دوافع "طوفان الأقصى" تفتح الطريق لتبادل الردود بين حماس وإيران
كتبت- سلمى سمير:
تتبادل حركة المقاومة الفلسطينية وطهران حالة من التصريحات المتناقضة، عقب حديث الحرس الثوري الإيراني، حول طبيعة أهداف عملية "طوفان الأقصى" التي اندلعت في الـ7 من أكتوبر الماضي، والتي حدد فيها أهداف العملية بأخرى مغايرة لما أعلنت عنه المقاومة الفلسطينية.
جاء رد حركة حماس سريعًا، بنفيها تصرحيات المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، عندما قال إن "طوفان الأقصى" ردًا على ما حدث قبل سنوات عندما اُغتيل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بالعراق.
حددت حماس في ردها أهدافًا واضحة لغاية "طوفان الأقصى"، بقولها إن العملية جاءت ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمقدسات وعلى رأسها المخاطر المترصدة للمسجد الأقصى.
كما أضاف بيان الحركة أن "كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي ردًا على استمرار التواجد الإسرائيلي وعداونه على الشعب الفلسطيني.
مراجعة موقف
عاود الحرس الثوري الإيراني الظهور بموقف جديد متسق مع تصريحات طهران السابق، بقوله إن عملية "طوفان الأقصى" فلسطينية خالصة، ولم تأت كاستجابة لاغتيال سليماني، وذلك من خلال إشارة قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إلى أن إيران هي من ستنتقم لمقتل سليماني.
كانت الـ75 عامًا السابقين، حافزًا كافيًا للفلسطيين لقيام بعمليتهم المباغتة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق حديث سلامي، الذي قال إن طبيعة الظلم الذي تعرض له الفلسطينيين جعلهم قادرين على القيام بهذه العملية بأنفسهم ودون أي دعم خارجي على الإطلاق، في إشارة منه إلى أن حماس والجهاد الإسلامي ينتجان المعدات العسكرية المستخدمة في الحرب داخل قطاع غزة وليس في الخارج.
وبذلك تكون إيران غسلت يدها من تصريحات رمضان شريف، الذي اعتبر أن "طوفان الأقصى" هو مرحلة من مراحل الانتقام الإيراني تجاه إسرائيل على مقتل سليماني في العراق.
ما طبيعة التبني الإيراني لحماس؟
منذ اللحظات الأولى لهجوم عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر، خرج خامنئي مبتهج بعبارات الامتنان لرجال كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قائلًا إنه "يقبل أيادي المخططين لذلك الهجوم"، كما أعلن يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، عن دعم طهران لعميلة "طوفان الأقصى"، كما خرجت المظاهرات الاحتفالية بهجوم القسام على إسرائيل في مدن عدة داخل إيران.
ومع ترحيب إيران بعملية "طوفان الأقصى" لكن في ذات الوقت نفى خامنئي ضلوع إيران في الهجوم الذي قُتل على إثره 1200 شخص إسرائيلي، إلا أن تصريحات حماس لم تمش في نفس سياق إيران حيث كانت مبهمة بعض الشيء، مع تصريح المتحدث باسم حركة حماس غازي حمد لـ "بي بي سي" بأنه فخور بدعم العديد من الدول لحماس مثل إيران، مع تضمن المساعدات المقدمة للحركة المال والسلاح والدعم السياسي، والذي اعتبره غازي بأنه "لا بأس به"، وأكد على الشكوك بشأن دعم إيران لحماس، عدم نفي غازي لدى سؤاله بشكل مباشر عند استضافته ببرنامج "نيوزأور" عن دعم إيران لحماس.
وعلى جانب آخر، مع إعلانها عدم رصد أي دليل على ارتباط إيران بهجوم الـ7 من أكتوبر، إلا أن واشنطن اتهمت طهران بالتواطؤ في الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل، مع قول المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن بلاده لا تمتلك أي دليل على تورط إيران المباشر في الهجمات على إسرائيل، لكنها متورطة، وذلك حسبما ذكرت شبكة "إم إس إن بي سي".
ودلل كيربي على روايته بشأن الدعم الإيراني، بامتلاك الجانبان علاقات منذ وقت طويل وتدعيم طهران لحماس من خلال التدريب على الأسلحة والموارد، قائلًا إن إيران داعمة لحماس أما عن الدليل "فليس لدينا دليل".
ورغم تضارب الرؤى وعدم امتلاك أي جهة يؤكد دعم إيران لحماس بشكل مادي لكن تظل اتهامات دعم حركة المقاومة الفلسطينية ملصوقة بإيران، لدعمها ما يا يُطلق عليه "محور المقاومة" الذي يجمع عددًا من الجماعات المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة، مثل حماس وحزب الله اللبناني وذلك حسبما ذكرت "بي بي سي".
فيديو قد يعجبك: