لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عائلة أوكرانية تروي مشقة فرارها من ماريوبول سيرًا على الأقدام

11:11 م السبت 23 أبريل 2022

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كييف - (ا ف ب)

بينما كان القصف الروسي يدمّر بلدتهما ماريوبول بجنوب شرق أوكرانيا، قرر يفيغين وتاتيانا أن ليس أمامهما سوى طريق واحد للفرار مع أبنائهما الأربعة وهي سيرا على الأقدام.

وفي حديث لوكالة فرانس برس الجمعة أثناء انتظارهم في مدينة زابوريجيا قطارا متجها غربا، روت العائلة بالدموع والضحكات مشقات اجتياز نحو 125 كلم قبل الوصول إلى بر الأمان.

وقالت تاتيانا كوميساروفا (40 عاما) "شرحنا للأطفال طيلة شهرين خلال تواجدنا في القبو أين سنذهب. حضرناهم لهذه الرحلة الطويلة". أضافت "اعتبروا الأمر مغامرة".

والأحد الماضي قررت مع زوجها يفغين تيشنكو (37 عاما) وهو عامل فني أن الوقت حان للقيام بالخطوة.

بقلق رافقا الأطفال خارج المبنى. وكانت تلك المرة الأولى التي يخرج فيها جميع أفراد الأسرة مجتمعين منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

ورأوا حولهم مشهد دمار كامل. وقال يفغين "عندما شاهد الأطفال ذلك مشوا بصمت".

أضاف "لا أعرف ما الذي كان يدور في رؤوسهم. هم أيضا ربما عجزوا عن تصديق أن مدينتنا لم تعد موجودة".

الحياة تحت الأرض

كان الوالدان مدركين لما ينتظر العائلة. فقد سبق أن خرجا خلسة من المبنى للتمون بالسلع الغذائية والماء من المتاجر التي دمرها القصف وشاهدا جثثا في الشوارع.

وبدا لتاتيانا أن "الموت بسبب القصف يخيف أقل من الموت جوعا".

وكانت قذيفة قد سقطت على سقف المبنى السكني حيث يقيمان. أما أطفالهما فقد بقيا طيلة الوقت تحت الأرض.

وقالت تاتيانا "أحضرنا لهم الكتب إلى القبو، والنور كان خافتا بدرجة كنت بالكاد أرى لكنهم تمكنوا من القراءة".

وأخبرت الطفلة آنا البالغة 10 سنوات عن أوقات مرحة أمضتها عندما كانت تلعب مع أصدقاء من شقة مجاورة.

وتستذكر الفتاة التي سرحت شعرها في ضفيرة "النوم على الاسمنت لم يكن رائعا".

وتؤكد بشجاعة أن عند سقوط القنابل "لم نكن بغاية الخوف".

وقالت "المبنى كان يهتز كثيرا وعلا الغبار" مضيفة "التنفس لم يكن سهلا".

مغادرة ماريوبول

وكانت مغادرة القبو والمدينة "صعبة"، بالنسبة لآنا.

وروت لفرانس برس "كان علينا أن نحمل حقائبنا التي كانت ثقيلة".

كان ذلك في اليوم الأول، قبل أن يعثر والدها على عربة أطلقت عليها العائلة تسمية "العربة الذهبية".

وفي الحقيقة كانت تلك عبارة عن عربة بثلاث عجلات يعلوها الصدأ وتحدث صريرا لكنها جعلت السير أكثر سهولة.

وشرح يفغين "راحت زوجتي تدفع أصغر بناتنا على دراجتها فيما أنا كنت أدفع العربة، بينما كان أحد الأطفال أحيانا متربعا على الحقائب" مضيفا "والطفلان الآخران كانا يسيران بجانبي".

بعد خمسة أيام وأربع ليال من السفر، اجتاز أفراد العائلة العديد من الحواجز الروسية وقالوا للجنود إنهم متوجهون إلى أقارب لهم.

وقال يفغين "لم يعاملوننا كأعداء، حاولوا المساعدة".

أضاف "لكن في كل مرة كانوا يسألوننا: +من أين أنتم؟ من ماريوبول؟ ولكن لماذا تذهبون في هذا الاتجاه؟ لمَ لستم ذاهبين إلى روسيا؟+".

ليلا كانت العائلة تنام في منازل أهالي فتحوا لهم أبوابهم على طول الطريق وقدموا لهم الطعام.

خلال النهار كانوا يواصلون السير رغم المشقات.

أخيرا حالفهم الحظ والتقوا بدميترو جيرنيكوف، الذي كان يعبر بولوهي، البلدة الخاضعة للسيطرة الروسية والواقعة على بعد 100 كلم عن زابوريجيا.

وقال جيرنيكوف "شاهدتُ هذه العائلة وهي تدفع عربة على جانب الطريق". ويتوجه جيرينكوف بانتظام إلى زابوريجيا لبيع محاصيل الخضار التي تزرعها عائلته.

بعدما اجتازوا 125 كلم سيرا، انتهت رحلة تاتنيا ويفغين وأطفالهما في حافلته الصغيرة المتضررة.

ويتذكر جيرنيكوف شعورهم بالارتياح عندما خرجوا من مناطق تسيطر عليها القوات الروسية وشاهدوا جنودا أوكرانيين.

وقال "عندما عبرنا أول حاجز، بدأ الجميع بالبكاء".

وتؤكد تاتيانا "كان لدينا هدف وحيد وهو أن يعيش أطفالنا في أوكرانيا. إنهم أوكرانيون، لا يمكننا تصور أنه يمكن أن يعيشوا في بلد آخر".

الجمعة استقلت العائلة حاملة مقتنياتها القليلة، قطارا مكتظا متجها إلى لفيف.

ومنها تخطط العائلة للتوجه إلى إيفانو-فرانكفيسك، المدينة الكبيرة الأخرى في غرب أوكرانيا، سعيا لبناء حياة طبيعية.

وقال يفغين "أريد العثور على وظيفة. وزوجتي ستهتم بالأطفال وتبحث لهم عن مدرسة".

أضاف "لا يمكن أن ننسى ما مررنا به، ولا يجدر بنا ذلك. لكن يجب أن نبقى متفائلين ونقوم بتربية أطفالنا".

وتعبر ابنتهما آنا عن أمنياتها البسيطة بعد الفرار من جحيم ماريوبول.

وتقول "أريد أن أعيش في مدينة ليست كتلك. وفي أوكرانيا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: