رغم سحب جزء من القوات.. كيف يؤجج البرلمان الروسي الأزمة الأوكرانية؟
كتب- محمد صفوت:
تلوح في الأفق مؤشرات على خفض التصعيد بين الغرب ورسيا، إذ أعلنت موسكو عودة جزء من القوات المنتشرة قرب الحدود الأوكرانية، في وقت يخشى الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة من عملية عسكرية روسية وشيكة. فيما أعلنت أوكرانيا أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين تمكنت من تفادي تصعيد روسي للأزمة.
لقى إعلان وزارة الدفاع الروسية، إعادة جزء من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود الأوكرانية والتي تقدر بنحو 110 ألف جندي روسي، ترحيًا حذرًا من دول أوروبية، وتشكيكًا من أخرى.
رغم إعلان أوكرانيا، أن الجهود الدبلوماسية تمكنت من تفادي التصعيد بشأن الأزمة الحالية، مع اقتراب موعد الهجوم المحتمل الذي أعلنته واشنطن، شككت كييف على لسان وزير خارجيتها دميترو كوليبا، من إعلان روسيا عودة بعض القوات بعدما أجرت تدريبًا قرب الحدود.
وكتب كوليبا في تغريدة على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر": روسيا الاتحادية تصدر بيانات متنوعة بشكل ثابت"، مضيفا "عندما نرى الانسحاب، سنصدق وقتئذ خفض التصعيد".
نشاط عسكري رغم إعادة قوات
مع الإعلان عن عودة بعض القوات الروسية إلى مواقعها الأساسية، أعلنت شركة "ماكسار" الأمريكية لتكنولوجيا الفضاء، وجود نشاط عسكري روسي في عدة مواقع قرب الحدود الأوكرانية.
وعلى مدار أسابيع، رصد الشركة الأمريكية، عبر الأقمار الصناعية صورًا للحشود العسكرية الروسية والتحركات على الأرض وتنقل القوات والعتاد من موقع لأخر، وذكرت الشركة اليوم الثلاثاء، أنها رصدت نشاطًا جديدًا لتحركات روسية في بيلاروسيا حليفة موسكو، وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وأوضحت الشركة الأمريكية، أن النشاط الجديد الذي رصدته يظهر عمليات انتشار كبيرة لقوات وطائرات هليكوبتر هجومية، وطائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات هجوم أرضي في مواقع أمامية.
وتعليقًا على إعلان روسيا بدء إعادة قواتها، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن موسكو ترسل "إشارات متضاربة" بشأن ما إذا كانت لا تزال تسعى لغزو أوكرانيا، موضحًا أن المعلومات الاستخباراتية التي نراها اليوم لا تزال غير مشجعة"، وقال للصحفيين عقب اجتماع للجنة الطوارئ الأمني الحكومية "كوبرا": "لدينا مشافٍ ميدانية روسية يجري تشييدها قرب الحدود مع أوكرانيا في بيلاروسيا"، وفسر ذلك بالتحضير لغزو وشيك.
الدوما يشعل فتيل آخر للأزمة
في خضم الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا، طالب البرلمان الروسي "الدوما" الرئيس فلاديمير بوتين، الثلاثاء، بالاعتراف بأن الجمهوريتين الانفصاليتين الواقعتين في شرق أوكرانيا، لوهانسك ودونيتسك، "جمهوريتان شعبيتان مستقلتان".
ومن شأن تلك الخطوة تصعيد التوترات بين البلدين بصورة كبيرة في وقت يخشى فيه العالم بسبب مخاوف من أن تغزو روسيا جارتها أوكرانيا. وفي حال وافق بوتين على القرار، فمن الضروري أن يتم منح اعتراف دبلوماسي بالمنطقتين اللتين يقاتل فيهما انفصاليون تدعمهم روسيا، قوات الحكومة الأوكرانية منذ عام 2014.
ردت أوكرانيا، على طلب الدوما من بوتين، قائلة إن اعتراف موسكو جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، سيعد انسحابًا فعليًا وقانونيًا لروسيا من اتفاقيات مينسك "بكل ما يترتب على ذلك من عواقب".
ما هي أزمة دونيتسك ولوغانسك؟
في 12 مايو من عام 2014، أعلنت دونيتسك ولوغانسك، استقلالهما بعدما صوت معظم سكان مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا، وذلك عقب احتجاجات أطاحت بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش المنحدر من دونيتسك.
رفض وقتها سكان المنطقتين إزاحة الرئيس يانوكوفيتش، كما رفضوا الاعتراف بالحكومة الجديدة في أوكرانيا، واندلعت مظاهرات وأعمال عنف في المنطقتين، للمطالبة بإنشاء نظام فيدرالي في البلاد، خاصة أن غالبية سكانهما ناطقين باللغة الروسية.
واستمرت المعارك بين السلطات الأوكرانية، وسكان المنطقتين الموالين إلى موسكو، وخلفت المعارك وفقًا للأمم المتحدة أكثر من 40 ألف قتيل وجريح، وفي 2015، بوساطة روسية ألمانية فرنسية، تم إجراء تسوية ما عرفت باتفاقيات مينسك. ولا تعترف أي دولة باستقلال دونيتسك ولوغانسك حتى اليوم.
فيديو قد يعجبك: