قلق أممي إثر قمع السلطات الإيرانية للمظاهرات الاحتجاجية على وفاة أميني
نيويورك - (بي بي سي)
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء رد السلطات الإيرانية على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة امرأة أثناء احتجازها لمخالفتها القواعد المتعلقة بارتداء الحجاب.
وقالت منظمات لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قتلوا الاثنين عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين من الرجال والنساء والأطفال الذين نزلوا إلى الشوارع في محافظة كردستان شمال غربي إيران لليوم الرابع على التوالي للاحتجاج على وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى ما يعرف بـ "شرطة الإرشاد" في إيران.
وقد حضت الأمم المتحدة القادة الإيرانيين على السماح بخروج المظاهرات السلمية وفتح تحقيق محايد في وفاة المرأة.
وقالت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ندى الناشف، إن هناك تقارير أفادت بأن أميني تعرضت للضرب على الرأس بهراوة من ضباط "شرطة الإرشاد" وإن رأسها ارتطمت بإحدى السيارات التابعة لهم.
ونفت الشرطة أن تكون هناك إساءة معاملة قد طالت أميني وقالت إنها تعرضت لـ "سكتة قلبية مفاجئة". لكن عائلتها قالت إنها كانت تتمتع بلياقة بدنية ولم تكن تعاني من أي مشاكل صحية.
وكانت أميني بصحبة شقيقها في طهران الثلاثاء الماضي عندما اعتقلت من قبل "شرطة الإرشاد"، التي اتهمتها بمخالفة القواعد التي تفرض على المرأة تغطية شعرها بالحجاب وباقي جسدها بالملابس الفضفاضة.
ودخلت أميني، ذات الـ 22 عاماً، في غيبوبة بعد وقت قصير من انهيارها في مركز احتجاز قبل أن تُعلن وفاتها يوم الجمعة.
وأثار الإعلان عن وفاة أميني، التي تنحدر من محافظة كردستان في شمال غربي إيران، مظاهرات غاضبة في عدد من المدن الإيرانية، بما في ذلك العاصمة طهران.
وأفادت تقارير بأن الشرطة اعتقلت نحو 500 شخص في يوم الأحد، واستخدمت الغاز المسيل للدموع في تفريق جموع محتجين على وفاة أميني، في مسقط رأسها بمحافظة كردستان.
وفي يوم الاثنين، خرجت مظاهرات في طهران بعدد من الجامعات، وأيضا في مدينة مشهد، بحسب وكالتَي أنباء فارس وتسنيم.
وأدان بيان للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ما وصفه بـ "عنف قوات الأمن" الإيرانية إزاء مظاهرات خرجت احتجاجا على وفاة أميني.
وتتابع شرطة الإرشاد "الأخلاق" في إيران تطبيق قواعد صارمة تُلزم النساء بتغطية رؤوسهن وارتداء ملابس فضفاضة محتشمة في الأماكن العامة.
لكن والد مهسا قال إن ابنته لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية، مضيفا أنها عانت كدمات في ساقيها، محمّلاً الشرطة مسؤولية وفاتها.
وقالت ندى الناشف إنه "يجب إجراء تحقيق فوري ومحايد وفعّال في وفاة مهسا أميني المأساوية، وفي دعاوى التعذيب وسوء المعاملة".
وأضافت الناشف أن هذا التحقيق يجب أن تضطلع به "جهة مستقلة وذات اختصاص، بما يضمن حصول عائلة المتوفاة على العدالة ووقوفهم على الحقيقة".
وتابعت المسؤولة الأممية أنه "يجب على السلطات (الإيرانية) التوقف عن استهداف، ومضايقة، واحتجاز النساء اللواتي لا يلتزمن بقواعد الحجاب".
وفي مشهد نادر، وجّه البرلماني الإيراني جلال رشيدي كوشي، اليوم الثلاثاء، انتقادا لشرطة الإرشاد.
وجاءت وفاة مهسا أميني وسط جدل متنامٍ في الداخل والخارج الإيراني حول سلوك "دورية الإرشاد" التي تعادل شرطة الآداب أو الأخلاق في بعض البلدان الأخرى.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن النائب رشيدي كوشي القول إن أعمال شرطة الإرشاد لا ينتج عنها غير "الإضرار بالبلاد".
وأضاف كوشي أن "المشكلة الرئيسية هي أن بعض الناس يقاومون قبول الحقيقة". وتساءل البرلماني الإيراني عن جدوى سياسة إجبار الناس على الالتزام بقواعد معينة في اللباس، قائلا: "أولئك الذين يؤخذون إلى فصول ’دورية الإرشاد’، هل يتوبون أو يخرجون أكثر وعياً؟".
فيديو قد يعجبك: