لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

زيارة تؤجج التوترات.. الصين تطلق مناورات واسعة ليلة وصول بيلوسي (ماذا حدث؟)

11:48 م الثلاثاء 02 أغسطس 2022

طائرات حربية صينية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سلمى سمير:

رغم مراوغة الإدارة الأمريكية على مدار الأيام الماضية وعدم تأكيد أقوالها حول زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، دخلت طائرتها المجال الجوي لتايوان لتهبط في مطار سونجشان في تايبيه حيث استقبلها وفداً شمل وزير خارجية تايوان جوزيف وو، والممثل الأعلى للولايات المتحدة في تايوان ساندرا أودكيرك. وفي تحدٍ واضح لسياسة بكين بشأن تايوان التي لا تنفك عن تكرار أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية رافقت طائرة بيلوسي مقاتلات تايوانية رغم إغلاق الصين المجال الجوي أمام الطائرات المدنية وتلويحها بإسقاط أي طائرة تدخل المجال الجوي لجزيرة تايوان.

سبق هذا حالة من الاضطراب على الصعيد العسكري على الجانبين التنين الصيني والتايواني، مع إفادة وسائل إعلام صينية أن مقاتلات من طراز "سو-35" تقوم بعبور مضيق تايوان كنوع من الرد على التعدي على "الخطوط الحمراء" فيما أكدت تايبيه قبيل الزيارة، بأنها قادرة على الإمساك بزمام الأمور والدفاع عن الجزيرة في وجه التهديدات الصينية المتزايدة، حيث ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في تايوان إنها ستبقى في حالة استعداد من نهار الثلاثاء حتى الخميس، كما دعت مواطنيها للبقاء في حالة استعداد وعدم الانسياق وراء الشائعات.

شابت أقوال الولايات المتحدة خاصة بعد مكالمة الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينج، الخميس الماضي حالة من الغموض والتي حذر فيها الأخير بأن الزيارة ستكون بمثابة اللعب بالنار، وحاول الجانب الأمريكي تهدئته والتلاعب بالتصريحات حيث لم يؤكد بشكل رسمي عند تساؤل الصحفيين عن زيارة بيلوسي، وعادت واشنطن بعدها وأكدت بأنه لا يوجد أي خطر تقلق بكين بشأنه إذا حدثت تلك الزيارة التي لم تحسم حينها ما إذا كانت ستحدث خلال جولتها بآسيا التي بدأت بسنغافورة.

ماذا كان رد الصين؟

الرد الصيني جاء سريعًا بعد التهديدات والتحذيرات المتواصلة، إذ تنطلق مساء اليوم مناورات عسكرية واسعة تشمل إطلاق نار كثيف في مضيق تايوان، وفق تصريحات القيادة العسكرية الصينية، في تأكيد على تصريح بأن الجيش الصيني في حالة تأهب قصوى ملوحاً بالرد بعمليات عسكرية "محددة الهدف" ردًا على زيارة بيلوسي، كما صرحت بكين بأنها ستقوم بعمل مناورات عسكرية في 6 مناطق بمحيط جزيرة تايوان تشمل شمال وجنوب شرق وغرب الجزيرة متضمنة تدريبات ستطلق فيها الذخيرة الحية ومن المحتمل استخدام صواريخ باليستية من طراز "DF-5B" وهي قادرة على حمل رؤوس نووية لكن الصين قالت إنها ستقوم بمناورات دون رؤوس نووية، وفق وسائل إعلامية رسمية.

وتعتبر الصين وفق المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الصيني شي يي بأن ذلك هو الرد العادل على تحركات واشنطن التي وصفها "بالسلبية" كما أكد أن الرد الصيني تحذير لكل مؤيدي استقلال تايوان، ولكن يبدو أن الصين أعدت العدة مسبقاً ففي تصريح لرويترز قال مصدر مطلع إن العديد من السفن الحربية الصينية أبحرت بالقرب من الخط الفاصل غير الرسمي بين الجانبين مساء الاثنين وظلت هناك، كما لامست عدة طائرات صينية بشكل متكرر خط الوسط الفاصل والذي لا يتم ملامسته في العادة بينما كانت الطائرات التايوانية على استعداد في الجانب المقابل.

بينما جاء رد واشنطن أنها "لن تهاب" التهديدات العدوانية الصينية، فقال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي بإن الزيارة لا تمثل أي انتهاك لسياسة "صين واحدة" مؤكد لعدم وجود سبب لأن تكون هذه الزيارة محفزاً لأزمة، وعلى سبيل الانتشار الروتيني للسفن الأمريكية قال مسؤول بالبحرية الأمريكية لرويترز إن أربع سفن حربية أمريكية إضافة إلى حاملة الطائرات " يو إس إس" تمركزت في المياه شرق تايوان.

وعن أسباب بيلوسي لزيارة تايوان قالت إنه "لا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي بينما يواصل الحزب الشيوعي الصيني تهديد تايوان والديموقراطية نفسها" وفق تصريحات لواشنطن بوست نشرت بعد وقت قصير من زيارتها، كما صرح أربعة مصادر لرويترز لم تفصح عن اسمهم بأن نانسي من المقرر أن تلتقي بعد ظهر الأربعاء بمجموعة من النشطاء في مجال حقوق الإنسان للتحدث عن الوضع في الصين.

لماذا تعتبر الصين زيارة بيلوسي تهديد لسيادتها؟

تعتبر الصين تايوان جزء من أراضيها رغم استقلالها عام 1949، مع الحركة الشيوعية ومن ذلك الحين تتمتع الجزيرة بالحكم الذاتي لكن ظلت الصين تعتبر الجزيرة جزء من الجمهورية الصينية الشعبية، وتتوعد دائماً بضمها لباقي أراضيها، لكن رغم ذلك لا تتمتع تايوان بعلاقات دبلوماسية مع دول خارجية أو اعتراف رسمي حتى من أي دولة لكنها تحظى بدعم عسكري مستمر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وفق القانون الأمريكي التي لا تحظى بأي علاقات رسمية مع جزيرة تايوان، يأتي التخوف هنا من أن تلك الزيارة تعتبر تمهيداً لاعتراف من قبل القوى الكبرى بالجزيرة باعتبارها أرفع مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ عام 1997 عندما زارها النائب الجمهوري نيوت جينجريتش.

فيديو قد يعجبك: