موسكو: استخدام الهواتف المحمولة سبب الضربة الصاروخية الأوكرانية
(دويتشه فيله)
ألقت روسيا رسميا باللوم على جنودها في هجوم أوكراني دام أوقع ما لا يقل عن 89 قتيلا، فيما أكدت كييف ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 108 آلاف و910 جنود منذ بداية الغزو الروسي للبلاد.
أرجعت وزارة الدفاع الروسية السبب في ضربة صاروخية أوكرانية دامية أسفرت عن مقتل 89 عسكريا إلى استخدام الجنود الروس للهواتف المحمولة بصورة غير قانونية. وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق مقتل 63 جنديا روسيا في الضربة التي وقعت مطلع الأسبوع. وجاء تعليق الوزارة وسط تصاعد حدة الغضب في أوساط المعلقين الروس الذين تتعالى أصواتهم في انتقاد في ما يصفونها بأنها حملة عسكرية فاترة في أوكرانيا. وصب معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي جام غضبهم على القادة العسكريين وليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يعلق حتى الآن على الهجوم الذي وجه ضربة أخرى لموسكو بعد هزائم كبيرة في ساحة المعركة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أربعة صواريخ أوكرانية أصابت ثكنة روسية مؤقتة في كلية مهنية في ماكيفكا القريبة من دونيتسك العاصمة الإقليمية التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا. وقالت الوزارة إنه على الرغم من بدء تحقيق رسمي فإن من الواضح أن السبب الرئيسي للهجوم هو الاستخدام غير القانوني للهواتف المحمولة من قبل الجنود. وقالت في بيان صدر بعد الساعة الواحدة صباحا "سمح هذا العامل للعدو بتعقب إحداثيات مواقع الجنود وتحديدها ومن ثم توجيه ضربة صاروخية".
من جهة أخرى، شكك سيميون بيغوف، وهو مراسل حربي روسي بارز منحه بوتين وسام الشجاعة في أواخر عام 2022، في الأسباب الذي سردتها الوزارة. وكتب بيغوف على تيليغرام يقول إن أوكرانيا ربما تكون قد تمكنت من تحديد مواقع القوات الروسية عبر طائراتها المسيرة ومخابراتها وليس بالضرورة من خلال الهواتف المحمولة.
وقال "قصة الهواتف المحمولة ليست مقنعة للغاية... نادرا ما أقول هذا ولكن هذا هو الحال عندما يكون من الأفضل التزام الصمت على الأقل حتى نهاية التحقيق". وأشار بيغوف إلى أن عدد القتلى سيرتفع. وأضاف "لسوء الحظ سيستمر العدد في الارتفاع. البيانات المعلنة هي على الأرجح لمن جرى التعرف على هويتهم حتى الآن. قائمة المفقودين أطول من ذلك للأسف. لا يمكنني الكشف عن مصادري لكنني أعتبرها مصادر موثوقة".
ولم يشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي نادرا ما يتحدث عن ضربات عسكرية أوكرانية محددة، إلى الهجوم في خطاب مصور ألقاه أمس الثلاثاء. وقال الجيش الأوكراني إنه شن ضربة أسفرت عن تدمير عتاد روسي وربما تكون قد أدت إلى مقتل أفراد بالقرب من ماكيفكا لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
مخاوف من انتقام روسي كبير
وقال الرئيس الأوكراني إن روسيا ستشن هجوما كبيرا. وأطلقت جماعة وطنية غير معروفة تدعم أرامل الجنود الروس دعوات لبوتين تطلب منه إعلان تعبئة واسعة النطاق لملايين الروس وإغلاق الحدود لضمان تحقيق النصر في أوكرانيا. وكرر زيلينسكي القول إن موسكو تخطط لتعبئة واسعة النطاق وهي خطوة يقول المسؤولون الروس إنهم لا ينظرون فيها حاليا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة إنترفاكس إن بوتين يعتزم التحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا الأربعاء في أحدث حلقات سلسلة من المناقشات بين الزعيمين منذ بداية الحرب. واضطلعت تركيا بدور الوسيط إلى جانب الأمم المتحدة في اتفاق أبرم العام الماضي يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية لكن فرص إجراء محادثات سلام جادة تبدو حتى الآن بعيدة المنال خاصة مع تصاعد القتال.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الأربعاء إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجوما باستخدام أنظمة صواريخ متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على البنية التحتية المدنية في ثلاث مدن أوكرانية هي كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون. وأضافت "ثمة قتلى في صفوف المدنيين". وتنفي روسيا استهداف المدنيين. ولم يتسن لرويترز التحقق من تقرير ساحة المعركة من مصادر مستقلة.
وأعلنت أوكرانيا أن قواتها المسلحة، قتلت منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 شباط / فبراير الماضي، حتى اليوم الأربعاء حوالي 108 آلاف و910 جنود روس، من بينهم 720 أمس الثلاثاء فقط. جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي(فيسبوك) وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم الأربعاء. ويتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
فيديو قد يعجبك: