لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

زلزال تركيا وسوريا.. حصيلة الكارثة وتداعياتها بالتفاصيل والأرقام

10:28 م الأربعاء 08 مارس 2023

زلزال تركيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(دويتشه فيله)

قبل شهر ضرب زلزال قوي أجزاء من تركيا وسوريا. وللكارثة الطبيعية أيضًا تداعيات سياسية واجتماعية هائلة داخل المجتمعين التركي والسوري، نقدم ما يلي لآخر بيانات الخسائر والأضرار التي خلفتها الكارثة على السكان.

الزلزال المدمر خلف وراءه أرقاما مرعبة إذما لا يقل عن 50 ألف قتيل، و 214 ألف مبنى منهار أو آيل للسقوط، وإحدى عشرة مدينة مدمرة بالكامل في تركيا وحدها. بالإضافة إلى ذلك، ملايين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وهم في حاجة ماسة إلى المساعدة.

بعد مرور شهر على الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا، لم يتم بعد تسجيل كامل الأضرار. ما هو واضح لغاية الآن أن هذه واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية خطورة في المنطقة في العقود الأخيرة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى: لا يزال هناك العديد من الضحايا الذين لا تزال هوياتهم غير واضحة وبعضهم لم يتم تسجيلهم رسميا بعد. ويواصل الناجون البحث عن أفراد أسرهم. بالنسبة لعدد الأشخاص الذين ما زالوا مفقودين في تركيا وحدها، لم ترغب وزارة العدل التركية في التعليق على طلب DW.

مسؤولية الدولة

بعد الزلزال مباشرة حملت مشاعر الناجين مزيجًا من الحزن والغضب.

كيف يمكن للعديد من المباني التي يفترض أنها مقاومة للزلازل أن تنهار ببساطة؟ ويقال إن إهمال الدولة التركية عن المراقبة جعل عليها أيضا بعض المسؤولية المترتبة عن عدم منع هذه العواقب الوخيمة. كما اتضح أنه في كثير من الحالات، لم يتم اتباع قوانين الحماية في البناء، ما أدى إلى تفاقم الكارثة. وحتى الآن، اشتبهت السلطات التركية في وجود ما مجموعه 957 شخصا يقال إنهم مسؤولون بشكل مشترك عن ارتفاع عدد الضحايا والأضرار الكبيرة. وحتى الآن، ألقي القبض على 236 مشتبها بهم، ووضع 330 آخرون تحت "المراقبة القضائية"، ولا يزال 4 رهن الاحتجاز. وهناك مذكرة توقيف بحق 270 من المشتبه بهم.

من الأهمية بمكان الإشارة إلى تقارير من هيئة الحماية المدنية التركية AFAD ، التي حذرت منذ سنوات من عواقب وخيمة لزلزال محتمل: تم إعداد ونشر ما يسمى بتقارير IRAP وهو اختصار لجملة "خطط لتقليل مخاطر الكوارث" بالتركية، حيث تم نشر التقارير في الفترة الزمنية الممتدة بين عامي 2019-2021.

افترض تقرير IRAP الصادر عن AFAD في عام 2020 أن زلزالا كبيرا بقوة 7.5 درجة سيحدث في كهرمان مرعش في الجنوب التركي. في 6 فبراير من هذا العام، تحققت تنبؤات العلماء، التي تجاهلتها الدولة على ما يبدو.

أطفال بدون رعاية

أحد أكبر مواضيع النقاش في المجتمع التركي الآن هو وضع ومستقبل الأطفال المتضررين. ووفقا لليونيسف، فإن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قد أثر على حوالي 5 ملايين طفل.

وفقا لوزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، بحلول 1 مارس تم إنقاذ ما مجموعه 1911 طفلا. وبعد التحقق من الهوية، يقال إن 1543 طفلا قد تم تسليمهم بالفعل إلى أحد أفراد أسرتهم، الناجين من الزلزال. ويخضع حاليا 95 طفلا لحماية الوزارة. ولم يتسن حتى الآن توضيح هوية 81 طفلا.

من ضمن ما يشاع حول الأطفال القصر، أنه تم تسليم بعضهم إلى أيدي جمعيات موالية للحكومة. ورفضت الوزارة المختصة هذه المزاعم. ومع ذلك، كشف تقرير صادر عن قناة Halk TV المناهضة للحكومة، أن 60 طفلا مهملا قد تم إيواؤهم في ثلاثة منازل في منطقة بيكوز في إسطنبول.

كما كشف تقرير لـ DW أن تسعة أطفال أخذوا بعيدا عن والديهم وسجلوا في ما يسمى بدور القرآن. وتقدمت جمعية "المرأة والطفل أولا" بشكوى بشأن كلتا الحالتين.

الانتخابات قاب قوسين أو أدنى

وفي حين أن الحكومة مسؤولة بشكل مشترك عن العواقب المدمرة للزلزال، فإن البلاد تتوجه صوب انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث أدت الكارثة إلى قيام السياسيين بمقاطعة الحملة الانتخابية لفترة وجيزة.

الآن يبدو أن الحملات الانتخابية عادت من جديد: في 1 مارس انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة في خطاب، معلنا أنه يجب تقديم الانتخابات وعقدها في 14 مايو. في الجو الحالي للسياسة التركية، تعتبر كلمته قانونا. ومن المتوقع أن ينشر مرسوما في 10 مارس، يجعل الموعد الجديد رسميا.

ومع ذلك، لا أحد يعرف كيف ستجري الانتخابات في المدن المتضررة من الزلزال. وسيتم توضيح ذلك بعد 10 مارس. هناك حديث عن إمكانية تمكن الناخبين من منطقة الزلزال من الإدلاء بأصواتهم في مدن أخرى للانتخابات الرئاسية، ولكن ليس للانتخابات البرلمانية.

تداعيات اقتصادية ضخمة

وتأتي مهمة إعادة الإعمار الضخمة في وقت تعاني فيه تركيا بالفعل من أزمة اقتصادية. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن الأضرار الناجمة عن الزلزال المدمر في تركيا ستتجاوز 100 مليار دولار. ووفقا لمكتب الإحصاء التركي (TÜIK) ، يعيش حوالي 14 مليون شخص في 11 مدينة في منطقة الزلزال. تنتج هذه المنطقة حوالي 9.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. يعتمد الاقتصاد في المنطقة على الزراعة وتربية الحيوانات وكذلك المنسوجات والصلب والطاقة.

ويقدر الخبراء أن الدمار سيزيد الطلب على العديد من المنتجات والخدمات، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع التضخم بالفعل. في مقابلة مع DW، يؤكد الخبير الاقتصادي مراد كوبيلاي أن التضخم سيكون على الأقل حوالي 50 في المائة بحلول نهاية هذا العام.

تقييد حرية التعبير

بالإضافة لما سبق فرضت قيود أكبر على حرية الصحافة وحرية التعبير، التي تتعرض لضغوط في تركيا منذ سنوات، إذ فرضت الهيئة التنظيمية التركية للبث الخاص، RTÜK ، عقوبات على ثلاث محطات تلفزيونية لتغطيتها للزلزال. وتبلغ الغرامات نحو ثمانية ملايين ليرة تركية (نحو 400 ألف يورو).

حتى في ملاعب كرة القدم، هناك عقوبات على التعبير عن الرأي: دعا مشجعو ناديي كرة القدم التركيين الرئيسيين، فناربخشة وبشكتاش، أردوغان وحكومته من المدرجات إلى الاستقالة. وتم فرض عقوبات على الناديين التركيين حيث ستفرض قيود على مشاركة مشجعين في فعاليات رياضية محلية.

سوريا: الحرب والكوارث

في شمال سوريا، ضرب الزلزال منطقة تعرضت سابقا للدمار، حيث تشهد البلاد حربا أهلية منذ اثني عشر عاما، والتي فاز بها النظام الآن إلى حد كبير بدعم روسي وإيراني. بعد معاناة الحرب فاقم الزلزال من معاناة السكان الذين أصبحت أعداد كبيرة منهم بلا مأوى

هناك، الكثير من الناس في شمال سوريا الآن بلا مأوى. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، تأثر حوالي 8.8 مليون شخص بعواقب الزلزال. تم الإبلاغ عن 5900 حالة وفاة، ولكن من المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير.

لم يتلق معظم المتضررين في سوريا أي مساعدة على الإطلاق في الأيام القليلة الأولى. ويرجع ذلك جزئيا إلى إغلاق المعابر الحدودية. أجزاء كبيرة من منطقة الزلزال السورية لا يسيطر عليها نظام بشار الأسد. فمدينة إدلب، على سبيل المثال، تعتبر آخر معقل للمتمردين، حيث تسيطر عليها ميليشيات. يعيش هناك أكثر من مليوني شخص فروا من أجزاء مختلفة من سوريا. المساعدات التي يتم إرسالها رسميا إلى سوريا لا تصل إليهم في كثير من الأحيان، كما يشكو المراقبون والمتضررون.

في المجموع، كان حوالي 1.8 مليون نازح يعيشون بالفعل في خيام وملاجئ ومنازل بسيطة في شمال غرب سوريا قبل الزلزال. الآن تدهور الوضع بشكل كبير، ويعيش عدد لا يحصى من الضحايا في منازل مدمرة، وينام آخرون في العراء في درجات حرارة متجمدة أو يعيشون في سياراتهم، مثل رب الأسرة عمار فياض في إدلب، والذي قال لمراسل DW عربية، نحن نعاني، "تكلف الخيام ما بين 200 و400 دولار، ولا يمكنني أنا وإبني تحمل ذلك. لذلك قررنا البقاء هنا".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: