كاتب بريطاني: أوروبا مهددة بركود اقتصادي بسبب قطع بوتين إمدادات الغاز
لندن- (أ ش أ)
أكد الصحفي البريطاني أليكس لوسن، أن استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واردات الطاقة للدول الأوروبية كسلاح حرب ألقى بظلال كثيفة على جميع الدول الأوروبية، والتي باتت تعاني أشد المعاناة في الوقت الحالي بسبب قطع روسيا لإمدادتها من الطاقة للقارة الأوروبية كرد فعل على العقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال الكاتب - في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن قادة الدول الأوروبية يتأهبون في الوقت الحاضر لاحتمال قطع روسيا لواردات الطاقة، ولاسيما بعد أن قامت روسيا بتعطيل العمل في خط أنابيب نوردستريم-1 يوم الإثنين الماضي، بحجة القيام بأعمال صيانة حتي 21 من الشهر الجاري.
وطرح الكاتب سؤالا، هل سيقوم بوتين باستئناف واردات روسيا من الطاقة لأوروبا أم لا، خاصة بعد توقف واردات الطاقة الروسية عبر خط أنابيب نوردستريم-1، مما أثار الكثير من المخاوف الأوروبية بشأن عزوف روسيا عن الاستمرار في إمداد أوروبا بواردات الطاقة.
وأشار، إلى أن تلك المخاوف دفعت الدول الأوروبية إلى الإسراع بملء خزاناتها من الطاقة في الوقت الحالي وقبل قدوم فصل الشتاء ولاسيما أن روسيا لها تاريخ سابق فيما يخص منع إمداداتها من الطاقة لأوروبا على خلفية خلافات حول أوكرانيا مثل ما حدث في أعوام 2005 و2006 و2009 و2017.
ولفت، إلى أن الهدف من تلك الاستراتيجية الروسية واضح ومفهوم وهو إنهاك جميع حلفاء أوكرانيا وخلق حالة من الاستقطاب بين الدول وبعضها، موضحاً أن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، و الموالي للرئيس الروسي، أعلن منذ عدة أيام أن بلاده سوف تقطع صادراتها من الغاز لبعض دول الجوار.
واستطرد الكاتب، أن الدول الأوروبية تسعي الآن لتقليص اعتمادها على واردات الطاقة الروسية لإنهاك الاقتصاد الروسي وحرمانه من مصدر تمويل للحرب في أوكرانيا ولكن على الرغم من قيام الدول الأوروبية بفرض حظر جزئي على واردات الطاقة الروسية إلا أنه من الواضح أنه لا يمكنها في الوقت الحالي تطبيق هذا الحظر على واردات روسيا من الغاز والذي تعتمد عليه بشكل كبير في توفير احتياجاتها من الطاقة.
ونوه بتصريحات وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك التي قال فيها أن روسيا تستخدم الغاز كسلاح حرب ويعترف أن بلاده اقترفت خطأ جسيماً حين اعتمدت بشكل كبير على واردات روسيا من الطاقة.
وقال الكاتب في هذا الصدد إن الحكومة الألمانية بدأت تلجأ لإجراءات تقشفية في مجال ترشيد الطاقة في ظل تلك الأزمة الطاحنة التي تعصف بالاقتصاد الألماني حيث طالبت الحكومة المنشأت الصناعية بترشيد استهلاك الطاقة، كما طالبت بتقليص استخدام مكيفات الهواء و التوقف عن إنارة المباني التاريخية في البلاد، مضيفا أن المستثمرين في ألمانيا تنتابهم حالة من التشاؤم بسبب احتمال تعرض الاقتصاد الألماني لحالة من الركود في ظل تلك الأزمة.
وأوضح لوسن، في ختام مقاله أن تلك الحالة من التقشف والدعوات لترشيد استهلاك الطاقة، لا تقتصر على ألمانيا فقط إنما أصبحت الوضع السائد في العديد من دول أوروبا مثل إيطاليا والنمسا وفرنسا وأسبانيا، ومازال السؤال المطروح يبحث عن إجابة هل ستستأنف روسيا إمدادات الطاقة للدول الأوروبية أم لا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: