لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد عملية القدس.. كيف تشابك ماضي "بن غفير" مع "خيري علقم"؟

08:04 م الأربعاء 01 فبراير 2023

إيتمار بن غفير

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سلمى سمير:

منذ تولي وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، منصبه في حكومة عُرفت كونها الأكثر يمينية، في تاريخ إسرائيل، لاحقه ماضيه من عدة طرق، فسرعان ما توالت التقارير الصحفية عن سجله الجنائي، وتاريخه المتطرف، وكيف وجد المجرمين في "بن غفير" حصن منيع يستطيعوا اللجوء إليه للدفاع عن جرائمهم.

استمر ماضي بن غفير، في ملاحقته تلك المرة أيضاً، ولكن بطريقة مختلفة، حيث سُلط الضوء عليه مع عملية القدس، التي سقط فيها 7 مستوطنين قتلى على يد الشاب الفلسطيني، خيري علقم، الذي خرج للثأر لشهداء مخيم جنين الذين ارتقوا قبله بيوم، بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، كانت الحادثة بمثابة أحجار الدومينو المتساقطة تتابعاً، حيث اشتبك فيها ماضي بن غفير بالحادثة.

بن غفير هو المحامي الذي دافع عن قاتل خيري علقم جد الشهيد خيري علقم، الذي استشهد أثناء سيره إلى طريق عمله وقت الفجر، طعناً على يد مستوطن إسرائيلي، يدعى حاييم بيرلمان، الذي قتل جد الشهيد وثلاثة آخرين، وفق صحيفة "جويش تليجرافيك إنسيدر".

على الرغم من أن حاييم نفذ جريمته عام 1998، لكنه اعتقاله كان في عام 2010، للاشتباه في قتله خيري علقم، لكن "بن غفير" استبسل في الدفاع عنه، خاصة مع تشابك اهتمامات المحامي والمتهم المنضم إلى حركة كهانا حي الإرهابية منذ صغره، والمعروفة بعدائها الشديد للعرب، مؤسس الحركة هو بينيامين كهانا نجل الحاخام المتطرف مائير كاهانا الذي أسس حركة كاخ التي ظلت محظورة حتى مايو الماضي من قبل الولايات المتحدة، الراعية لمجزرة الحرم الإبراهيمي، والتي انضم إليها بن غفير منذ شبابه.

لم يقض بيرلمان وقتاً طويلاً في السجن، فرغم شكواه من تعرضه للتعذيب والسباب داخل محبسه، لكنه بقى مدة 31 يوماً فقط، مع اعتقاله بشكل إداري أي دون توجيه تهمة، لكنه توجه ببالغ الشكر فور خروجه، لإيتمار بن غفير قائلاً "أشكر الناشط القومي البارز إيتمار بن غفير الذي رافقني طول المحاكمة".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي، اشتبه في قيام بيرلمان بقتل 4 فلسطينيين، لذلك أقدمت على اعتقاله إدارياً دون توجيه تهمة حتى أصدرت المحكمة قراراً بالإفراج عنه، ووضعه قيد الإقامة الجبرية في منطقة غوش عتصيون، رافضةً طلب الشرطة حينها بتمديد مدة احتجاز بيرلمان، لمدة 8 أيام إضافية، ومُنع بيرلمان من الاتصال بالعديد من الأشخاص بموجب قرار قوات الأمن حينها.

وبهذه الطريقة يواجه الوزير المتطرف عائقاً جديداً، مع إلقاء البعض مسئولية عملية القدس عليه، وهو ما واجهه بالفعل فبمجرد وصوله لموقع الحادثة، في منطقة نيفي يعقوب في القدس، نزل عليه سيل من الانتقادات اللاذعة، ملقين عليه باللوم فيما حدث كونه وزير الأمن القومي، حيث صاح الناس عليه " لقد وثقنا بك، ماذا ستفعل؟ المسؤولية تقع عليك".

ويرى أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي، ورئيس الأركان السابق، لنتنياهو، أن بن غفير من المحتمل أن يخسر جماهيرية واسعة وسط مؤيديه، الذين صوتوا له، بسبب عملية القدس، قائلاً "إن الكثيرين صوتوا لبن غفير على أمل أنه سيفي بالغرض من خلال سماحه لقوات الأمن بالعمل بأريحية دون تقييدهم، لكن في الواقع يبدو أن وعوده ليست حقيقية".

وبهذا تستقبل حكومة نتنياهو، التي عُرفت كونها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ولم يتخط عمرها عتبة بضع أسابيع، عقبة جديدة، فيما إذا كانت تستطيع الحفاظ على الأمن القومي لإسرائيل، فلا تزال المظاهرات في تل أبيب حية اعتراضاً على سياسات الحكومة الجديدة التي تسعى لتوسيع صلاحيتها على حساب نظام القضاء، إضافة إلى عداءها الشديد تجاه العرب والمسلمين مع تكرار وزيرها بن غفير اقتحامات متلاحقة للأقصى، وتشديد الخناق على الأسرى الفلسطينيين، في بادرة ليست غريبة على وزير رفع لافتة مكتوب عليها "اطردوا العدو العربي".

فيديو قد يعجبك: