لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

آلاف الأثيوبيين يحتفلون في الخرطوم بعيد أشنده مع حنين لأهلهم في تيجراي

12:58 م الأربعاء 07 سبتمبر 2022

الأثيوبيين

الخرطوم (أ ف ب):

يشعر حلفوم غبراميكايل بالحزن لانقطاع أخبار أشقائه وشقيقاته عنه منذ بدء النزاع في إقليم تيجراي، ومع ذلك، مثل سائر الأثيوبيين المقيمين في السودان، يحاول المحافظة على تقاليد موروثة من أجيال للإبقاء على صلتهم بأرضهم الأم.

احتفالًا ببداية العام الأثيوبي الجديد، في مطلع سبتمبر، علمًا أنه يتأخر عن التقويم الميلادي بسبع سنوات، ارتدى حلفوم جلبابا أبيض تقليديا ووضع على رأسه غطاء أبيض وحمل علم تيجراي.

وقال الرجل المقيم في السودان منذ ثمانية وأربعين عاما بلهجة حزينة "أخوتي وأخواتي وبقية أسرتي يعيشون في منطقة النجاشي شرق تيغراي ومنذ سنتين لا اعرف هل هم أحياء ام لا".

ولكن هذا الانقطاع عن الأهل، لم يفسد أجواء الاحتفال بعيد أشنده الذي يُقام كل عام في السادس والعشرين من أغسطس.

ففي "عيد الفتيات" كل عام ترتدي يوديتا ايهاب المولودة في السودان قبل ثمانية عشر عاما الزي الابيض التقليدي في تيجراي للاحتفال.

أشنده، وهي كلمة تعني العشب الأخضر باللغة المحلية، عيد تقليدي في تيجراي الذي يشهد منذ حوالي عامين نزاعا مسلحا بدأته الحكومة المركزية في اديس ابابا لإزاحة سلطات الإقليم.

قالت يوديتا ايهاب لفرانس برس من منزلها في حي الديم بوسط العاصمة السودانية وهي تضع مساحيق التجميل استعدادا للمشاركة في الاحتفال قبل أن تستعد لتحضير القهوة على الطريقة الأثيوبية "منذ ثلاثة أعوام أشارك في احتفالات أشنده لأنه يمثل ثقافتنا".

بالمناسبة، تجمع آلاف الاثيوبيين في حديقة بالعاصمة السودانية على أصوات طبول تقرعها النساء وتغني معها أغنيات تقليدية بلغة التيجراي وقد وضعت بعضهن على رؤوسهن علم إقليم تيجراي بلونه الأحمر.

تمتد احتفالات أشنده من الحادي والعشرين من أغسطس الى السادس والعشرين منه.

ويُسمى العيد تيمنًا بنبتة خضراء تنمو في إقليم تيجراي وتصنع منها النساء حزاما يضعنه في وسطهن اثناء مشاركتهن في الاحتفال بالرقص والغناء.

احتفال في ظروف صعبة

قالت نعبالي كحتاي وهي تغطي رأسها بعلم تيغراي في وسط ساحة الاحتفال "على الرغم من اننا في ظروف صعبة نتيجة للحرب التي تدور في تيغراي وما يجري لأهلنا، لكننا نحتفل لنعبر عن هويتنا".

فقدت كحتاي منذ عامين الاتصال ببقية أفراد أسرتها التي تعيش في منطقة قريبة من ميكيلي عاصمة الاقليم. وقالت "لا نعرف هل هم احياء أم أموات".

والإقليم محروم منذ أكثر من عام من الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية والوقود.

وبعد أن مني متمردو تيجراي بهزيمة سريعة في نوفمبر 2020 على ايدي القوات الحكومية شنوا في منتصف 2021 هجومًا مضادًا وسيطروا على القسم الأكبر من المنطقة جعلهم يقتربون من أديس أبابا، قبل أن يتراجعوا إلى تيجراي.

خُصص عائد احتفالات الخرطوم لدعم اللاجئين الذين فروا الى السودان جراء الحرب والذين تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنهم حوالي 70 ألف شخص يعيشون في مخيمين بولاية القضارف شرق السودان.

بالمثل تحسرت عزيزه مصطفى التي عاشت كل حياتها في السودان ودرست اللغة الانجليزية بجامعة سودانية لأنها لا تعرف شيئا عن أسرتها الممتدة. وقالت "خالاتي واخوالي يعيشون في منطقة شيري بتيجراي ومنذ عامين اخبارهم مقطوعة. في يناير 2021 سمعنا أنهم بخير لكن بعد ذلك لم نعرف مصيرهم".

في احتفال أشنده تمشط الفتيات غير المتزوجات شعورهن بطريقة معينة تختلف عن طريق تمشيط شعر المتزوجات، كما يأكل المحتفلون أطعمة تقليدية بعد ان ينهوا صياما خاصا بأتباع الكنيسة الارثوذكسية لمدة خمسة عشر يوما يسمى "فستا" بلغة التيغراي .

وقالت نعبالي كحتاي "الفتيات يمشطن شعرهن لخمسة اجزاء وهي فرصة لهن ليعبرن عن إحساسهن ويتباهين بجمالهن، أما المتزوجات فيمشطن شعرهن الى الخلف مع وضع حزام اخضر من نبتة أشنده حول وسطهن وذلك لبعث الأمل بأن يكون العام المقبل أخضر وسعيدا".

واضافت كحتاي "نتمنى أن نحتفل العام المقبل في تيجراي".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان