تايوانيون يسلّمون بحتمية الخسارة في حال اندلاع حرب مع الصين
تايبيه - (ا ف ب)
على بعد كيلومترات من برّ الصين الرئيسي، يعتبر المقيم في جزيرة بيغان في أرخبيل تايوان لين كي-كيانغ أن تايوان لا تحظى بأي فرصة للانتصار على الصين في حال نشوب حرب.
قبالة منزله في جزر ماتسو تقع محافظة فوجيان الصينية حيث أجرى الجيش الصيني تدريبات بالذخيرة الحية في إطار مناوراته الحربية الأخيرة.
ويقول لين كي-كيانغ (60 عامًا) "في حال نشوب أي حرب، من المستحيل أن ننتصر لأن صواريخهم متطورة جدًا سيُسوّى هذا الجانب التايواني بالأرض".
تقع جزيرة بيغان في أرخبيل ماتسو الذي حافظت تايوان على السيطرة عليه وعلى جزر كينمين المجاورة بعدما تراجعت القوات القومية من البر الرئيسي عام 1949 عقب هزيمتها في الحرب الأهلية الصينية.
قبالة جزيرة بيغان قواعد عسكرية مهجورة مغطاة بشجيرات قرب ملاجئ للاحتماء من الغارات الجوية في حال اندلعت حرب.
في بعض سفوح التلال، زرع سكان محليون أشجار صبّار في محاولة غير مجدية على ما يبدو لإحباط توغّل محتمل لقوات الصين.
رغم أن دوي إطلاق النار خلال التدريبات الصينية بلغ جزيرة نانغان الرئيسية في أرخبيل ماتسو الاثنين، شوهد جنود يقطعون العشب ويمسحون الطرقات بدلاً من الاستعداد للمواجهة.
رغم التدريبات، واصل سكان ماتسو الذين عاش بعضهم تحت قصف صيني كثيف في خمسينيات القرن المنصرم، حياتهم بشكل طبيعي الإثنين.
وجزر ماتسو هي أقرب أراضي تايوانية من مواقع التدريبات. واستمرت خدمات العبّارات والرحلات الجوية التجارية فيها بشكل طبيعي وكان الجنود يختلطون بالمدنيين.
يقول سكان إنه من النادر أن يسمعوا أو يروا تدريبات صينية.
وزار سيّاح الاثنين ساحة تذكارية مزينة بشعار مكتوب بخط يد الزعيم القومي التايواني السابق تشيانغ كاي تشك يقول "ابق متيقظًا واستعد للمعركة".
"حتى لو كرّست الحكومة 120% من أموالها"
يقول المرشد السياحي المحلي لين أي-لان (64 عامًا) "ليس الأمر وكأننا لا نشعر بالأزمة، لكن إذا حدث هجوم، فسيتعين علينا مواجهته وليس هناك الكثير من الأسلحة في ماتسو" التي يناهز عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة.
تحتفظ تايوان ببعض الأنفاق النشطة في الجزر لإخفاء الإمدادات العسكرية أو للاحتماء في حال حدوث هجوم، لكن أنفاقا أخرى كانت تستخدم في الماضي لتخزين السفن تدمّرت أو أصبحت تُستخدم لأغراض سياحية.
يجري الجيش التايواني تدريبات منتظمة في الجزر لإحباط إنزال محتمل للقوات الصينية، لكن البعض يعتقد أن نظام الدفاع عن الجزر ضعيف وأن قدوم قوات الصين مسألة وقت فقط.
ويقول السائح بين لين (32 عامًا) الذي يعتبر أن الصين قد تغزو تايوان في العقد المقبل، "إذا قررت الصين الغزو، سيحصل ذلك بسرعة كبيرة".
ويضيف "لن تكفي الجهود التايوانية أبدًا. حتى لو كرّست الحكومة 120% من أموالها أو اهتمامها لهذه المسألة، ما زلت أعتقد أن فرص تايوان منعدمة".
"لن نتمكّن من الدفاع عن أنفسنا"
فيما لا يرى بعض سكّان ماتسو أملًا في مقاومة تايوان للصين في حال نشوب نزاع عسكري، يرى خبراء في مجال الدفاع التايواني أن الجزر التايوانية الأقرب إلى بر الصين الرئيسي قد يكون لديها أهمية استراتيجية.
فهذه الجزر تساعد تايوان في الحصول على "إنذار مبكر بالتّدخّل"، بحسب الخبير في معهد أبحاث الدفاع الوطني والأمن تزينغ يي-سوو.
ويقول إنها تسمح أيضًا برصد مؤشرات التعبئة العسكرية في مدينة فوتشو الصينية، ويمكن أن تكون بمثابة منصات انطلاق لرد تايوان.
ويضيف "من المرجح أن تكون جزيرتا ماتسو وكينمين قاعدتان لراجمات صواريخ متحركة وحديثة".
لكن السكان لا يرون فائدة تذكر في تعزيز الدفاعات على الجزر، معتبرين أن ذلك قد يدفع بكين إلى التحرك من خلال إرسال قواتها التي ستسحق التايوانيين بعض النظر عن قوة دفاعاتهم.
ويقول الموظّف في نزل هسو يي-يانغ (31 عامًا) "مهما كان العدد الإضافي للدفاعات في هاتين الجزيرتين النائيتين، لن نتمكّن من الدفاع عن أنفسنا".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: