لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

11 عامًا من التحريض.. طارق سويدان من "داعٍ للثورات" إلى "مُنقلب عليها"

07:43 م الأحد 20 مارس 2022

طارق سويدان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

في تصريحات صادمة أثارت جدلًا واسعًا، خرج الكويتي طارق السويدان، الذي يعتبر أحد أبرز وجوه جماعة الإخوان في الخليج، أو "الداعية الإسلامي" كما يعرّف نفسه، ليعلن تنصّله من تأييد ثورات الربيع العربي، قائلاً "الثورات تؤدي إلى خراب وتدمير ومصائب للشعوب".

جاء ذلك في مقابلة للسويدان مع إذاعة "هلا أف أم" العُمانية، حيث قال: "مع موجات الربيع العربي ومع كثرة الصخب الذي كان فيها، الكثير من آرائنا لم تصل للناس بشكل واضح، وخاصة في ظل أننا كنا محاربين إعلاميا من أن نوصل رأينا..".

وأضاف: "انا أقولها بوضوح، لست مع الثورات، أنا أعتقد أن الثورات تؤدي إلى خراب وتؤدي إلى تدمير تؤدي إلى مصائب للشعوب وبعد أي ثورة تمر الشعوب في المتوسط بـ13 سنة من عدم الاستقرار وهذا المتوسط بعض الدول أكثر وبعض الدول أقل..".

واستطرد السويدان: "بعض الناس كان يتصور أنني مع الثورات، لا نحن لسنا مع الثورات".

ولم يكتف برأيه الذي تحول إلى النقيض، بل أكد أنه لم يكن له أي دور في هذه الثورات: "هذه الثورات حدثت وأنا ليس لي دور في صنعها وليس لي دور في دعمها ماليا أو بسلاح، ليس لي أي دور فيها، لم أدخل في هذا إطلاقا..".

ردود الفعل

لم تمرّ ساعات قليلة على تصريحات السويدان، حتى ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعلقيات الساخر.

مشعل النامي، وهو كاتب وباحث سياسي كويتي، علّق بتغريدة عبر "تويتر" قائلاً: "طارق السويدان لم يتراجع وإنما أنكر وجحد بأنه كان مع الثورات.. وأعتقد بأنه سيجحد بأنه كان من الإخوان ليحاول استعادة ازدهار أعماله السابقة في دول الخليج حيث كان مديرا لقناة الرسالة ولديه جدول حافل من الدورات التي لا تتوقف في دول الخليج والتي تدر عليه الملايين سنويا".

وكان الأمير الوليد بن طلال، مالك شركة (روتانا) السعودية، أنهى مهام الداعية الكويتي طارق السويدان، كرئيس لقناة "الرسالة" الفضائية، في عام 2013، مرجعا السبب في ذلك إلى أنه "اعترف بانتمائه للحركة الإخوانية الإرهابية".

وقال الوليد بن طلال، في نص قرار الإقالة الذي أرسله إلى السويدان، إنه ساءه ما اطلع عليه من آراء نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لا تتفق مع منهج القناة، والتوجهات التي أنشئت على أساسها، حيث "أردناها منبرا للوسطية غير منتمية لأي أحزاب أو أفكار أي جماعة، وحيث إن ما صدر عنكم لا يتفق مع سياستنا".

من جانبه، نشر الصحفي السعودي عناد العتيبي، فيديو يوضّح مواقف طارق السويدان المتباينة بشأن ثورات الربيع العربي، معلّقًا: "الإخواني الدجال طارق السويدان ..الفيديو يغني عن كثير من الحكي".

كما عبّرت الإعلامية الكويتية فجر السعيد عن صدمتها من تصريحات السويدان، قائلة "طارق السويدان يقول ماكان مع الثورات لأنها تجلب الخراب وااااااااااااااي وااااااااااااي وااااااااااااااااااااي شنو هذا".

فيما غرّد أحد نشطاء تويتر مُعلّقًا: "يظن السويدان اننا لا زلنا في زمن المنشورات والكاسيت التي سبق وانكر جميع نشاطاته فيها.. لا يعلم اننا في زمن الإعلام الجديد وكل حرف نطق به موجود ومحفوظ وكل حرف كتبه في حساباته في التواصل الاجتماعي من عام 2009 لازال "موجود ومحفوظ ومنشور".

مواقف سابقة

لسنوات طويلة، عمد السويدان –الذي لطالما قدّم نفسه في البرامج التلفزيونية المختلفة على أنه مدرب محترف في صناعة "القادة"- إلى انتقاد الأنظمة العربية، والدعوة إلى الوقوف إلى جانب أية تحركات معارضة لها.

ففي أوائل العام 2011، بدأ السويدان بنشر مقاطع فيديو عبر قناته الخاصة على "يوتيوب"، يعبر فيها عن تأييده للثورات العربية، فكان كل فيديو يحمل رسالة لدولة بعينها، يستعرض في مقدمته بعض أسباب اندلاع هذه الثورة ومعاناة الشعوب مع "أنظمتهم الطاغية" على حدّ تعبيره.

وفي أحد هذه المقاطع، كان يشيد بـ"تكتيك يوم الجمعة" حين كانت تخرج المظاهرات عقب صلاة الجمعة من المساجد، قائلاً: "هذا تكتيك رائع لأن فيه استنزاف للنظام وفرص للتحرك العالمي".

لم يكتفِ سويدان بتأييد الثورات التي اندلعت، بل كام مُحرضًا في مواقف أخرى، وهو ما أظهره في فيديو خاطب فيه اليمنيين قائلاً: "ماذا تنتظروا؟ 30 سنة أخرى من الفشل! حكموا العقول.. هناك من أهل اليمن مَن لديه القُدرة على إدارة اليمن.. أنتم عندكم عقول من أعظم العقول في العالم العربي.. فعلامَ التمسّك برجل واحد؟!".

وأضاف: "المطلوب أن تستمروا في مطالباتكم.. وأن تستمروا في تظاهراتكم بالسلم".

وبعد تدقيق في مواقف السويدان، اتضح أن تصريحاته الأخيرة لم تكن التحوّل الأول في مواقفه، ففي مارس 2011، وقتما اندلعت انتفاضة البحرين، خرج السويدان يتحدث كعادته عن حرية التعبير والرأي، مناصرًا لحقوق ومطالب المتظاهرين وقتذاك.

لكن تصريحاته هذه المرة تسببت في هجوم خليجي لاذع، واتهامات له بمناصرة الشيعة؛ بعد أن استنكر أن يكون الحاكم "سنّي" في دولة أغلب مواطنيها "شيعة"، قبل أن يتراجع في فيديو لاحق، ويقول إنه تم اجتزاء كلامه.

وعلى غير عادته بدأ بانتقاد المتظاهرين، متهمهم بـ"تعطيل شريان الحياة" بسبب الاعتصام، والتلكؤ في قبول دعوة الحوار التي أطلقتها الحكومة، أما عن اتهامات التأييد للشيعة، فقد تنصّل منها بانتقاده رفع أعلام إيران خلال المظاهرات.

وبالطبع، لم يختلف موقفه كثيرًا بشأن ثورة 25 يناير، فقد كان مؤيدًا للثورة ومشيدًا بـ"موقف الجيش المصري الذي انحاز للشعب"، إذ قال في حوار لصحيفة النبأ الكويتية في أكتوبر من العام 2011: "لا يمكن ان نغفل وبشكل رئيسي دور الجيش المصري الذي كان حاسما في إسناد الثورة، فهذا الدور كان ذكيا للغاية".

وأضاف للصحيفة: "لو فرضنا السيناريو الأسوأ بوقوف الجيش مع مبارك ضد الشعب كان سيفقد الشعب المصري، واعتقد انه كان تصرفا حكيما من قبل القيادة العسكرية التي وافقت على كل مطالب الثورة منذ اليوم الأول".

لكن هذا الرأي تحوّل بعد أقل من عامين، حينما ثار الشعب المصري على نظام الإخوان في ثورة 30 يونيو، التي أيد مطالبها الجيش ذاته، لكن هذه المرة قال السويدان: "قالوا: الجيش انحاز للشعب. قلت: وهل للجيش أن ينحاز لفريق ضد آخر كلما قرر!"، بحسب ما نقلته عنه "سي إن إن".

وفي رسالة تحذيرية للشعب المصري وقتذاك، قال السويدان عبر حسابه على "تويتر": "الانقلاب العسكري شر لا خير فيه وسيعض من أيده أصابع الندم ! أفيقوا".

دافع السويدان، على مدى السنوات الماضية عن الثورات، بأنها لم تكن سببًا في أي خراب، ففي تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قال: "الديكتاتورية تؤدي لظهور التطرّف والاستبداد هو مصدر الفساد المالي وفلول حكم الطغاة الذي استمر لعقود (وليس الثورات) هم السبب في الفوضى التي تعم العالم العربي اليوم".

فيديو قد يعجبك: