لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كنت عالقًا أشاهد الناس يموتون".. شاهد عيان يروي لحظات الرعب في تدافع سيول

08:37 م الأحد 30 أكتوبر 2022

حادث التدافع في كوريا الجنوبية

سيول - (بي بي سي)

بدأ الناجون من تدافع حفل الهالوين في سيول بكوريا الجنوبية يتحدثون عن شهاداتهم عن الكارثة وهم يرون الناس يختنقون ويموتون بينما كانت صوت الموسيقى يدوي صاخبا في جنح الليل.

فقد توفي 415 شخصا عندما تدافعت حشود غفيرة في حي إيتاوان، جنوبي العاصمة.

ويقول نهيل أحمد في حديث لبي بي سي: "بدأ الناس يدفعون من الخلف. كانوا مثل الموج، لا حلية لك معهم".

"لم أخلد إلى النوم بالأمس، ما زلت أرى الناس يموتون أمام عيني".

وتحدث الرجل البالغ من العمر 32 عاما، الأحد مساء إلى بي بي سي، قائلا إنه علق في التدافع، ولم يكن بمقدور أحد أن ينقذ نفسه أو ينقذ الآخرين.

وانتشرت مقاطع فيديو مؤثرة من الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشر أحمد نفسه مقاطع عن اللحظات القاسية التي مر بها على موقع إنستغرام.

وتظهر صور الفيديو جموعا غفيرة من الناس، أغلبهم شباب في العشرينات من العمر، محصورين في ممر انحداري ضيق لا يكاد أي منهم التحرك من الضيق. ثم بدأ التدافع عليهم من كل جهة، فوقع بعضهم على الأرض، بينما لم يستطع آخرون التنفس.

ويعد إتاوان واحدا من أشهر الأحياء في العاصمة سيول لمحبي الحفلات الساهرة، إذ يتردد على المكان محليون وأجانب كل نهاية أسبوع. ولكن أعداد المرتادين تتزايد كثيرا في احتفالات هالوين. وكانت المنطقة احتضنت هذا العام أول احتفالات هالوين دون كمامات، منذ انتشار جائحة كورونا.

ويعتقد أن 100 ألف شخص جاءوا السبت للاحتفال. ولأول مرة منذ جائحة كورونا لم يكن عدد الحضور مقيدا، ولم يكن الناس مجبرين على ارتداء الكمامة في الخارج.

ولكن وزير الداخلية، لي سانغ مين، قال إن المسؤولين لم يكونوا يتوقعون كل هذه الحشود الهائلة في أزقة إيتاوان الضيقة.

"كنا نتوقع حضورا لا يتجاوز أعداد العام الماضي. وعليه فإننا نشرنا عددا من أعوان الأمن يتناسب مع حجم الحضور في السنة الماضية".

وقال في مؤتمر صحفي: إن العديد من أفراد الأمن انتشروا في مناطق أخرى من العاصمة يوم السبت ليلا.

"لست متأكدا من عدد أفراد الأمن الذين نشروا في إيتاوان، ولكن عددا كبيرا منهم كانوا في غوانغوامون، حيث كنا نتوقع حضور حشود كبيرة للمشاركة في احتجاجات".

وأصيب 82 شخصا على الأقل بجروح في الكارثة. وقال الوزير إن بعض الضحايا لا يزالون مجهولي الهوية لأنهم أقل من 17 عاما ولم تكن معهم وثائق هوية.

وأمر الرئيس يون سوك يول بتحقيق في أسباب الحادث وأعلن الحداد الوطني.

وقال أحمد، وهو موظف في مجال الإعلام الآلي من الهند، يقيم في سيول، إنه اعتاد على حضور احتفالات هالوين في ذلك المكان في السنوات الخمس الماضية.

ويذكر أن عدد أفراد الشرطة كان أكبر العام الماضي. ولكن عدد الحشود هذا العام كان منقطع النظير، ولم تكن الشرطة قادرة "على التحكم فيها".

وكان أحمد مع عدد من الأصدقاء، ولا يذكر لماذا أراد دخول تلك الأزقة الضيقة، إلا لأنها مشهورة بأزياء هالوين. ولكن بمجرد انسداد الممرات تيقن بأنهم وقعوا في مشكلة كبيرة.

"فحتى إذا تسمرت في مكانك، فإن أحدا سيدفعك من الأمام وآخر يدفعك من الخلف. وقع الأمر أكثر من مرة، فعرفت أن شيئا ما وقع، وخشيت أن يحدث لي مكروه".

وقال إنه سقط أرضا لكنه تمكن من الوصول إلى أدراج في جانب الزقاق: امرأة كانت ترتدي أجنحة ملاك أخذت بيدي، وتمكنت من الصعود على الأدراج".

"كان الناس يختنقون، ويصرخون، ويدعسون ويسقطون أرضا، لأن عدد الحشود مهول".

"بقيت على الدرج أشاهد ما يجري، لم نكن نعرف ماذا نفعل، ولم يكن بمقدورنا شيء نفعله".

وقال إنه شعر بالعجز، لأنه كان يشاهد الناس يلفظون أنفاسهم الأخيرة. كان قلقا على أصدقائه، وحاول مناداتهم ولكنهم لم يردوا عليه. وتبين له بعد ساعات أنهم تمكنوا من النجاة بأنفسهم.

ولم يكن أحد على وعي بحجم ما حدث إلا بعدما تفرقت الحشود وحضرت سيارات الإسعاف. "بدأوا في سحب الجثث. أحدهم صديقه توفي، لكنه استمر في محاولة إسعافه بالإنعاش الرؤي مدة 30 دقيقة".

"حاول صديق آخر إيقافه، ولكنه لم يتوقف. وإلى جانبهم كان آخرون يضعون مساحيق التجميل كأن شيئا لم يحدث".

وبدأ حجم الكارثة يتكشف تدريجيا. فكانت سيارات الإسعاف مكتظة بالجرحى، الذين توجب نقلهم إلى المستشفيات، وتركت جثث الذين فارقوا الحياة منذ ساعة.

وكانت الجثث بأزياء هالوين مرصوفة ليلا في أغطية زرقاء. ونقل بعضها في سيارات الإسعاف. وشرع المارة في محاولات الإسعاف بالإنعاش الرؤي، رفقة فرق الإنقاذ التي أرسلت من مختلف مناطق البلاد.

وحضرت العائلات والأقارب صباح الأحد إلى مكان الحادث للبحث عن أقاربهم. ولكن الجثث كانت نقلت من الشارع إلى إحدى القاعات الرياضية من أجل عرضها على العائلات للتعرف عليها.

إحدى النساء كانت تبحث عن ابنها البالغ من العمر 22 لم تستطع الكلام من شدة التأثر. قالت إنه ذهب للعمل في أحد الملاهي الليلية في إيتاوان ولم تسمع منه شيئا من حينها.

ولابد أن المسؤولين الكوريين سيراجعون إجراءات السلامة وفي التعامل مع الحشود، ولكن البلاد اليوم في حداد حزنا على فقدان عدد كبير من شبابها.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان