لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

غرق قارب طرابلس.. لبنانيون يحكون لمصراوي عن 18 ساعة بعمر بلد منكوب

09:35 م الثلاثاء 26 أبريل 2022

غرق قارب طرابلس أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة أبو شادي:

تسود حالة من الحزن والغضب العارم لبنان بعد غرق مركب للهجرة مساء السبت، قرب طرابلس، المدينة التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى منطلق لقوارب الهجرة غير الشرعية في البحر، استيقظت من جديد على كارثة دفعت بحياة عدد من أبنائها الذين قرروا الهروب من الأزمات الحالية التي تمر بها البلاد في طريقهم للبحث عن حياة أفضل عبر البحر، لكن القدر لم يشأ لهم الوصول.

أمالًا وأحلامًا رسمها نحو 60 شخصًا من مدينة طرابلس، فاتخذوا من البحر طريقًا للهجرة نحو أوروبا، لكنّهم تعثروا بقوة من الجيش الذي طالبهم بالتوقف والعودة، لكن هؤلاء ممن دفعوا ما يملكون من أجل الصعود على متن المركب، قرروا عدم التوقف ولو كلّفهم الأمر حياتهم، وبعد مناوشات من الطرفين ومحاولة هروب قارب الهجرة فقد السيطرة وغرق بالقرب من شواطئ المدينة.

تداعيات الحادث الأليم أحدثت أزمة كُبرى في الداخل اللبناني، خاصة بين القوى السياسية والحكومة، إضافة إلى مطالب الشعب بالتحقيق العاجل ومحاسبة المتسببين في الواقعة، وخرجت الحكومة اللبنانية لتعلن عن تكليف الجيش بفتح تحقيق في الحادث، خاصة بعد توجيه اتهامات من بعض الناجين لعناصر من القوات البحرية بإغراق القارب عن قصد أثناء محاولة توقيفه.

1 (1)

مغادرة أهالي الضحايا

الصحفي اللبناني، زكريا شعيب، والذي تواجد لساعات طويلة في موقع غرق المركب، وصف لمصراوي المشهد الحالي على شاطئ طرابلس، قائلًا "عملية البحث لا زالت جارية إلى الآن لكن حالة الطقس لا تساعد الفرق التي تعمل في الإنقاذ"، موضحًا أنّه حتى اللحظة لم يتم العثور على ضحايا آخرين منذ الأمس.

وفقًا لـ"شعيب" فإنّ عدد المفقودين حتى اللحظة لم يتم تحديده بعد لكنّ الجميع يدرك أنّه عدد كبير، متابعًا بأّن الناجين تم إنقاذهم أثناء غرق المركب، لكن بعد ذلك فالجميع بات في عداد المفقودين، مؤكدًا أنّ قوات الإنقاذ وبعد نحو 18 ساعة لا تضع آية أمال في العثور على ناجين وأصبح جميع من كانوا على المركب بخلاف الناجين وبعض الجثامين التي خرجت في عداد المفقودين خاصة وأنّ البر يبعد بمسافة كبيرة عن مكان الحادث ولا إمكانية للسباحة.

الصحفي زكريا شعيب، أوضح أنّ بعض أهالي المفقودين لا زالوا يتواجدون في انتظار جثامين ذويهم، فيما غادر آخرين بعدما فقدوا الأمل في استخراج أبنائهم، خاصة بعد حديث مدير مرفأ طرابلس لوسائل إعلام محلية، بأنّ الأمل يتراجع في العثور على ناجين.

4

استغلال الحادث

وفي هذا الشأن قال، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أمين قمورية، إنّ التحقيق الذي أعلنت الحكومة عن فتحه لن يصل إلى أي نتيجة، متابعًا بأنّ الأمور إذا تصاعدت فمن الممكن أن تطير الانتخابات لأنّ القوى السياسية تبحث عن مبرر لذلك، ولن يجدوا هناك فرصة أفضل من حادث غرق المركب لاستغلاله.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني في حديثه لـ"مصراوي" أنّ الفترة الأخيرة زادت محاولات خروج الكثير من أهالي لبنان بنفس الطريقة، وذلك بسبب الوضع السيئ في البلاد، معتقدًا بأنّ الأمر لن يتوقف بل سيزداد خلال الأيام القادمة، رغم إدراك المواطنين خطورته لكنّهم لن يتوقفوا على أمل النجاة، والدليل أنّ أمس سافرت مراكب أخرى تحمل مهاجرين بنفس الطريقة.

5

انهيار اقتصادي

"غرق المركب في بحر طرابلس يشبه إلى حد بعيد غرق لبنان في لجنة الانهيار الاقتصادي والتردي غير المسبوق الذي لم يحدث له مثيل في العالم" وفقًا لما قاله الكاتب الصحفي اللبناني أسعد بشارة، والذي أكد أنّ طرابلس تحديدًا تعاني من الفقر، من قبل الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، لكنّها اليوم باتت تعاني من الفقر المضاعف.

وتابع بشارة في حديثه لـ"مصراوي" أنّ المنطقة ستشهد مزيدًا من حالات الهروب عبر البحر، ويوميّا سنقرأ عن سقوط ضحايا جدد، موجهًا حديثه للحكومة اللبنانية قائلًا " الحكومة شاهدة زور"، باعتبارها حسب قوله تمثل سلطة جائرة على اللبنانيين إضافة إلى أنّها تشهد على أكبر مأساة دون أن يرف جفن لها.

وأكدّ الكاتب الصحفي اللبناني أنّ، أي قرارات تصدر عن الحكومة بتعويض أهل الضحايا، هي مجرد رشوة آنية وقصيرة الأمد، لا تحل المشكلة، فاليوم لبنان بأكمله يعيش تحت خط الفقر والأزمة المرعبة وبالتالي المطلوب هو التغيير الحقيقي، متابعًا بأنّ البعض أيضًا حاول أن يضع هذه الأزمة باعتباره مشكلة بين الجيش وأهالي المنطقة، وهناك أطرافا بالداخل تحاول التشويش على الجيش وقيادته وقد مارسوا ألعابا سيئة على هامش المأساة.

6

اتساع مساحة البحث

وتتواصل عمليات البحث عن ناجين من فاجعة القارب قبالة شاطئ الميناء في طرابلس، إلّا أنّ الأمل يتراجع في العثور على ناجين" بحسب حديث مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر، لوسائل إعلام محلية، مشيرًا إلى أنّ "مساحة البحث اتّسعت بسبب التيارات البحرية واتجاه الرياح الذي قد يدفع الجثث إلى أماكن بعيدة"، كما أنّ غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال في غرق الزورق الذي يعتقد أنّه عالق في منطقة عميقة.

وكشف مدير مرفأ طرابلس، عن مراجعة المرفأ من قبل أهالي 22 مفقوداً، وهو رقم غير نهائي لأنّ هناك إحصائيات تجريها جهات أخرى تشير إلى عدد أكبر.

3 (1)

فيديو قد يعجبك: