ضرب وسرقة واعتقال.. انتهاكات الاحتلال في جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة
كتبت- سارة أبوشادي
خرجت شيرين محمولة على أكتاف من أحبوها، يزفها أبناء فلسطين جميعًا بالزغاريد والأعلام، لكن مشهد زفافها لم ينال على رضا الاحتلال، فلم يكفهم اغتيالها بل أرهبهم جثمانها المغطى بعلم بلادها التي لطالما أحبتها وكانت شاهدة على جرائمهم بها، فحاولوا التعدي على جثمانها وإسقاطه فقط من أجل نزع علم فلسطين، لم يدركوا أنّ العلم في قلب شيرين ليس فقط مغطى به جثمانها.
ضرب وسرقة واعتقالات.. مشاهد عدة نقلتها عدسات رفاق شيرين اثناء تشيع جثمانها، جميعها كانت دليلًا على جرائم المحتل، فبالقوة العسكرية قمعوا الجنازة في المستشفى ومن ثم في شوارع القدس، ثم مطاردة المشيعون بالشوارع، واعتقال الكثير منهم بعد الدفن.
الاعتداء على الجثمان
أثناء خروج جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من المستشفى الفرنساوي بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، اعتدى جنود الاحتلال بشكل وحشي على حاملي جثمان الشهيدة عند المستشفى قبيل التشييع في محاولة لمنعه بسبب الأعلام الفلسطينية كما منعته من الخروج محمولًا على أكتاف المشيعين سيرًا على الأقدام، ما أدى إلى إدخال الجثمان مرة ثانية داخل المستشفى.
لحظات وخرج الجثمان مرة ثانية، لكن قوات الاحتلال من جديد قمعت المشاركين في الموكب وأصيب عشرات بحالات اختناق ورضوض وكسور، ولم تتوقف قوات الاحتلال عن اعتدائهم أمام المستشفى حتى نزعوا علم فلسطين الذي كان يُغطي الجثمان.
الوصول إلى الكنيسة
ورغم اعتداءات الاحتلال ومحاولات عرقلة المسير، شارك الآلاف في تشييعها ووصلوا بالجثمان إلى كنيسة الروم الكاثوليك رافعين الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات ضد الاحتلال وزغاريد داخل الكنيسة حيث بدأت مراسم التوديع الرسمية.
الطريق إلى المقبرة
بعد مغادرة جثمان الشهيدة الصحفية، شيرين أبو عاقلة، كنيسة الروم الكاثوليك باتجاه مقبرة جبل صهيون في القدس، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية لمنع الوصول للطريق المؤدي للمقبرة في باب الخليل، كما منعت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من دخول المقبرة وتشترط إدخال أقارب الصحفية أبو عاقلة من الدرجة الأولى فقط.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة اعتقالات في جموع المشيعين لجثمان شيرين أبو عاقلة واحتجازهم في مركز شرطة القشلة، وانتهت مراسم دفن الشهيدة شيرين أبو عاقلة، في مقبرة جبل صهيون بمدينة القدس المحتلة، في وقت تستمر فيه الهتافات ورفع الأعلام الفلسطينية وسط انتشار مكثف لشرطة الاحتلال في محيط المقبرة.
حملة اعتقالات
بعد الانتهاء من دفن الجثمان في المقابر، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات موسعة طالب العديد ممن شاركوا في تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير.
رحلت الصحفية شيرين أبو عاقلة، في مشهد مهيب لم يحدث منه قبل على مدار سنوات، دقت أجراس الكنائس بأكملها، فيما ودعها المسلمون والمسيحيون وصلوا عليها صلاة مشتركة، فكانت سيدة المشهد في حضورها وغيابها.
فيديو قد يعجبك: