لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فولوديمير زيلينسكي.. ممثل كوميدي غير قواعد لعبة بوتين

04:05 م الإثنين 28 فبراير 2022

الرئيس الأوكراني

كتبت- هدى الشيمي:

بعد مضي خمسة أيام على شن روسيا غزو على أوكرانيا، استطاع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأمته من تغيير سياسة الغرب تجاه موسكو، وتمكنوا من فعل ما لم تقدر عليه قمم ما بعد الحرب الباردة، وأعادوا ضبط سياسات مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وجد نفسه في مأزق.

قالت (سي إن إن) أن ما فعله الزعيم الأوكراني خلال الأيام الماضية ألهم وأحرج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ودفعهما إلى تجاوز الحدود في التعامل مع روسيا، والتحرك سريعًا لمعاقبتها، ما جعل موسكو دول منبوذة.

من خلال الوعود بتقديم الأسلحة والذخيرة لزيلينسكي، ممثل كوميدي سابق يبلغ من العمر ٤٤ عامًا، ترى سي إن أن، أنه على ما يبدو أن واشنطن والغرب يتجهون بشكل متزايد نحو حرب بالوكالة ضد موسكو من أجل أوكرانيا، بالرغم من أنها ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولا تستطيع الاستفادة من اتفاقيات الدفاع المشترك.

بعد الإصرار الأسبوع الماضي على أن العقوبات ستصنف على أساس منحنى متصاعد بناء على السلوك الروسي، سارعت واشنطن وحلفاؤها إلى معاقبة بوتين شخصيًا وفصل بنوكًا روسية رئيسية من نظام سويفت المالي العالمي.

"تحول غير عادي"

١_1

وفي تحول غير عادي، تعهدت ألمانيا، بقيادة المستشار الجديد أولاف شولتز، بتجاوز أهداف الناتو للإنفاق الدفاعي، وتغلبت على تحفظها بخصوص إرسال أسلحة إلى مناطق الحرب من خلال التعهد بتسليح الأوكرانيين الذين يقاتلون القوات الروسية.

وأوقفت ألمانيا خط أنابيب نورد ستريم ٢ الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية. في الوقت نفسه، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يُنظر إليه باعتباره أحد أقرب حلفاء بوتين، وقوفه إلى جانب قادة الاتحاد الأوروبي ضد الروس.

ورغم علاقاته القوية ببوتين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيعود إلى اتفاقية من ثلاثينيات القرن الماضي قد تعقد العمليات البحرية الروسية في البحر الأسود.

وبعد غضها الطرف لفترة طويلة للغاية عن ثروة الأوليغارشية التي تم غسلها من خلال الممتلكات الفاخرة والباهظة الثمن في لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أنه لا مكان للأموال القذرة في المملكة المتحدة.

حتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أمضى الأسبوع الماضي يثني على عبقرية بوتين مع بدء الغزو، شعر يوم السبت- حسب سي إن إن، أنه مضطر للثناء على شجاعة الرئيس الأوكراني، والذي حاول من قبل ابتزازه باستخدام المساعدات الأمريكية في مكالمة هاتفية أثارت جدلاً واسعًا في الولايات المتحدة.

"وطنية زيلينسكي"

٢

توقع قلة قليلة من الغرباء أن يصبح الممثل الكوميدي السابق الذي قلل أو تجاهل أهمية تحذيرات الولايات المتحدة من غزو وشيك لأسابيع، إلى زعيم وطني قادر على قيادة بلاده لمواجهة عدوان ضخم.

استطاع زيلينسكي من خلال نداءاته التي تقشعر لها الأبدان من إقناع الدول الغربية على تقديم مساعدات كبيرة لبلاده غيرت شكل الحرب.

ورغم أن تجاهله للتحذيرات ترك العديد من مواطنيه غير مستعدين للمعاناة التي يعيشونها الآن، ولكن الرئيس الأوكراني أثبت أن بلاد تتحلى بالقيم التي تؤهلها للانضمام إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في مقابلة مع يورونيوز، أمس الأحد، "إنهم أحدنا ونريدهم أن ينضموا" في إشارة إلى أوكرانيا.

تحول زيلينسكي إلى أحد رموز الوطنية في بلاده، فعلى عكس الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي فر من العاصمة كابول بعد استيلاء طالبان عليها في الصيف الماضي، صمم الرئيس الأوكراني على البقاء والقتال، وربما الموت مع شعبه، ورفض العروض الأمريكية بنقله خارج أوكرانيا، وقال للولايات المتحدة، حسب سفارة بلاده في بريطانيا، :"القتال يدور هنا، نحتاج إلى ذخيرة، ليس توصيلة".

"بطولة أوكرانية"

٣_2

يختلف غزو روسيا لأوكرانيا عن أي حدث آخر، فنتيجة لهوس رجل واحد بسقوط الاتحاد السوفيتي، وشكل العالم ما بعد الحرب الباردة، افتعل بوتين أزمة كبير، في المقابل دفع سلوك زيلينسكي العالم إلى الاستجابة، وتمكن الأوكرانيون من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بجعل آلة الدعاية الروسية، التي طالما تعتمد عليها موسكو، تبدو غير متوازنة.

ولكن السؤال الذي يجدر طرحه- حسب سي إن إن- هو ما إذا كان الرد الغربي والأمريكي جاء متأخرًا للغاية بالنسبة لأوكرانيا. أظهرت صور الأقمار الصناعية، قافلة روسية يبلغ طولها ثلاثة أميال على الطريق المؤدي لكييف، الأحد، ما أثار الرعب من هجوم محتمل على العاصمة كييف من شأنه تهديد المدنيين بأن يكونوا أمام خط إطلاق النار ما يؤدي إلى زيادة عدد القتلى المدنيين، بعد أن وصل حسب السلطات إلى ٣٥٢ شخص، حتى أمس الأحد.

يقول قادة الغرب إن العقوبات ستستغرق بعض الوقت لإلحاق الضرر ببوتين والأوليغارشية الثرية الذين يدعمونه والشعب الروسي، غير أن أوكرانيا لم يعد أمامها إلا أيام، وليس أسابيع، كدولة مستقلة.

نجاة الرئيس الأوكراني لها أهمية كبيرة بالنسبة لبقية العالم، قالت (سي إن إن) إن الضغط الكبير الذي واجهته القوات الروسية يكشف عن الصعوبة التي قد تواجهها روسيا لإخضاع دولة بحجم فرنسا للاحتلال.

ورغم أن زيلينسكي وغيره من الأوكرانيين يعلمون أنهم يلعبون في الوقت الضائع، يبدو أن بوتين – حسب سي إن إن- وجد نفسه في مأزق لدرجة تدعو إلى إنهاء الصراع بحسم وبسرعة.

وربما يتحول زيلينسكي إلى هدفًا أكثر قيمة لروسيا بعد نجاحه الاستثنائي وتمكنه من حشد الأصوات في الداخل والخارج ضد موسكو.

وقد تعتقد روسيا أنها إذا أسرته أو قتلته ستتمكن من تدمير الروح المعنوية والمقاومة الأوكرانية، ولكن ما حدث خلال الأيام الماضية- حسب سي إن إن- يشكك في هذا الاقتراح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان