توترات واستعدادات عسكرية.. حربان جديدتان محتملتان تهددان أوروبا وواشنطن
وكالات:
يعاني العالم وخاصة أوروبا والولايات المتحدة، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، بعدما تضرع الاتحاد الأوروبي وواشنطن على التصدي لموسكو بالعقوبات في محاولة لردع هجومها العسكري.
ويبدو أن الأوضاع تتجه من سيء لأسوأ بالنسبة لأوروبا، بعدما أصبح يلوح في الأفق حربان جديدتان محتملتان، تهددان أمن القارة العجوز اقتصاديا، وعسكريا.
أصبح التوتر بين الصين والولايات المتحدة بسبب تايوان، وتهدد بكين بضرب الأخيرة عسكريا، وضمها مرة أخرى إلى أراضيها، يخطف الأنظار عن الحرب في أوكرانيا، وفقا لمجلة "بولوتيكو".
وأوضحت المجلة الأمريكية، أن أوروبا تقيم أن أي صراع أمريكي صيني في تايوان، سيحول الأنظار من كييف إلى تايبيه.
ليست تايوان هي التهديد غير المباشر الوحيد لأوروبا، ولكن التوتر الشديد حاليا بين صربيا وكوسوفو والذي تظهر فيه واشنطن والاتحاد الأوروبي من جهة، وموسكو من جهة أخرى، كخصمان مرة أخرى ربما يزيد الأمور سوءا.
كوسوفو وصربيا
تصاعد التوتر على الحدود بين صربيا وكوسوفو بعدما أكدت الشرطة الكوسوفية أمس الأحد تعرضها لإطلاق نار في شمال البلاد خلال إقامتها حواجز على الطرق المؤدية إلى صربيا احتجاجاً على سياسة الحكومة الحدودية.
وقالت الشرطة في بيان إن الطلقات النارية لم تتسبب في حدوث أي إصابات. وقد تم إغلاق معبرين أمام حركة المرور.
وأفادت وسائل إعلام أن المئات من صرب كوسوفو حشدوا مساء الأحد شاحنات وصهاريج ومركبات ثقيلة على الطرق المؤدية نحو معبري يارينيي وبرنياك. ثم استقر حشود حول المتاريس، لقضاء الليل على المعابر.
وسيتعين على أي شخص يدخل كوسوفو ببطاقة هوية صربية استبدالها بوثيقة مؤقتة أثناء إقامته في البلاد، اعتبارا من الإثنين وفقاً لقرار اتخذته حكومة بريشتينا.
وكانت الحكومة في بريشتينا أصدرت قراراً يفرض على صرب كوسوفو الذين تحمل مركباتهم لوحات تسجيل صادرة في صربيا استبدالها بلوحات جمهورية كوسوفو في غضون شهرين، ولكنها تراجعت عنه بعد التوترات.
وأوضح رئيس الوزراء ألبين كورتي أن ذلك كان تدبيراً للمعاملة بالمثل، بقدر ما تطالب صربيا، التي لا تعترف باستقلال مقاطعتها السابقة ذات الأغلبية الألبانية المعلنة في عام 2008.
وفي موسكو، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باللوم في التوتر المتزايد على ما وصفته "بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها" التي تفرضها سلطات كوسوفو.
وأوضحت زاخاروفا أنه على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقف الاستفزازات ضد المواطنين الصرب في كوسوفو، واحترام حقوقهم هناك.
وأكدت أن زيادة التوتر في الوقت الحالي، يؤكد فشل مهمة الوساطة الأوروبية في كوسوفو.
وتدعم روسيا ضمنيا السلطات في صربيا. وأكدت الأخيرة في أكثر من مناسبة أن دعم موسكو لها ليس سببا في في تأزم الأوضاع مع كوسوفو.
والأسبوع الماضي، قالت حكومة رئيس الوزراء كورتي إنها ستمنح الصرب فترة انتقالية مدتها 60 يوماً للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو، بعد عام من التخلي عن محاولة فرضها بسبب احتجاجات مماثلة.
وقررت حكومة كوسوفو أنه اعتبارا من الأول من أغسطس أيضا يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.
وتطبق سلطات بلجراد نفس الأمر على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.
لكن في أعقاب التوتر الذي ساد مساء الأحد والمشاورات مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قالت الحكومة إنها ستؤجل خطتها لمدة شهر على أن تبدأ في التنفيذ في الأول من سبتمبر.
وقال بوريل في تغريدة على تويتر "نتوقع إزالة جميع الحواجز على الطرق فورا"، مضيفا أنه يجب معالجة القضايا العالقة من خلال حوار يعمل الاتحاد الأوروبي على تيسيره والتركيز على التطبيع الشامل للعلاقات بين كوسوفو وصربيا.
الجيش الصيني مستعد
حذرت الخارجية الصينية، الاثنين، من عواقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه، في حال قررت إضافة تايوان إلى وجهاتها ضمن الجولة الآسيوية التي تقوم بها.
وقالت الخارجية الصينية: "في حالة قيام رئيسة مجلس النواب الأمريكي بزيارة تايوان فإن الجيش الصيني لن يبقى مكتوف الأيدي".
وصدر التحذير الأحدث خلال إفادة دورية لوزارة الخارجية الصينية، حيث قال المتحدث باسم الوزارة تشاو لي جيان إنه بسبب وضع بيلوسي "رقم ثلاثة في الإدارة الأمريكية"، فإن زيارة تايوان "سيكون لها تأثير سياسي جسيم"، وفقما نقلت "رويترز".
ووصلت نانسي بيلوسي، إلى سنغافورة في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين في مستهل جولتها الآسيوية.
وقال متحدث باسم وزارة خارجية سنغافورة إن بيلوسي ستلتقي الرئيسة حليمة يعقوب، ورئيس الوزراء لي هسين لونج، وستلتقي عددا من وزراء الحكومة، كما يتوقع أن تحضر حفلا مع غرفة التجارة الأميركية في سنغافورة.
وحذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من التدخل في تعاملات بكين مع تايوان خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع نظيره الأميركي جو بايدن.
فيديو قد يعجبك: