جريمة اغتصاب حديثة تقود إلى القبض على رجل بريطاني اغتصب امرأة قبل ست سنوات
لندن- (بي بي سي):
قضت محكمة بريطانية بالسجن مدى الحياة على رجل اغتصب امرأة بعد أن حملها إلى مكان منعزل قبل أن يهاجمها ويخبرها أنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة (أيدز).
وكانت الضحية، 24 سنة، تبحث عن سيارة أجرة، سيرا على الأقدام، وسط مدينة ليدز البريطانية عندما استهدفها أوستن أوساياندي في أغسطس 2015.
ونشرت الشرطة الفيديو الذي سجلته كاميرات المراقبة للهجوم، لكنها لم تتمكن من الإمساك بالجاني سوى العام الماضي عندما اعتدى على امرأة أخرى.
وأدانت محكمة ليدز، أوساياندي، 40 سنة، الذي يسكن في شارع سيسونز في ليدز، بتهمتي الاعتداء الجنسي والاغتصاب، وقضت عليه بالسجن مدى الحياة ولمدة أدناها 16 عاما.
ووصف القاضي، أوساياندي، أثناء النطق بالحكم عليه، بأنه "عنيف جنسيا وخطر على النساء".
وقالت الضحية، متحدثة مباشرة إلى الجاني في المحكمة، إنها عانت من "الإفراط في الشراب، وإيذاء النفس، ومحاولات انتحار" عقب الحادث.
وأضافت أن ما قاله لها بعد الاغتصاب عندما "ضحك وقال إنه مصاب بالأيدز، كان مروعا عقليا وجسديا".
وتابعت: "لقد تعرضت لألم مبرح على مدار تلك السنوات، ولن أتمكن أبدا من تجاوز التعذيب الذي مارسته ضدي. ومهما كان العلاج الذي أخضع له، فلن يتمكن من محو ذلك من ذاكرتي".
وقالت، مخاطبة أوساياندي: "لقد خرجتَ تلك اللية ولديك نوايا لتدمر حياة أحدهم، وكانت تلك حياتي".
وقالت الضحية للقاضي، أثناء تذكرها ما حدث ليلة تعرضها للاعتداء الجنسي، إنها تتذكر أن كل ما كانت تريده وقتها هو أن "تخلد إلى النوم" عندما اقترب منها أوساياندي أثناء سيرها بحثا عن سيارة أجرة في شارع كيركغايت في الساعات الأولى من صباح يوم 14 أغسطس 2015.
واستكملت أقوالها أمام المحكمة مؤكدة أن الجاني حملها بين ذراعيه إلى مدخل منعزل بالقرب من شارع مارك لاين حيث وضعها و"قيدها" ثم اغتصبها، وفقا لما جاء في أوراق القضية.
وروت أنها كانت تصرخ من أجل أن يفلتها، لكنه قال لها إن "الأمر لن يستغرق وقت طويلا".
وذكرت المحكمة أنه تركها بعد ذلك "وضحك ثم أخبرها أنه مصاب بالأيدز.
وحصلت جهات التحقيق على الحمض النووي الخاص بالجاني، من الضحية بعد الحادثة، لكن قضية الاغتصاب ظلت مفتوحة دون التعرف على المغتصب حتى اعتدى جنسيا على امرأة أخرى في منزلها العام الماضي.
وفي ذلك الوقت، كان أوساياندي يعمل سائق توصيل لدى شركة هيرمس، وتعرف على ضحيته الجديدة من خلال الطلبات التي أوصلها إلى منزلها.
وقالت المحكمة إنه في يوم الاعتداء الجنسي على المرأة الثانية، العاشر من سبتمبر 2021، سلم الجاني طردا بريديا للضحية وأخبرها أنه سوف "يعود في وقت لاحق لتناول القهوة معها".
"محطمة عاطفيا"
بالفعل عاد الجاني في ذلك اليوم، وتجاذب أطراف الحديث مع الضحية قبل أن يعتدي عليها جنسيا، وفقا لأوراق القضية.
وقالت ممثلة الإدعاء، كريستين إيغرتون، إن الضحية حاولت دفعه بعيدا عنها، "لكنه كان أكبر منها حجما، ولم يكن ذلك ممكنا".
وفي ذلك الوقت، ربطت الشرطة بين الجاني في هذه الواقعة وحادث الاغتصاب الذي وقع في 2015، وهو أوساياندي.
وقالت ضحية ذلك الحادث إنها "تحطمت عاطفيا" جراء تلك المحنة.
وأضافت: "لست متأكدة مما إذا كنت سأستطيع أن أتصل بأي أحد عاطفيا أو جسديا ثانية، والأسوأ هو أنني أصبحت أكره نفسي بسبب هذا الاختيار الأحمق".
وفي محاولة للتخفيف من حدة الموقف، قال روبرت موشري، محامي الجاني: "أوساياندي يرغب في الإعراب عن بالغ ندمه على ارتكاب الاعتدائين".
وأضاف: "لا يوجد تفسير لما فعله (أوساياندي)، لكنه معترف بأن ما فعله خطأ كبير جدا".
وأثناء الحكم عليه، قال القاضي غاي كيرل: "أنت خطر على النساء، سواء من تعرفهن أو الغريبات عنك عندما تنفرد بهن وتفرض نفسك عليهن".
وأضاف: "استمر هذا الخطر لست سنوات على الأقل، ولا يوجد سبب لنتوقع أنه لن يستمر".
وقال القاضي إن أوساياندي سوف يقضي تسع سنوات وستة أشهر على الأقل في السجن قبل أن يصبح مؤهلا للإفراج المشروط، وسوف يظل الإفراج عنه مشروطا مدى الحياة.
وقال مساعد رئيس الشرطة، بات تويغز، إن أوساياندي "تجسيد مطلق للمعتدي الجنسي الخطير".
وأضاف أن "أفعاله المروعة" تسببت في صدمة لضحاياه، مرجحا أن هناك المزيد منهن، وقد حثهن على المسارعة إلى إبلاغ الشرطة.
فيديو قد يعجبك: