بعد 50 عامًا.. إسرائيل ترفع السرية عن وثيقة "الـ 5 صفحات" من كواليس حرب أكتوبر
كتبت- مصراوي
في سبتمبر الماضي وقبل أيام من الاحتفال بالذكرى الـ50 لحرب أكتوبر العظيمة، نشر "أرشيف إسرائيل" بعض الوثائق التي تتعلق بأسرار خاصة بحرب أكتوبر أو كما يطلقون عليها حرب يوم الغفران، الوثائق التي تنقل وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي بشكل كببير للحرب التي تكبدوا فيها خسائر كبيرة.
من ضمن تلك الوثائق كان بيانًا استخباريّا رفعت عنه السرية وفق قولهم يتكون من 5 صفحات، تم إصداره في الخامس من أكتوبر وقبل يوم واحد من اندلاع الحرب، يحذر القادة في تل أبيب من هجوم مفاجئ وشيك من قبل مصر وسوريا يوم السادس من أكتوبر.
الصفحات الخمس
وجاء في السطر الأول من الوثيقة التي أرسلها رئيس الموساد آنذاك تسفي زامير إلى السكرتير العسكري لرئيس الوزراء جولدا مائير، والتي تكونت من خمس صفحات والمكملة بملاحظات مكتوبة بخط اليد على الهامش، ذكر فيها أن "الجيش المصري والجيش السوري على وشك شن هجوم على إسرائيل يوم السبت السادس من أكتوبر عند الغسق ومعناه أول ظلمة الليل بعد الغروب".
وفي رسالته العبرية، أشار رئيس الموساد الإسرائيلي، تسفي زامير، أيضًا إلى أنه من المحتمل تجنب الحرب إذا أعلنت إسرائيل خطة الهجوم علنًا، وبالرغم من التحذير الذي أرسله رئيس الموساد، لكنّ رئيس المخابرات العسكرية في ذلك الوقت، إيلي زيرا، رأي من وجهة نظره على أن احتمالات شن مصر وسوريا هجومًا منسقًا كانت "أقل من منخفضة"، وفقًا للنصوص.
فشل رئيس المخابرات
وبالرغم من احتمالات رئيس المخابرات العسكرية، بعدم قدرة مصر وسوريا شن حرب على إسرائيل في ذلك الوقت، فأظهرت النصوص التي ظهرت في أرشيف الاحتلال فيما بعد، أنّ جنرالات جيش الدفاع الإسرائيلي يشيرون إلى أن المصريين والسوريين، الذين رأتهم إسرائيل يتحركون بالقرب من الحدود، كانوا "قادرين على الهجوم في فترة زمنية قصيرة جدًا".
لكن بعد ذلك، تلقى زيرا نصيب الأسد من اللوم على الجيش بعد أن فوجئ بالهجوم، الذي شنته مصر وسوريا في السادس من أكتوبر ، ووفقًا لوسائل الإعلام العبرية، فإنّه لا تزال حرب أكتوبر وإخفاقات المخابرات التي منعت الجيش من رؤية ما كان واضحًا جدًا في الماضي، موضوعات مؤلمة في الخطاب العام الإسرائيلي.
بعد الحرب، وجدت لجنة أجرانات الاستقصائية، التي شكلها الاحتلال في 21 نوفمبر 1973، للتحقيق في القصور الذي تصرف به الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973، أن رئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زيرا مذنب بارتكاب "إخفاقات جسيمة" في الحكم. لكن حتى يومنا هذا، يُقر زيرا البالغ من العمر 90 عامًا إلى حد كبير على براءته، لكنه أقر ببعض الإخفاقات.
إنذار مبكر
في غضون ذلك، يلقي رئيس الموساد في وقت الحرب تسفي زامير، 93 عامًا، باللوم على رئيس الاستخبارات إيلي زيرا والجيش الإسرائيلي في الإخفاقات الاستخباراتية التي تسببت في مفاجأة إسرائيل في الحرب، وكانت سببا في هزيمة قاسية لها.
وفي عام 2013، بعد 40 عامًا من الحرب، تحدث رئيس المخابرات السابق تسفي زامير في لجنة حول هذا الموضوع في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي، عن الساعات التي سبقت حرب أكتوبر، وأشار زامير حينها إلى أن الموساد بدأ في ربط النقاط المؤدية إلى الحرب في فبراير ومارس 1973.
وحسب حديثه فإنّه قبل ساعات من الحرب تلقى السكرتير العسكري لرئيس الوزراء جولدا مائير بيانه الذي أرسله في 5 صفحات، لكن السكرتير العسكري لم ينقل المعلومات إلى مائير لمدة 10 ساعات، "في ذلك الوقت، كان بإمكان المخابرات العسكرية فقط تقديم المعلومات إلى رئيس الوزراء مباشرة لا يوجد شيء أقدس من ذلك إنه إنذار مبكر" وفقًا لقوله.
نشر الوثائق
وفي الذكرى الخمسين من حرب أكتوبر، أو حرب يوم الغفران كما يطلق عليها الاحتلال الإسرائيلي، نشر الاحتلال الإسرائيلي وثائق وأرشيف خاص بالحرب، وصف هذا الأرشيف بأنّه الأكبر على الإطلاق الذي يطلقه الكيان الصهيوني، والذي يحتوي على وثائق وسجلات للمداولات بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير وقادة الأمن في الأيام والساعات التي سبقت شن مصر وسوريا حربهما في السادس من أكتوبر 1973.
لم تتوقع إسرائيل أن يتحقق الهجوم على الرغم من الإشارات الصارخة على أن الجيوش كانت تستعد للغزو، معتقدة أنه بعد هزيمة مصر في حرب يونيو 1967، لن تهاجم القاهرة إلا إذا اكتسبت القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي، لكنّ المفاجئة أنّ مصر عادت وبقوة وتمكنت من هزيمة الاحتلال الإسرائيلي هزيمة ساحقة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
فيديو قد يعجبك: