لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الخرف" يهزّ عرش بايدن.. هل يحدد "الاختبار المعرفي" مصير رئيس أمريكا؟

09:35 م الأحد 24 أبريل 2022

جو بايدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة أبو شادي

للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، صافح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الهواء عقب خطاب ألقاه في كلية جرين ريفر في أوبورن بواشنطن، لتستمر حالة الجدل بشأن الصحة الذهنية لرئيس أمريكا، بل تطورت إلى مطالب بضرورة خوضه "اختبار معرفي".

فوز جو بايدن بالانتخابات بالرغم من كونه أكبر الرؤساء الذين تقلدوا الحكم في أمريكا متجاوزًا الـ78 عامًا، كان بمثابة فرصة قوية أمام معارضية لانتقاده والحديث عن قدراته الجسدية والعقلية، خاصة بعد تكرر زلاته وتلعثمه المتكرر ونسيانه أسماء الدول والرؤساء، وترديده كلمات غير مفهومة، وإشارات وتصرفات غريبة خلال بعض الخطابات، انتهت بواقعة مصافحة الهواء.

وحاول البيت الأبيض التأكيد مرارا على سلامة بايدن الجسدية والعقلية بما يؤهله للاستمرار في منصبه، آخر هذه المحاولات كان من خلال تقرير لطبيب من البيت الأبيض، والذي نشر في نوفمبر الماضي، مؤكدا أن الرئيس "قادرا على أداء وظيفته"، لكن هذا التقرير لم يكن كافيا للعديد من الأمريكيين الذين شددوا على ضرورة "الاختبار المعرفي".

ما هو الاختبار المعرفي؟

يقوم بعض الأشخاص بإجراء اختبار معرفي للكشف عن مدى قدرة وظائفهم العقلية، خاصة بعد ظهور تغيرات ذات تأثير كبير على حياتهم اليومية أو الأنشطة المعتادة.

وهناك أنواع مختلفة من الاختبارات تتضمن كل منهم إجابة على سلسلة من الأسئلة، إضافة إلى القيام بمهام بسيطة تساعد في عملية قياس الوظائف العقلية، مثل الذاكرة واللغة والقدرة على التعرف على الأشياء.

تشكيك ومطالب

علت الأصوات المطالبة بضرورة خوض بايدن الاختبار المعرفي، خاصة بعدما أعلن عن نواياه للترشيح لفترة رئاسية جديدة.

في نوفمبر الماضي، طالب أطباء من البيت الأبيض ونحو 40 نائباً جمهورياً على رأسهم أعضاء القيادة الجمهورية ورئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب النائبة إليز ستيفانيك، ونائب رئيس المؤتمر الجمهوري مايك جونسون، ورئيس لجنة الدراسة الجمهورية جيم بانكس، بالإضافة إلى العديد من أعضاء تجمع أطباء الحزب الجمهوري، بإجراء اختبار معرفي لبايدن.

وفي تصريحات نشرتها وسائل إعلام أمريكية على لسان أحد الأطباء السابقين في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، قال: "أعرف ما يتطلبه الأمر عقلياً وجسدياً لتنفيذ واجبات القائد العام ورئيس الدولة. لقد أثبت جو بايدن باستمرار لي وللعالم أن شيئاً ما ليس على ما يرام ويستحق الشعب الأمريكي أن يكون لديه ثقة مطلقة في القدرة الإدراكية لرئيسه".

وأضاف أن "الاختبار الإدراكي سيكون خطوة أولى مهمة" في طمأنة الأمريكيين بأن الرئيس لائق للمنصب أو في تحديد وعلاج أعراض الضعف التي تتفق مع مجموعة متنوعة من الأمراض المعرفية، مثل مرض الزهايمر والأوعية الدموية أو مرض باركنسون أو التصلب المتعدد.

