روسيا وأوكرانيا: بايدن يقول إن الناتو "سيردّ" إن استخدم بوتين أسلحة كيميائية
بروكسل- (بي بي سي):
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن حلف الناتو "سيردّ" إن استخدمت روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانية، من دون أن يوضح طبيعة الردّ.
ويسافر بايدن من العاصمة البلجيكية بروكسل إلى بولندا في وقت لاحق الجمعة، حيث سيلتقي باللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من الحرب.
وسيزور بايدن بلدة "جيشوف" البولندية على بعد ثمانين كيلومترًا من الحدود الأوكرانية مع نظيره البولندي أندريه دودا. وتعهد الرئيس الأمريكي بتقديم مليار دولار كمساعدات إنسانية لأولئك المحاصرين في الصراع.
واستقبلت بولندا أكثر من مليوني شخص فارين من أوكرانيا، وهو عدد أكثر بكثير مما استقبله أي بلد آخر.
وسيتفقد بايدن الجنود الأميركيين المتمركزين في المنطقة من ضمن أكثر من مئة ألف عسكري أمريكي ينتشرون حالياً في أوروبا.
ويتوجه بعد ذلك إلى وارسو حيث يلقي خطاباً "حول جهود العالم الحر الموحدة لدعم الشعب الأوكراني" و"محاسبة روسيا على حربها الوحشية"، وفق البيت الأبيض.
ويقوم بايدن بجولته بعد ماراتون دبلوماسي استثنائي في بروكسل شارك خلاله في اجتماعات قمة للحلف الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، بهدف إبراز وحدة الصف الغربية في ردها على روسيا بعد شهر على بدء غزو أوكرانيا.
وفي أوكرانيا يشهد الوضع المزيد من التدهور في مدينة ماريوبول المدمرة جراء القصف الروسي، إذ يتهم الأوكرانيون الروس بترحيل "جماعي" لآلاف من سكان المدينة إلى روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ألقى خطاباً الليلة الماضية أمام قمة المجلس الأوروبي في بروكسل، وتحدث عن الدمار والأضرار التي ألحقتها روسيا ببلده.
وأسفر الهجوم الروسي المستمر منذ شهر عن مقتل آلاف الأوكرانيين بينهم 121 طفلاً وتشريد 6,5 ملايين وتدمير أكثر من 4300 منزل، وفق آخر حصيلة أوردها زيلينسكي.
وشكر زيلينسكي الدول الأوروبية لتوحدها في دعمها لأوكرانيا، لكنه أشار إلى أن القادة الأوروبيين "تصرفوا بعد فوات الأوان" لوقف روسيا.
وأضاف: "أنتم فرضتم عقوبات، ونحن ممتنون لكم. هذه خطوات قوية. لكن الأوان كان متأخراً قليلاً. لقد كانت هناك فرصة"، مضيفاً أنها لو كانت عقوبات وقائية فربما لم تشن روسيا تلك الحرب.
كما أشار إلى إغلاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم-2"، حيث قال إنه لو حُظر من قبل فإن "روسيا ما كانت لتخلق أزمة غاز".
وحث زيلينسكي على الموافقة على طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قائلاً "الآن أطلب منكم - لا تتأخروا".
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات واسعة على روسيا عقب غزو أوكرانيا.
كما حذرت هذه الدول موسكو من أن التكاليف التي تكبدتها ستزداد طالما امتد أمد الحرب.
ولكن حلف الناتو استبعد مرارا فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، وقال إنه لن يرسل قوات إليها خوفا من تصعيد روسيا الصراع وتوسيع نطاقه.
وأكد الحلف على حق كييف في الدفاع عن النفس، ووعد بمواصلة تزويدها بالأسلحة.
وفي غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لبي بي سي إنه غير متفائل بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد سلام في أوكرانيا.
وأضاف جونسون: "أعتقد أنه قرر مضاعفة جهوده، ومحاولة التعامل مع المدن الكبرى في أوكرانيا على غرار غروزني"، وذلك في إشارة إلى مدينة غروزني الشيشانية التي قصفتها روسيا وحاصرتها في عامي 1999-2000.
"عقوبات غبية"
من ناحية أخرى، شجب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف العقوبات الغربية المفروضة على بلاده ووصفها بأنها "غبية".
وقال لوكالة أنباء مملوكة للدولة إن الإجراءات التي فُرضت منذ غزو أوكرانيا أدت فقط إلى تعزيز الدعم للحكومة الروسية.
وأضاف أن التاريخ أظهر أن القيود والمشقة كان لها أثر في توحيد الشعب الروسي، وليس تقسيمه.
وقوضت العقوبات الغربية قيمة العملة الروسية (الروبل)، وتسببت في فقدان أعداد كبيرة من الوظائف، وأغلقت إلى حد كبير بورصة موسكو.
"روسيا ستخرج أضعف"
وقال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية، كولين كال، في إفادة صحفية يوم الخميس إن روسيا ستأسف لقرارها مهاجمة أوكرانيا.
وقال "أعتقد بدرجة عالية من اليقين أن روسيا ستخرج من أوكرانيا أضعف مما دخلت في الصراع."
وتوقع أنها ستكون "أضعف عسكريا، أضعف اقتصاديا، أضعف سياسيا وجيوسياسيا، وأكثر عزلة".
وأضاف أن الصواريخ الدقيقة لدى الروس تنفد، بسبب الصراع المستمر منذ شهر.
وقال المسؤول الأمريكي إن التقييم المرتقب للاستراتيجية الأمريكية سيعلن أن روسيا "تشكل تهديدًا خطيرا"، لكنه أضاف أنها لا تشكل نفس التحدي طويل المدى للولايات المتحدة مثل الصين.
فيديو قد يعجبك: