تركيا وإسرائيل وإيران في الواجهة.. من أين تحصل روسيا على طائرات مسيّرة؟

(دويتشه فيله)

يعتقد أن روسيا استخدمت مؤخرا ولأول مرة طائرات كاميكازي المسيّرة الإيرانية الصنع في ضرب أهداف قرب كييف. لكن إيران تنفي تسليم روسيا طائرات مسيرة. فمن أين تحصل موسكو على الطائرات المسيرة؟ وهل تستخدم طائرات إسرائيلية الصنع؟

تستخدم روسيا في حربها ضد أوكرانيا طائرات مسيرة أيضا، يعتقد أنها مستوردة من الخارج. وتصل سرعة هذه الطائرات إلى حوالي 200 كيلومتر في الساعة وصوتها عالي جدا، بحيث يمكن مشاهدتها عن بعد قبل أن تقوم بمهاجمة الهدف.

هل مسيّرات كاميكازي إيرانية الصنع؟

أي أضرار يمكن أن تسببها الطائرات المسيرة، تظهرها الهجمات الروسية مؤخرا على أهداف قرب العاصمة الأوكرانية كييف. وحسب تصريحات رسمية أوكرانية، فإن الجيش الروسي استخدم لأول مرة مسيرات كاميكازي لضرب أهداف قرب كييف. ففي ليلة الأربعاء 5 أكتوبر من عام 2020 نفذت ستة هجمات وانفجارات، حسب ما نشره حاكم منطقة كييف أوليكسي كوليبا على حسابه في موقع انستغرام. وقد شاركت في الهجمات 12 طائرة إيرانية مسيرة أتت من جهة الجنوب، لتدمير البنية التحتية.

وبحسب موقع "Military Factory" فإن مسيرات كاميكازي مزودة برؤوس حربية. ويعتقد أن الجيش الأوكراني قد أسقط في أواسط سبتمبر الماضي، أول مسيرة روسية إيرانية الصنع.

ومنذ ذلك الحين تم كشف العديد من هذه المسيرات في جنوب أوكرانيا، حسب ما صرحت به الناطقة باسم الجيش الأوكراني، ناتاليا هومينيوك، لوكالة فرانس برس نهاية سبتمبر، وقد تم إسقاط نصفها. وخاصة أوديسا يتكرر قصفها بطائرات مسيرة ويقتل مدنيون خلال تلك الهجمات.

وقد تم الحديث قبل أشهر عن تزويد إيران لروسيا بطائرات مسيرة. فقد أشارت الحكومة الأمريكية نهاية شهر أغسطس استنادا إلى تقارير استخباراتية، إلى أن روسيا تريد شراء طائرات مسيرة من إيران، لأن موسكو لا تستطيع انتاج مسيرات بسبب العقوبات المفروضة عليها، حيث اصبح من الصعب جدا حصولها على مكونات وقطع تبديل للطائرات المسيرة.

وحسب وكالة فرانس برس، حصلت روسيا من إيران على طائرات مسيرة من طراز مهاجر-6، التي يمكن أن تحمل 40 كيلوغراما وتصل سرعتها في الجو إلى 200 كيلومتر في الساعة. كما حصلت على مسيرات شاهد-136، وهي نسخة مصغرة من كاميكازي وتستطيع الطيران لمسافة 2500 كيلومتر. لكن إيران نفت ذلك رسميا.

ما مدى خطورة المسيرات؟

ورغم استخدامها وتنفيذ هجمات قاتلة بواسطتها، تبقى فعالية المسيرات محدودة. وصرح المحلل العسكري البريطاني، جريمي بيني، لفرانس برس بأن معدلات الفشل مرتفعة لأن الأنظمة ليست عالية الجودة بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، القوة التفجيرية لها "منخفضة نسبيا". ولذلك فإنه يعتقد أنالطائرات المسيرة ليس لها تأثير كبير على مسار الحرب.

ولكن من ناحية أخرى، يصعب على شاشات الرادار كشفها، حسب ما نقلته صحيفة مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن جندية أوكرانية، فقدت وحدتها دبابتين مع كامل الطاقم، خلال هجوم لطائرة مسيرة قرب خيرسون. كما أن هذه المسيرات تشكل "ضغطا نفسيا" كبيرا على المدنيين.

مسيرات تركية تصنع في أوكرانيا؟

كذلك أبدت روسيا في الصيف الماضي اهتمامها بشراء طائرات مسيرة من تركيا أيضا، ولكن الشركة المصنعة لمسيرات بيرقدار التركية، رفضت بيع روسيا طائراتها.

وصرح مدير الشركة هالوك بيرقدار لـ بي بي سي "بغض النظر عن مقدار المال الذي يقدموه لنا، ليس من الوارد تزويدهم بطائرات مسيرة. في الوقت الحالي نحن ندعم الجانب الأوكراني تماما".

وتستخدم الآن أوكرانيا مسيرات بيرقدار-TB2 بنجاح، وهي مرغوبة جدا هناك بعدما ساهمت في تدمير عدة أنظمة مدفعية ومدرعات روسية.

ونقلت وكالات أنباء عن الرئيس الأوكراني بعد اجتماع مع مدير شركة بيكار التركية للصناعات العسكرية، والتي تنتج مسيرات بيرقدار TB2، أن الشركة تخطط لافتتاح مصنع لها في أوكرانيا.

ويبلغ طول مسيرة بيرقدار TB2 6,5 متر وطول أجنحتها 12 مترا، ويمكنها التحليق لأكثر من 24 ساعة وتصل سرعتها القصوى إلى 220 كيلومترا في الساعة. ويشير الخبراء إلى أنها أرخص من المسيرات الغربية المنافسة.

طائرات مسيرة إسرائيلية الصنع؟

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا كانت هناك تكهنات حول مشاركة إسرائيل فيها، حيث انتشرت أواسط مارس الماضي وحسب صحيفة "The Timmes if Israel" صور في الإنترنت يزعم أنها بقايا طائرة مسيرة روسية تم إسقاطها في أوكرانيا، ويعتقد أنها تعود لطائرة إسرائيلية الصنع.

وتظهر الصور، التي لم يتم التحقق من صحتها، بقايا طائرة مسيرة من طراز Forpost، بما في ذلك لوحة تحمل اسم شركة Israel Aerospace Industries (IAI)، وهي شركة إسرائيلية لصناعة الطائرات والصواريخ. وتجدر الإشارة إلى أن Forpost هي طائرة استطلاع بدون طيار تصنعها روسيا، وهي نسخة مرخصة من الشركة الإسرائيلية IAI، التي باعت الترخيص لروسيا قبل عدة سنوات.