هجوم وانتقادات

تصرفات الرئيس الأمريكي فتحت الباب أمام معارضيه وخاصة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لانتقاده بشكل حاد، حيث خرج ترامب في تجمع جماهيري بمقاطعة ديلاوير في ولاية أوهايو، ليتحدث عن الإدارة الأمريكية الحالية والتي حسب قوله "ستدمر البلاد" مؤكدًا: "ارتباك الرئيس جو بايدن سيقود البلاد إلى الجحيم.. لم يحدث أمر من هذا القبيل سابقاً".

وتابع: "لسوء الحظ، لدينا رئيس لا يدرك على الإطلاق ما يحدث، فهو يصافح الهواء، يتجول في حيرة من أمره. أقول لكم إنّه ليس من الجيد اتباع أوامر أرنب عيد الفصح".

وفي سبتمبر من العام الماضي، دعت النائبة الأمريكية لورين بويبرت إلى عزل بايدن ونائبته كامالا هاريس، ونشرت مقالا على صفحتها الرسمية على موقع الكونجرس شرحت فيه الأسباب والتي جاء أبرزها "أنه أخفى الحقيقة حول قدرته المعرفية ورفض الخضوع لاختبار معرفي مثلما فعل الرئيس ترامب" على حد قولها.

وأضافت لورين "كامالا هاريس عليها واجب بموجب التعديل الخامس والعشرين الاعتراف بالتدهور المعرفي لبايدن ومعالجة ما إذا كان قادرا على قيادة الولايات المتحدة".

شكوك حول إصابة بايدن بالزهايمر

كما أثار الكثير من منتقدي الرئيس مجددًا مسألة إصابته بمرض ألزهايمر. بالرغم من عدم وجود معلومات مؤكدة حول ذلك، لكنّهم عادةً ما يُشيرون إلى بعض التصرفات التي تدل على ذلك، ومنها ما حدث أمس أثناء خطابه بعد مصافحته الهواء للمرة الثانية.

كذلك ما حدث في ديسمبر الماضي، حينما كان الرئيس غير قادرًا على قراءة الأعداد الدقيقة للأمريكيين الذين تلقَّوا جرعات مُعززة من لقاح فيروس كورونا، إضافة إلى عدة أمور أخرى.

هل يخوض بايدن الاختبار؟

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أنّ القانون الفيدرالي يسمح في حالة حدوث أي خلل عقلي للرئيس، فلابد أن يتدخل المشرع الدستوري بطلب خضوع الرئيس للكشف الطبي مباشرة دون أي تجاذبات سياسية.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أنّ هذا الأمر يحدث إذا أدرك المشرع الدستوري أنّ الرئيس بدأت تظهر عليه علامات معينة مثل السلوك غير الطبيعي، ومن سيحدد ذلك هي اللجنة الطبية التي سيخضع لها الرئيس.

يرى فهمي أن ما يحدث حاليا هو "لعبة بين الجمهوريين والديموقراطيين بسبب اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس" مشيرا إلى أن "الأمر ليس فقط مجرد الحديث عن صحة الرئيس العقلية لكن في التأثير والتشويش الذي يتم من الحزبين".

وقال أستاذ العلوم السياسية، إن "بايدن يعاني بالفعل خللا واضحًا أمام الرأي العام الأمريكي، والجميع في الداخل متخوف من تأثير هذا الخلل على قرارات بايدن الداخلية".

وأضاف أن بايدن وبحسب القانون الفيدرالي "عليه الخضوع للكشف الطبي ليس من حقه الرفض،؛ فمن حق المدعي العام بعد الرجوع للمشرع بإقرار خضوعه لكشف على مستوى الدولة وليس من حقه أو حزبه الرفض".

حتى اللحظة فالمدعي العام والمشرع لم يتحركان لذا بقيت الدعوة والمطالب سياسية بإخضاع الرئيس للكشف الطبي والعقلي، وفقا لحديث أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي.

فيديو قد يعجبك: