روسيا وأوكرانيا: جولة أخرى من المحادثات بين طرفي النزاع تستضيفها تركيا
انقرة- (بي بي سي):
يجري وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا محادثات في تركيا يوم الخميس، مع دخول الاجتياح الروسي الشامل للأراضي الأوكرانية أسبوعه الثالث.
وقبيل اجتماع مباشر -وجها لوجه- مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، قال دميترو كوليبا إن توقعاته "محدودة" من الاجتماع الذي يأتي بعد اتهام أوكرانيا لروسيا بقصف مستشفى للأطفال - في هجوم وصفته كييف بأنه "جريمة حرب".
وقال مسؤولون إن ثلاثة أشخاص بينهم طفل لقوا مصرعهم في هجوم ماريوبول يوم الأربعاء، وأحصت السلطات في المدينة 17 مصابا جراء الهجوم بينهم عُمال في المستشفى ومرضى.
وقال الكرملين، يوم الخميس، إنه طلب معلومات من الجيش الروسي عن حقيقة ما حدث.
ولقي هذا القصف إدانة واسعة، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الهجوم بالـ "فظيع"، بينما اتهمت الولايات المتحدة روسيا بـ "استخدام القوة العسكرية البربرية ضد مدنيين أبرياء".
لكن نائب السفير الروسي إلى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي قال إن المستشفى المقصود كان قد "تحول إلى منشأة عسكرية بأيدي متطرفين أوكرانيين".
ويعيش في ماريوبول حوالي 400 ألف نسمة، وتحاصر قوات روسية المدينة منذ عدة أيام، وقد فشلت محاولات متكررة لوقف إطلاق النار من أجل إجلاء مدنيين.
وتقول أولينا ستوكوز من الصليب الأحمر في أوكرانيا لبي بي سي إن "المدينة بالكامل بلا كهرباء ولا مياه ولا طعام، وسكانها يموتون عطشا".
وفي غارات ليلية، قصفت طائرات روسية مناطق سكنية في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، بحسب ما صرح مسؤولون محليون.
وأفادت تقارير بمقتل سبعة أشخاص آخرين في هجمات روسية - أربعة بينهم طفلان في منطقة قريبة مدينة خاركيف، وثلاثة بينهم صبي في الثالثة عشرة في منطقة سومي.
وقبيل اجتماع وزيري خارجية البلدين، الذي تستضيفه مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، قال كوليبا: "بصراحة ... لا أتوقع كثيرا من وراء هذه المحادثات".
وقالت الخارجية الأوكرانية إن كييف كانت تسعى إلى "وقف فوري للأعمال العدائية والحرب على أوكرانيا التي تشنها روسيا".
وعلى الجانب الآخر، تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن تقنع بأن تكون دولة محايدة.
كما تقول موسكو إن على كييف قبول سلطة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها عام 2014.
وإلى جانب ذلك، تضغط روسيا من أجل اعتراف كييف بالحكم الذاتي في منطقتين تخضعان لسيطرة انفصاليين شرقي أوكرانيا.
وفشلت جولتا محادثات سابقتان أجريتا خلال الأيام القليلة الماضية في إحداث أي انفراجة للأزمة، على أن طرفي النزاع اتفقا على تدشين ممرات إنسانية لتأمين نزوح المدنيين من عدة مدن محاصرة.
وتقول أوكرانيا إنها تتوقع السماح للمزيد من المدنيين بمغادرة مدن تخضع لحصار القوات الروسية في وقت لاحق الخميس.
تحذير من استخدام السلاح الكيماوي
حذر مسؤولون غربيون -بينهم شخصيات في البيت الأبيض- من مغبة استخدام روسيا أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا، أو من افتراء هجوم على الخصم لكي يتّخذ كذريعة لشن هجوم مضاد.
وقالت موسكو إن القوات الأوكرانية قد نقلت حوالي 80 طنا من مادة الأمونيا في شمال شرقي البلاد، دون تقديم دليل على ذلك.
وفي الولايات المتحدة، صوّت مجلس النواب لصالح تقديم مساعدات تناهز قيمتها 14 مليار دولار إلى أوكرانيا، فضلا عن التصويت لصالح حظر واردات الولايات المتحدة النفطية وغيرها من واردات الطاقة من روسيا. ويتعين تمرير هذه التدابير من مجلس الشيوخ في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وفي أوروبا، يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في قصر فرساي بفرنسا في قمة تستمر يومين وذلك لبحث عضوية محتملة لأوكرانيا مستقبلا في الاتحاد، وفرْض مزيد من العقوبات على روسيا، فضلا عن بحث سياسة دفاع مشتركة جديدة.
ويقدر مسؤولون أمريكيون عدد القتلى من الجنود الروس في أوكرانيا منذ بداية الاجتياح الشامل يوم 24 فبراير الماضي بحوالي خمسة إلى ستة آلاف قتيل.
أما أوكرانيا فتقول إن عدد القتلى الروس تجاوز 12 ألفا، بينما قالت روسيا الأسبوع الماضي إن عدد قتلاها 498 شخصا فقط - على أن أيًا من هذه المزاعم لم يتم التحقق منه.
فيديو قد يعجبك: