"أوكوس".. تحالف أمريكي أسترالي بريطاني للتصدي للنفوذ الصيني على المدى البعيد
واشنطن - (ا ف ب)
تمثل الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا حول برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي "أوكوس" تأكيدا للقلق الناجم عن تنامي قوة الصين العسكرية. إلا أن هذا الاتفاق سيحتاج إلى سنوات قبل أن يتمكن من المساهمة في ردع نفوذ بكين.
مواجهة القوة العسكرية المتصاعدة للصين. هذا هو الهدف -برأي مراقبين- من الاتفاق الذي وقعته لندن وكانبيرا ولندن حول تصنيع غواصات نووية في أستراليا. لكنه سيتطلب وقتا طويلا قبل تحقيق هذا المسعى.
تعرف هذه الشراكة باسم "أوكوس AUKUS" وستؤدي إلى استبدال كانبيرا لأسطولها من الغواصات التي تعمل بالديزل بأخرى تعمل بالدفع النووي، وبشكل خفي ونطاق عملاني أكبر بكثير.
سيتم هذا الاستبدال أولا عبر شراء غواصات أمريكية ثم من خلال صنع نوع جديد من الغواصات على الأراضي الأسترالية بتصميم مشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.
لكن الجدول الزمني طويل الأمد والحاجة لزيادة قدرات الإنتاج يفرضان صعوبات فيما تواصل الصين توسعها العسكري ومطالبها في الأراضي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ما يهدد التقدم العسكري الذي كان يميز منذ فترة طويلة الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال تشارلز إيديل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بمداخلة في الآونة الأخيرة "كل دولة لديها مبرر مختلف قليلا حول سبب إبرام اتفاق أوكوس، لكن في العمق هناك دائما الصين".
وأضاف "رغم ان الصين لم تذكر خلال الإعلان عن أوكوس، إلا أن النمو الهائل لقوتها العسكرية واستخدامها بأشكال الأكثر عدوانية لها خلال العقد الماضي كان الدافع الرئيسي بوضوح لهذا الاتفاق".
تعتبر الولايات المتحدة الصين منافسها الرئيسي وتسعى لثنيها عن القيام بأعمال عسكرية لا سيما فيما يتعلق بجزيرة تايوان التي تطالب بها الصين وتعتبرها جزءا من أراضيها.
بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الصين تريد أن يكون جيشها مستعدا للاستيلاء على تايوان، بالقوة إذا لزم الأمر، بحلول 2027.
لكن سيكون من الضروري انتظار حتى ثلاثينيات القرن الحالي قبل أن تتلقى أستراليا أول غواصاتها الهجومية التي تعمل بالدفع النووي (سفن أمريكية من نوع فيرجينيا)، وهو وقت متأخر جدا لثني الجيش الصيني عن تحقيق أهدافه.
تحديات صناعية وعسكرية
يردف تشارلز إيديل "من المعروف أن لدينا مشكلة ردع الآن، وليست مشكلة ستظهر في عام 2040" مضيفا أن "التحدي الآن هو تحديد كيف يمكن أن تبدأ أوكوس بتقديم حلول لمشاكل اليوم".
بالنسبة لأستراليا، فان الانتقال من فئة غواصات كولينز إلى فئة فيرجينيا لن يكون أمرا سهلا: فبعض النسخ من الغواصات الجديدة أكبر بمرتين تقريبا وسيتطلب ضعفي عدد البحارة.
أعقب إنشاء شراكة أوكوس في 2021 مشاورات استمرت 18 شهرا وقد أعلن قادة أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا انتهاءها الإثنين في قاعدة بحرية بكاليفورنيا.
وقال مسؤول أمريكي كبير قبل صدور الإعلان إن الهدف هو أن تتمكن أستراليا من أن تصنع محليا غواصة بالدفع النووي تعرف باسم SSN-AUKUS في مطلع سنوات 2040.
سيتم تطوير الغواصة انطلاقا من تصميم الجيل المقبل من الغواصات الهجومية البريطانية مع دمج تقنيا الغواصة فيرجينيا.
وأكد المسؤول الكبير أن اتفاق أوكوس "سيتطلب تحسينا كبيرا للقواعد الصناعية للدول الثلاث".
وأكد النائب روب ويتمان العضو في لجنة القوات المسلحة التي تحظى بنفوذ أن الاتفاق يجب ألا يثقل كاهل إنتاج الغواصات للبحرية الأمريكية.
وقال في بيان بعد الإعلان إن تحالف "أوكوس لن يصل إلى كامل قدراته إذا لم يصل العدد الإجمالي للغواصات التي يديرها أعضاء أوكوس في المحيط الهادئ إلى ما فوق مشاريع البناء الحالية على مدى العقد المقبل".
وخلص تشارلز إيديل إلى أن مسألة الطاقة الإنتاجية البحرية للدول الثلاث "تبقى مفتوحة" مضيفا أن "الطموح هو تعزيز بناء السفن ولكن في أي موعد؟".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: