هل تصبح سيدة حديدية جديدة لبريطانيا.. ماذا نعرف عن ليز تراس؟

كتبت- هدى الشيمي:

تمكنت البريطانية المحافظة ليز تراس من الفوز برئاسة حزب المحافظين الحاكم، وأصبحت رئيسة للحكومة، خلفًا لبوريس جونسون، الذي اضطر للاستقالة عقب سلسلة من الفضائح، لتغدو ثالث امرأة تتولى هذا المنصب في المملكة المتحدة، بعد مارجريت تاتشر (١٩٧٩-١٩٩٠)، وتريزا ماي (٢٠١٦-٢٠١٩).

تنتمي ليز تراس إلى حزب المحافظين، والذي تولى السلطة في المملكة المتحدة منذ عام ٢٠١٠. طالما تحدثت تراس عن اعجابها بزعيمة حزب المحافظين السابقة مارجريت تاتشر، التي قادت البلاد للمواجهة الركود الاقتصادي والتضخم خلال الثمانينيات من خلال خفض الضرائب وسن بعض التشريعات التنظيمية.

وكان من المتوقع فوز تراس حسب ما أظهرته استطلاعات الرأي خلال الأسابيع القليلة الماضية.

حصلت تراس على 57 ٪ من الأصوات بينما نال منافسها وزير المال السابق ريشي سوناك 43 في المئة، وفق النتائج التي أعلنها جراهام برادي المسؤول عن تنظيم الاقتراع الداخلي إثر استقالة جونسون بداية يوليو.

وتتولى رئيسة تراس السلطة في الوقت الذي تعاني فيه بريطانيا من أزمة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، واضطرابات عمالية، وركودا يلوح في الأفق.

استقال جونسون عقب ثورة واسعة النطاق في حزبه، لاسيما بعد شعور كثيرين أنهم لا يستطيعون الثقة به بعد سلسلة من الفضائح التي كان أبرزها حضوره عددًا من التجمعات الاجتماعية أثناء الاغلاق للحد من انتشار كوفيد-١٩ في المملكة البريطانية، والمعروفة إعلامية بفضيحة "بارتي جيت".

نشأت تراس، ٤٧ عامًا، في اسكتلندا وشمال إنجلترا لأبوين يساريين، وانضمت إلى حزب المحافظين في عام ١٩٩٦، وهي متزوجة من المحاسب هيو أوليري ولديهما ابنتان مراهقتان.

وهي في ٤ من عمرها انتقلت عائلتها إلى اسكتلندا، وتعلمت تراس في مدارس حكومية، فذهبت إلى مدرسة ويست الابتدائية في بيزلي، رينفروشاير، ثم مدرسة راوندهاي، وهي مدرسة عامة في ليدز، ودرست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أكسفورد.

بعد دخولها البرلمان في ٢٠١٠ كنائبة في حزب المحافظين الحاكم، تمت ترقيتها بسرعة لتتولى عدد من الوظائف الحكومية المرموقة، بما في ذلك منصب وزيرة منصب خارجية بوريس جونسون.

لدى تراس ميول ليبرالية، وتدعم الدولة الصغيرة والضرائب المنخفضة.

ورغم انقلاب عدد من المحافظين ضده، إلا أن تراس ظلت موالية لرئيس الحكومة السابق بوريس جونسون.

من المقرر أن تعين الملكة إليزابيث الثانية تراس رئيسة للوزراء غدًا الثلاثاء. وخلافًا للتقاليد من المقرر أن تقوم الملكة البالغة من العمر ٩٦ عامًا، رئيسة الحكومة من مقر إقامتها بالمورال في اسكتلندا بدلاً من قصر باكنغهام.

شغلت تراس مناصب حكومية منذ عام ٢٠١٤، كانت سابقًا وزيرة الدولة لشؤون العدل، ثم ووزيرة للتجارة الدولية. وفي عام ٢٠٢١، تولت حقيبة الخارجية لتصبح ثاني امرأة تشغل هذا المنصب في المملكة المتحدة.

وكانت ليز تراس ممن صوتوا ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) خلال الاستفتاء لعام ٢٠١٦. وقالت، وقتذاك، إنه "خطأ كبير، وتسبب في انفصال حاد عن أكبو شريك تجاري في البلاد".

ولمواجهة الأزمة التي تواجهها بلادها، تعهدت رئيسة الحكومة الجديدة بالتحرك سريعا لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة، وقالت إنها ستضع من الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.

وفي حديثها خلال مقابلة تلفزيونية أمس الأحد، أحجمت تراس عن الإدلاء بتفاصيل عن الإجراءات التي تقول إنها ستطمئن الملايين ممن يخشون من عدم القدرة على دفع فواتير الوقود مع اقتراب فصل الشتاء، حسبما نقل موقع يورونيوز الإخباري.

وقالت إنها ستراجع وضع بنك إنجلترا مع حماية استقلاليته، دفع بعض المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية.