أبصرت النور يتيمة.. حكاية رضيعة سورية ولدت تحت الأنقاض وماتت عائلتها كلها - صور وفيديو

كتبت- سارة أبو شادي

تصوير من سوريا- عبيدة حيان

أبصرت النور يتيمة بلا أب أو أم أو إخوة، أدركت الألم وهي قادمة في دقائقها الأولى للحياة، وصفوها بالمعجزة وأطلق الأطباء عليها اسم "آية" واجهت الموت تحت ركام زلزال سوريا في بطن أمها برفقة عائلتها، لتخرج هي وحيدة دونهم.
مصراوي يروي على لسان صاحب الفيديو الذي كان حديث مواقع التواصل الاجتماعي، حكاية الرضيعة السورية التي ولدت تحت الأنقاض.

"البنت اتولدت في الرابعة عصرًا بتوقيت سوريا".. عبيدة حيان شاب سوري يعيش في بلدة جنديريس بمنطقة عفرين شمال سوريا، كان ضمن الضحايا الذين فقدوا منازلهم وما يملكون جراء الزلزال الذي ضرب بلادهم، في اليوم الثاني من الكارثة، خرج رفقة العشرات من أبناء مدينتهم يُحاولون البحث عن ضحايا أسفل الركام، وعلى بعد خطوات من إحدى المنازل المُهدمة سمع أحدهم يهلل ويُكبر ليتفاجأ بخروج شاب يحمل بيده مولودة وعليها آثار دماء الولادة.

أثناء استخراج جثامين الضحايا من أسفل منزل الطفلة المهدم ، لم يُدرك أحد أنّ هناك ناجين لكنّهم سمعوا صوتًا خلال الحفر فتفاجئوا بسيدة تلتقط أنفاسها بصعوبة شديدة، وبجوارها رضيع كان لا يزال متصل بالحبل السري مع والدته، والتي توفيت بعد ثواني معدودة من قطع الحبل، فأبت الأم أن ترحل دون الاطمئنان على صغيرتها، لتخرج "آية" وحيدة بينما لقيت والدتها ووالدها وأشقائها الأربعة وعمتها مصرعهم تحت أنقاض الزلزال.

حمل الشاب الذي الرضيعة إلى مستشفى عفرين، وعلى الفور وُضعت بالحضانة نتيجة إصابتها بجروح وكدمات وكسور في أماكن عدة بجسدها الضعيف، حسبما سردت إحدى ممرضات المستشفى لمصراوي، والذين تفاجؤوا بقدوم الرضيعة على يد أحد الشباب دون رفقة أحد من عائلتها، ولأنّ الطفلة يجب أن يصبح لها هوية، قررّت إدارة المستشفى حينها أن تُطلق عليها اسم "آية".

بعد انتشار الفيديو الخاص بالرضيعة، انهالت العديد من الطلبات التي تسعى للتكفل بالطفلة، سواء من داخل سوريا أو خارجها، لكن وبعد نحو 30 ساعة قضتها آية داخل حضانة المستشفى، ظهر أحد أفراد عائلتها "زوج عمتها"، والذي أبلغ إدارة المستشفى أنّه ما تبقى من العائلة هو وزوجته على قيد الحياة وأنّه سيتكفل بالطفلة ولن يتركها لأحد.

وتتواصل أعمال الإغاثة في شمال غرب سوريا، لليوم الثالث على التوالي، بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة فجر الإثنين الماضي وخلف دمارا واسعا، وبحسب الدفاع المدني السوري، فقد بلغت حصيلة الضحايا في منطقة شمال غرب سوريا - تحت سيطرة المعارضة نحو 1540 وفاة، و2750 إصابة.

بينما ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 2802 قتيل وأكثر من 5000 إصابة، جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين، وأفاد وزير الصحة في النظام السوري حسن الغباش بأن "عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1262 وفاة و2285 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية"، كما ذكرت وكالة أنباء النظام "سانا"، أن عدد القتلى في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس بلغ 1262، والجرحى 2285.