مقتدى الصدر.. الرجل الذي أنهى الأزمة العراقية بكلمة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- هدى الشيمي:
في أقل من ٢٤ ساعة، كانت العراق فوق صفيح ساخن، احتجاجات عنيفة أودت بحياة أكثر من ٣٠ شخصًا وإصابة ما يزيد عن ٣٠٠، علاوة على أعمال شغب وعنف أقدم فيها المتظاهرون الداعمون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر على اقتحام القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، ما هدد بجر البلاد، التي تعاني في الأساس من أزمة سياسية، إلى مزيد من الفوضى.
بدأت الاحتجاجات العنيفة عقب إعلان الزعيم الشيعي مُقتدى الصدر اعتزاله الحياة السياسية، وإغلاق كافة المؤسسات التي تحمل اسمه والتابعة للتيار الصدري، فأثار قراره غضب أنصاره، فأحدثوا شغبًا دفع الحكومة إلى فرض حظر تجول شامل، وإعلان حالة تأهب.
وبعد مُضي أكثر من ٢٠ ساعة حاولت فيها السلطات العراقية تهدئة الموقف والسيطرة على المتظاهرين، دعا الصدر، في كلمة ألقاها قبل قليل في النجف الأشرف، أنصاره للانسحاب من البرلمان خلال ٦٠ دقيقة، وإلا "سيتبرأ منهم"، فامتثلوا لطلبه في التو، وبدأت عمليات الانسحاب، وأعلنت الحكومة رفع حظر التجول خلال دقائق.
وبعد اعتذاره للشعب العراقي وإعرابه عن شعوره بالحزن الشديد على وفاة المواطنين، قال الزعيم الشيعي إن "العراقي المتضرر الوحيد مما يحدث، وأن الوطن الآن أسير للفساد والعنف، وكنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح، وأن الثورة التي شابها العنف فهي ليست ثورة، وأنا الآن أنتقد ثورة التيار الصدري".
وتابع: "أشكر القوات الأمنية والحشد الشعبي التي وقفت على الحياد، وأشكر القائد العام للقوات المسلحة"، لافتا إلى أن "الدم العراقي حرام واعتزالي هو شرعي لا سياسي، واعتزالي من السياسة نهائي".
وأكمل الصدر: "الميلشيات الوقحة هي التي أعطت أوامر بإطلاق الرصاص"، متابعا: "لو حليتم الفصائل المسلحة لما حدث ذلك".
"ليست المرة الأولى"
ورغم تأكيده اعتزاله الحياة السياسية بشكل نهائي، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يُقدم فيها الزعيم الشيعي على هذا القرار، ففي مطلع عام 2014، أعلن الصدر انسحابه من العملية السياسية وحل تياره وغلق جميع مكاتبه.
وقال وقتذاك: "أعلن إغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى الأصعدة كافة، الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ولا يحق لأحد تمثيلهم والتكلم باسمهم والدخول تحت عنوانهم مهما كان سواء كان داخله أم خارجه".
وأكد زعيم التيار الصدري أنه "لن يتدخل في الأمور السياسية عامة"، مشيرًا إلى أنه لا كتلة تمثلنا بعد الآن، ولا أي منصب في داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان".
واستثنى الصدر عددا من المؤسسات الدينية والخيرية من قراره، منها "قناة الأضواء الفضائية، إذاعة القرآن، إذاعة العهد، صلاة الجمعة في مسجد الكوفة ومدينة الصدر، مؤسسة المنتظر، المدارس الاكاديمية الخيرية التابعة لنا في النجف وبغداد وقم، مدرسة البتول النسوية، مسجد فاطمة الزهراء في النجف وغيرها"، حسبما نقلت بي بي سي.
"حيلة سياسية"
ويرى بعض المحللين السياسيين، حسب مجلة فورين بوليسي، أن لجوء الصدر للانسحاب من الحياة السياسية ما هو إلا حيلة خطيرة ويائسة للحفاظ على سلطته وتحفيز قاعدته الجماهيرية، التي غضبت بشدة بعد سماعها الإعلان.
قال عباس كاظم، مدير مبادرة العراق في المجلس الأطلسي، إن الصدر ليس لديه أي نفوذ حاليًا، لذا حاول إثارة مشاعر أنصاره، وأضاف: "إنه يقول لأتباعه، حسنًا لقد هُزمت، لكن الأمر متروك لكم لجعلي لاعبا منتصرا، والقيام بكل ما عليكم فعله لتحقيق ذلك".
يحظى التيار الصدري بشعبية كبيرة في العراق، وكان قد فاز بأكبر كتلة في الانتخابات في أكتوبر الماضي، قبل استقالة نوابه من البرلمان في ظل خلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة.
واعتصم أنصار الزعيم الشيعي داخل البرلمان وأمام مقر مجلس القضاء للمطالبة بحل البرلمان وإقامة انتخابات مبكرة، معلنين رفضهم ترشيح السياسي محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، في رسالة تحد واضحة للقوى الشيعية الأخرى التي طرحت اسم السوداني.
"أقوى رجل في العراق"
طالما حظي الصدر بمكانة كبيرة بالعراق، لاسيما وأنه ينحدر من عائلة ذات خلفية دينية بارزة، فوالده آية الله محمد صادق الصدر، مرجع شيعي ومؤسس حزب الدعوة، قتله نظام صدام حسين. وكان مقتدى من أبرز المهاجمين للغزو الأمريكي للعراق، وأسس في يونيو ٢٠٠٣ميليشيا أطلق عليها اسم "جيش المهدي" لمناهضة سيطرة قوات التحالف الذي قادته واشنطن.
وأعلن عن تأسيس حكومة منافسة لمجلس الحكم العراقي المعين من جانب الولايات المتحدة، إلا أن خطته فشلت.
وتعليقًا على ما يجري، قالت شايان طالباني. محللة في معهد توني بلير للتغير العالمي ، لمجلة فورين بوليسي: "ربما يكون هدف الصدر الأعظم من وراء ما حدث في اضطرابات في الفترة الأخيرة "إثارة الأمة والحصول على المزيد من الشعبية كي يغدو أقوى رجل في العراق".
تصدّر التيار الصدري نتائج الانتخابات الأخيرة ليشغل 73 مقعدا (من 329 مجموع مقاعد البرلمان)، لكن عندما عجز الصدر عن تحقيق غالبية تمكنه من تشكيل حكومة، أعلن في يونيو استقالة نوابه من البرلمان، حسب وكالة الأنباء الفرنسية،
وبتوجيه من الزعيم الشيعي، طالب المعتصمون أمام البرلمان منذ قرابة الشهر بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات.
ويدعو الصدر إلى إصلاح أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء الفساد الذي تعاني منه مؤسسات البلاد.
ولقت كلمة الصدر ترحيبًا كبيرًا وإشادة واسعة من قبل المسؤولين في العراق، وأكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، أن دعوة السيد مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي.
وقال الكاظمي في تغريدة له عبر صفحته بتويتر، تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "دعوة السيد مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي".
وأضاف، أن "كلمة السيد مقتدى الصدر تُحمِّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات".
فيديو قد يعجبك: