الجارديان: أوكرانيا بين مطرقة الفساد وسندان الحرب الروسية
لندن- أ ش أ
ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أوكرانيا باتت فريسة للفساد الذي استشرى فيها منذ عقود وما زال منتشرا بها حتى الآن لتقع بين مطرقة الفساد وسندان الحرب الروسية.
وأضاف المقال، الذي كتبته الصحفية إزوبيل كوشيو، أن انتشار الفساد في أوكرانيا أدى إلى الإطاحة بعدد كبير من كبار المسؤولين في الحكومة الأوكرانية بموجب قرارات رئاسية منذ يوم السبت الماضي في وقت تدق فيه الحرب طبولها مع القوات الروسية.
وتشير الكاتبة إلى أن الرئيس الأوكراني يقوم حاليا بحملة تطهير واسعة نتج عنها إعفاء العديد من كبار المسؤولين وإجبار آخرين على الاستقالة خلال الأيام الأربعة الماضية، موضحة أنه منذ السبت الماضي قام 15 مسؤولا أوكرانيا بترك مناصبهم بينما يواجه ستة منهم اتهامات بالفساد من جانب السلطات الأوكرانية.
وتستطرد الكاتبة إلى أن تلك الحملة بدأت في أعقاب إلقاء القبض على نائب وزير البنية التحتية فاسيل لوزينسكي وعزله من منصبه بتهمة التربح من خلال بيع معدات مثل مولدات الكهرباء، بأسعار مبالغ فيها محققا أرباحا وصلت إلى ما يربو على 400 ألف دولار.
وتضيف أن تلك الواقعة دفعت الرئيس الأوكراني إلى الإعلان خلال كلمته اليومية للشعب الأوكراني يوم الأحد عزمه شن حملة واسعة النطاق لتطهير البلاد من جميع الفاسدين، داعيا الشعب الأوكراني لانتظار المزيد من القرارات في هذا الشأن.
وتعهد زيلينسكي في كلمته اليومية بأن عقارب الساعة لن تعود للوراء وأنه لن يكون هناك أي تهاون مع الفاسدين والفساد، والذي استشرى في البلاد منذ الاستقلال.
وتلفت الكاتبة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن في وقت سابق أنه يجب على السلطات الأوكرانية القضاء على الفساد بكل أنواعه والوفاء بمعايير الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن حتى يسمح لها بالانضمام لعضوية التحالف الأوروبي.
وتشير إلى أن تلك الحملة شملت أيضا نائب وزير الدفاع ونائب مدير المكتب الرئاسي ونائب رئيس الحزب السياسي الذي ينتمي إليه زيلينسكي بالإضافة إلى نائب المدعي العام، موضحة أن تلك الفضيحة السياسية دفعت مجلس الأمن القومي الأوكراني إلى إصدار قرار أول أمس الاثنين بحظر سفر جميع المسؤولين الأوكرانيين خارج البلاد حتى تنتهي الحرب الحالية مع القوات الروسية باستثناء المسؤولين الذين يقومون بالسفر في مهام عمل.
وتستطرد الكاتبة أن الحملة ضد الفساد في أوكرانيا ما زالت مستمرة حتى مساء أمس الثلاثاء إذ أعلنت السلطات إعفاء خمسة مسؤولين إقليميين إلى جانب ثلاثة نواب وزراء آخرين ورئيسين لهيئات حكومية.
وتسلط الكاتبة في ختام المقال، الضوء على تعليق السفيرة الأمريكية في كييف بريدجيت برينك على تلك الأحداث أمس أول الإثنين، حيث أكدت أنه لن يكون هناك مكان في أوكرانيا بعد الآن للفاسدين والذين يستخدمون موارد الدولة لتحقيق مكاسب شخصية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: