقتل الشابة مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر/أيلول الماضي.

وجرى احتجاز مهسا أميني لأنها لم تكن تُحكم ارتداء حجابها، على حد ما قالت الشرطة.

ومنذ ذلك الحين، أقبلت نساء عديدات على حرق أغطية رؤوسهن أو التلويح بها في الهواء في أثناء مظاهرات مناديات بالحرية.

وعلى مدى نحو تسعة أشهر، لا تزال المظاهرات جارية لرفع القيود عن الحريات الخاصة والعامة في إيران.

وثمة معارضة للسياسة الجديدة حتى من جانب الموالين للنظام في إيران.وقال حسين علايي، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني: "إن إقحام الشرطة في قضية الحجاب لن يفضي إلا إلى توسيع الرأب بين الناس والدولة؛ ولقد رأينا بأعيننا كيف أثار عمل شرطة الأخلاق رد فعل عنيد وأدى إلى زيادة أعداد النساء السافرات في البلاد".

هذا المحتوى من

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان