قد يُحرم من الترشح للرئاسة.. ماذا بعد مداهمة منزل ترامب؟
كتبت- هدى الشيمي:
في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، داهم محققون في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مقر إقامة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فلوريدا، كجزء من التحقيق الفيدرالي الرامي إلى معرفة ما إذا كان رجل الأعمال النيويوركي قد أخذ سجلات سرية من البيت الأبيض إلى منزله.
وأثار هذا التصعيد السياسي الدراماتيكي حنق الكثير من مؤيدي ترامب، وكذلك نائبه السابق مايك بنس، الذي سعى إلى الابتعاد عن كل الأحداث الدرامية التي ارتبطت برئيسه منذ خروجه من المكتب البيضاوي قبل حوالي عامين.
وأثارت المداهمة العديد من التساؤلات مثلاً ما الذي كان يبحث عنه مكتب التحقيقات الفيدرالي بالضبط؟ ولماذا لا يزال مجهولاً حتى الآن؟ ولماذا الآن بينما يستعد ترامب للترشح للرئاسة في انتخابات ٢٠٢٤.
وأوضحت وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية، أنه من أجل الحصول على أمر تفتيش يجب أن يظهر المحققون للقاضي أن هناك سببًا محتملاً لارتكاب جريمة، وأن الدليل على هذه الجريمة موجودًا في مار-الاغو، حيث يقيم ترامب في فلوريدا.
"تمزيق الوثائق واتلافها"
وفي مطلع هذا العام، قالت هيئة الأرشيف الوطني أنها استردت حوالي ١٥ صندوقًا تحتوي على وثائق ومستندات سرية، نقلها ترامب من مكتبه بالبيت الأبيض إلى منتجعه الخاص في مارالاغو.
وحسب التقارير الإعلامية، تتضمن هذه الوثائق ما يُطلق عليه "رسائل الحب" التي جمعت ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ورسالة سلفه باراك أوباما له عند تسلمه المنصب، حسبما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
وكانت إدارة المحفوظات الوطنية الأمريكية قد أشارت، في فبراير الماضي، إلى أن ترامب كانت لديه عادة تمزيق بعض وثائق العمل، في ممارسة إضافية تتعارض مع القواعد المفروضة قانوناً، موضحة أن مسؤولين عن إدارة الوثائق في البيت الأبيض تمكّنوا من إعادة لصق بعض من الأوراق بواسطة شريط لاصق، بينما بقيت أوراق أخرى ممزقة.
وقالت ماجي هابرمان، المراسلة والصحفية في صحيفة نيويورك تايمز، في كتابها "Confidence Man" (رجل الثقة)، إن الموظفين في البيت الأبيض اكتشفوا بشكل دوري مجموعات من الورق المطبوع تسد المرحاض، واعتقدوا أن رجل الأعمال النيويوركي فعل ذلك بهدف إفساد بعض الوثائق الرسمية الخاصة.
لماذا الآن؟
نُفذت عملية المداهمة بعد شهرين من اجتماع عُقد في ٣ يونيو، لم يُبلغ عنه سابقًا بين محققي وزارة العدل ومحاميي ترامب في المنتجع. خلال الزيارة، علمت سي إن إن، أن أربعة من المحققين، من ضمنهم رئيس قسم مكافحة التجسس ومراقبة الصادرات، قاموا بجولة في الطابق السفلي حيث تخزن صناديق.
وبعد خمسة أيام، أرسل المحققون خطابًا إلى محاميي ترامب يطالبونهم بتأمين الغرفة التي تخزن فيها الوثائق، ما دفع المساعدين إلى إضافة قفل للغرفة.
وفسر بعض الخبراء القانونيين قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمداهمة بعد شهرين من تاريخ تلك الزيارة، بأنهم لم يكونوا راضيين عما رأوه، ولم يكونوا واثقين في التعاون الطوعي من قبل فريق ترامب.
وكذلك من المتوقع، حسب الخبراء القانونيين، أن يكون المسؤولين الفيدراليين قد احتاجوا إلى موافقة رسمية لاستعادة السجلات السرية من خلال المداهمة.
قال برادلي موس، محامي في الأمن القومي، لشبكة (سي إن إن)، إن حقيقة معرفة (الإف بي آي) أن ترامب لا يزال لديه وثائق رسمية في مقر إقامته في مارلاغو في يونيو، وعودتهم بعد شهرين للقيام بالتفتيش، تشير إلى أن الوكالة كان لديها دليلاً على أن ترامب وموظفيه يحتفظون بالسجلات، وبأنهم لا يتخذون أي خطوات حقيقية من أجل إعادتها إلى السلطات المعنية.
وحسب موس، فإن وزارة العدل الأمريكية احتاجت لفترة كي تتخذ قرار صائبًا بشأن عملية البحث، ومعرفة كيف يمكن تنفيذها.
هل يمكن منع ترامب من الترشح للرئاسة إذا تبين انتهاكه لقانون السجلات؟
هناك قانون ينص على منع الإخفاء المتعمد أو إزالة أو تشويه السجلات الرسمية، ويهدد هذا القانون بعدم أهلية من فعل ذلك لشغل أي منصب في الولايات المتحدة. مع ذلك، هناك بعض التساؤلات حول دستورية هذا القانون، حسب سي إن إن، ومدى انطباقه على ترشح ترامب للرئاسة، إذا ثبتت إدانته.
فيديو قد يعجبك: