الناتو يناقش زيادة أهداف الإنفاق الدفاعي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
بروكسل - (أ ف ب)
استأنف أعضاء حلف شمال الأطلسي الأربعاء النقاش حول القضية الشائكة المتمثلة في تكثيف أهداف الإنفاق الدفاعي القومي بعد أن أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى زعزعة الأمن.
شهد غزو موسكو لأوكرانيا قبل عام تقريبا، التزام حلفاء أوروبيين بإنفاق مزيد من المليارات على القوات المسلحة.
يدفع البعض في التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الآن لتكريس الزيادة من خلال استخدام القمة المقبلة في فيلنيوس في يوليو لرفع هدف الناتو الحالي البالغ 2% من إجمالي الناتج المحلي.
يبدو أن معظم أعضاء الناتو يتفقون على أن عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعني أن نسبة 2% يجب أن تصبح "أرضية وليس سقفا" للإنفاق القومي.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس خلال اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل الأربعاء "أعتقد أن مجرد الرغبة في الاقتراب من هدف 2% لن يكون كافيا. يجب أن يكون الأساس لأي شيء آخر".
لكن بعض الدول تحجم عن جعل الهدف شديد الطموح أو الالتزام ملموسا.
وقال وزير دفاع لوكسمبورغ فرنسوا بوش "إن نسبة 2% مقبولة لكن علينا أيضا أن نضمن أن تكون لدينا بعض المرونة لأن الدول مختلفة".
وضع الحلف خطا توجيهيا بنسبة 2% منذ 16 عاما، لكن الأزمة الاقتصادية في عامي 2007-2008 شهدت اقتطاعات في الميزانيات.
أدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 إلى تعهد الحلفاء بوقف التراجع لسنوات و"التحرك نحو" 2% بحلول 2024.
زاد الإنفاق عبر الحلف، ولكن على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة على الأعضاء الأوروبيين لزيادة الإنفاق، حتى العام الماضي فقط تسعة من الحلفاء الثلاثين حققوا هذا الهدف.
"الدول المؤيدة مقابل الدول الرافضة لزيادة الإنفاق"
وقال مسؤول أميركي كبير إن التحالف قسم إلى فئات. من جهة "الدول المؤيدة لزيادة الإنفاق" مثل دول البلطيق وبولندا وهي الأقرب جغرافيا إلى روسيا وتدفع نحو مستوى أكثر طموحا بنسبة 2,5%.
ومن جهة اخرى، "الدول الرافضة" مثل كندا وإيطاليا ولوكسمبورغ واسبانيا التي تؤكد أنها صغيرة جدا أو أن المساهمات مثل العمليات الخارجية يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
وقال المسؤول إنه ليس لواشنطن أي رقم جديد محدد، لكن هناك الكثير من العمل الواجب القيام به في الوقت الذي يدفع فيه الناتو لإعادة هيكلة قواته وتجديد مخزونات الأسلحة المستنفدة وتحديث المعدات.
وأضاف المسؤول "إذا ما نظرنا الى كل هذه العوامل أعتقد أن النتيجة الواضحة هي أن نسبة 2% غير كافية".
وتابع "أقدر أن هذه هي النسبة التي يؤيدها معظم الحلفاء".
تعد واشنطن إلى حد بعيد أول دولة تنفق عسكريا، بحيث تمثل ثلثي الإنفاق الدفاعي للحلف تقريبا.
يقول دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي إنه كان من المتوقع أن يستمر الجدل حول أي تعهد جديد للاستثمار الدفاعي - الذي يتطلب توافقا من جميع الحلفاء - حتى موعد القمة في منتصف تموز/يوليو.
كما دعمت فرنسا وهي من الدول الوازنة في أوروبا، الحد الأدنى البالغ 2% لكنها قالت إن الإنفاق الإضافي يجب أن يكون مستخدما بشكل جيد.
واعلن وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو "ما يهم هو أن تكون نسبة 2% من الإنفاق مفيدة وفعالة".
وقال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ "ما هو واضح هو أنه إذا كان من الصواب الالتزام بإنفاق بنسبة 2% في عام 2014 ففد بات أكثر صوابا اليوم بعد أن أصبحنا نعيش في عالم أكثر خطورة".
وتابع "هناك حرب شاملة تدور في أوكرانيا داخل أوروبا ثم نرى تهديد الإرهاب المستمر ونرى أيضا التحديات التي تطرحها الصين".
وشدد على أن أعضاء الناتو "يجب أن يتوقفوا عن التفكير في نسبة 2% كسقف والانتقال إلى اعتبارها حدًا أدنى من إجمالي الناتج المحلي".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: