إدانة فلسطينية واسعة لاقتحام الاحتلال للأقصى والإعتداء على المصلين واعتقال مُعتكفين من داخله
رام الله- (أ ش أ):
قوبل اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، اليوم الجمعة، والاعتداء على المُصلين بداخله، واعتقال 400 مُعتكف منهم، إدانة واسعة في فلسطين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو ردينة، أن المطلوب هو التدخل الفوري من كافة الجهات الدولية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
وأكد أبو ردينة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه مهما كلف الأمر.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، واعتداءها بوحشية على المُصلين والمعتكفين في رحابه الطاهرة خلال الشهر الفضيل، وتدنيس القبلة الأولى للمسلمين نذير خطير واستفزاز للمشاعر.
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني أن هذا الاعتداء استباحة لحقوق المسلمين في أداء صلواتهم فيه، ولا سيما خلال ليالي شهر رمضان المبارك، مشددا على أن للشعب الفلسطيني الحق في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
ودعا أشتية الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية إلى إدانة هذا الانتهاكات، والعمل على عدم تكرارها وعدم السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام باحات المسجد المبارك.
ومن جانبه قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس المحامي أحمد الرويضي، إن ما حصل كان مُبيتًا، من ليلة الأمس بعد صلاة التراويح، حيث اقتحمت مركبة لشرطة الاحتلال ساحات المسجد الاقصى المبارك في سابقة خطيرة.
وأضاف الرويضي ،في بيان صحفي، إن القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس تابع منذ ليلة الأمس ما يخطط له الاحتلال، وتم التواصل مع أطراف دولية مختلفة، ومع الإدارة الأمريكية للتحذير من خطورة ما يخطط له الاحتلال في الجمعة الثانية من رمضان من اعتداء حذرنا من النتائج المترتبة عليه.
وقال الرويضي إن الإدارة الامريكية تتقاعس عن الضغط على سلطات الاحتلال للتوقف عن اعتدائها على الشعب الفلسطيني وعلى القدس ومقدساتهم.
وأضاف أن إسرائيل وحدها تتحمل المسؤولية عن نتائج أفعالها في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ومن جانبه، أجرى عضو اللجنتين المركزية لحركة "فتح" والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الوزير حسين الشيخ، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تطرقا خلاله للتصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، والذي أدى إلى إصابة أكثر من 160 مُصل واعتقال المئات.
وطالب الجانبان بضرورة انسحاب قوات الاحتلال من باحات المسجد الأقصى المبارك، والسماح للمصلين بالدخول بكل حرية للمسجد الأقصى وباحاته للصلاة وأداء الشعائر الدينية، محملين الجانب الإسرائيلي مسؤولية هذا التصعيد الذي يخالف الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف.
وأدان وزير شؤون القدس الفلسطيني، فادي الهدمي، اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين به مُحملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات الاقتحام.
وأشار الهدمي إلى ان تقارير المؤسسات الصحية تظهر أن أغلب الإصابات تركزت في الأجزاء العلوية من أجساد المصابين، ولفت إلى أن اقتحام الاقصى بهذه الاعداد من أفراد الشرطة، تدلل على ان الاقتحام كان مُبيتا.
وشدد على أن ما جرى هو انتهاك فظ للوضع التاريخي القائم بالمسجد الأقصى، مؤكدا الحاجة العاجلة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال.
ودعا الهدمي المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، الى سرعة التحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إنها لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بفرض سيطرته على المسجد الأقصى المبارك تحت شعارات وحجج وأكاذيب لن تنطلي على أحد، مشددة على أن كل ما يقوم به الاحتلال يهدف إلى السيطرة على هذا المكان المقدس الذي يخص شعبنا والمسلمين في العالم أجمع.
وأكدت الحركة أن هذه الاقتحامات ومحاولات المتطرفين أداء ما يسمى طقوسهم الدينية، كل هذا يتم بموافقة وتشجيع من الحكومة الإسرائيلية الحاضنة الحقيقية لهذا التطرف.
وشددت حركة "فتح" على أنها ستبقى في خط الدفاع الأول مع كل أحرار الشعب الفلسطيني والعالم أجمع، للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدة أن الاحتلال واهم إذا اعتقد أنه يستطيع تغيير المعادلات القائمة أو فرض معادلات جديدة.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن ما جرى اليوم من استباحة للمسجد الأقصى بشكل عام وتدنيس للمسجد القبلي وتحطيم نوافذه واقتحامه بالأحذية، وتعرُّض للمصلين المسلمين الآمنين داخله هو دفع باتجاه حرب دينية.
وأضافت الوزارة أن ما قامت به حكومة الاحتلال يأتي تنفيذاً لرؤاها الاستيطانية الهادفة للسيطرة على المسجد الأقصى بساحاته ومرافقه ومبانيه ومساجده، وإرضاء للمستوطنين الذين يعملون صباح مساء للسيطرة عليه وممارسة طقوسهم وشعائرهم التلمودية الداعية لذبح القرابين، بهدف إقامة هيكلهم المزعوم الذي نفت كل لجان الآثار وجوده داخل حدود المسجد الأقصى.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن الجريمة البشعة التي ارتكبها قوات الاحتلال في باحات المسجد الأقصى المبارك ضد المُصلين والمعتكفين المدنيين، والاقتحام الهمجي يكشف حقيقة نوايا الاحتلال الرامية لفرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وتقسيمه، ويكذب أيضا ادعاءات نفتالي بينيت وهرتسوج بشأن الحفاظ على الوضع القائم، كما تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس ومقدساته الاسلامية والمسيحية.
وقالت الوزارة إن طرد المصلين والمعتكفين بالقوة والقمع والهروات تمهيدا لاقتحامات المتطرفين اليهود سيشعل نار الحرب الدينية التي لن يدفع الفلسطيني وحده ثمنا لها.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة ونتائجها، واعتبرها اختبارا لمشاعر المسلمين قبل الإقدام على الانفجار الكبير.
وأكدت أن المجتمع يتحمل المسؤولية عن نتائج صمته وتجاهله لما يتعرض له الشعب الفلسطيني عامة، والقدس ومقدساتها والاقصى بشكل خاص.
وأدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في دولة فلسطين ممثلة برئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري، جميع الاعتداءات الهمجية التي مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم في المسجد الأقصى المبارك، وإطلاق قنابل الغاز والصوت على المصلين من أبناء الشعب الفلسطيني أثناء وجودهم للصلاة وممارسة حق العبادة.
وقالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي الـ 48، والقائمة العربية المشتركة بالكنيست، إن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته وباحاته، هو مكان مقدسي إسلامي، ولا حق لغيرهم فيه، وأن حرية العبادة يجب أن تكون مضمونة فيه، إلا أن الاحتلال يستمر في اختلاق الاستفزازات، من خلال اقتحامات مستمرة لعصابات المستوطنين، على مدار العام، وزاد عليها تهديدات عصابات المستوطنين الإرهابية باقتحام الأقصى خلال أيام الفصح العبري للقيام بطقوس دينية يهودية.
وشددت اللجنة على أن المسجد الأقصى لن يكون وحيدًا كما القدس كلها، وأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بإفراغ القدس والمسجد الأقصى من أهلها وشعبها لتكون مشاعا للاحتلال وعصابات المستوطنين، في الأيام المقبلة.
وحذرت "من أي تصعيد احتلالي"، وطالبت بـ"سحب كل قوات الاحتلال من الأقصى والبلدة القديمة، وصد عصابات المستوطنين، ذراع الاحتلال المباشر ضد شعبنا".
واعتبرت المشتركة أن تصرّف حكومة بينيت يهدف إلى التصعيد خاصة أنها اعتبرت تهويد القدس والسيطرة عليها هدفًا أساسيا لها من تأسيسها.
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، عبر بيان لدائرة حقوق الانسان، إن العدوان الإرهابي الذي تشنه قوات الاحتلال عبر اقتحامها المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين قد تجاوز كل الخطوط الحمراء.
وقالت الدائرة على لسان رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد التميمي، إن هذا العدوان ينتهك الحقوق الإنسانية والدينية وكل ما يتعلق بحرية وحق العبادة للمسلمين من ناحية، ومن ناحية أخرى يأتي في إطار المُحاولات المحمومة من قبل حكومة الإرهاب وعصابات المستوطنين بهدف ذبح القرابين في ساحاته في شهر رمضان المبارك وبالتحديد في الجمعة الثانية، على حد تعبيره.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: