روسيا وأوكرانيا: هل يمكن أن تؤثر الانتخابات النصفية الأمريكية على الحرب؟
(بي بي سي):
يضيف تحذير كبار الجمهوريين بأنهم قد يخفضون المساعدات لأوكرانيا، إذا فازوا بالأغلبية في الكونغرس، عنصرا قابلا لإشعال الانتخابات. لكن هل سيتغير أي شيء حقا؟
نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مقطع فيديو على الإنترنت، تم إعداده على أنغام فرقة ميتاليكا الأمريكية، يُظهر الخط الناري لصاروخ أمريكي الصنع يتم إطلاقه إلى أعلى، متبوعا بكرة نارية تضيء السماء في الليل عندما تصيب هدفها.
السلاح، المعروف باسم نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة، أو "هيمارس"، هو واحد من 18 سلاحا أعطتها الولايات المتحدة حتى الآن لأوكرانيا. إنها جزء من حزمة مساعدات ضخمة تبلغ 52 مليار دولار، وهو ضعف ما يقدم لجميع البلدان الأخرى.
يقول الخبراء العسكريون والحكومة الأوكرانية إن هذا الدعم كان حيويا لمهمتهم.
وقال مارك كانسيان، العقيد السابق في البحرية الأمريكية وخبير الدفاع في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "كان من الممكن اجتياح الأوكرانيين لولاها".
لكن خط الدعم هذا قد يصبح موضع شك. وشكّك بعض المشرعين الجمهوريين في ميزاته، بينما يكافح الأمريكيون مع ارتفاع الفواتير.
ماذا قال الجمهوريون عن المساعدة لأوكرانيا؟
في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين أول، اقترح زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي، أهم جمهوري في مجلس النواب، أن الكونغرس اذا سيطر عليه الجمهوريون سيكون غير راغب بكتابة "شيك على بياض" لأوكرانيا.
في الوقت الحالي، يفضل حزبه السيطرة على مجلس النواب، المجلس الأدنى في الكونغرس الذي يتخذ جميع قرارات الإنفاق، وفقا للدستور الأمريكي.
وقال للصحفيين "أعتقد أن الناس سيواجهون ركودا اقتصاديا، ولن يكتبوا شيكا على بياض لأوكرانيا".
وعبّر جمهوريون آخرون عن شكوك مماثلة. في مايو/أيار، على سبيل المثال، قال السناتور عن ولاية ميسوري جوش هاولي إن المساعدات الأوكرانيا "ليست في مصلحة أمريكا" و"تسمح لأوروبا باستغلالها".
يبدو أن التعليقات سلطت الضوء على الانقسامات داخل الحزب، حيث أدان نائب الرئيس السابق مايك بنس بشدة "المدافعين" عن بوتين وأعضاء حزبه الذي "من شأنه أن يجعلنا ننعزل عن العالم الأوسع".
وبالمثل، دعا الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل البيت الأبيض إلى زيادة المساعدة لأوكرانيا، قائلا إن الولايات المتحدة بحاجة إلى "بذل المزيد من الجهد لتزويد أوكرانيا بالأدوات التي تحتاجها لإحباط العدوان الروسي".
والجدير بالذكر أن 57 في مجلس النواب و11 في مجلس الشيوخ من الجمهوريين هم من صوتوا فقط ضد حزمة مساعدات بقيمة 40 مليون دولار لأوكرانيا في الربيع.
هل ستسحب الولايات المتحدة بالفعل مساعداتها؟
ثمة قلق متزايد في أوروبا بشأن ما قد يحدث. قال توبياس إلوود، النائب البريطاني البارز الذي يرأس لجنة الدفاع في مجلس العموم، لصحيفة واشنطن بوست "إذا انسحبت الولايات المتحدة، فقد ينتزع بوتين النصر من بين فكي الهزيمة".
لكن المسؤولين الأوكرانيين والمراقبين المقيمين في الولايات المتحدة يقولون إنه من غير المرجح أن يتم خفض المساعدات بشكل كبير على المدى القصير، بغض النظر عن نتيجة انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في حديثه إلى بي بي سي في كييف، إن اجتماعاته السابقة مع المشرعين الأمريكيين، والتي تضمنت الديمقراطيين والجمهوريين، جعلته واثقا.
وأضاف "تلقيت الكثير من الإشارات بأنه لا يهم من سيقود الدفة .. سيستمر دعم الحزبين لأوكرانيا.. أنا أؤمن بذلك".
وقال جون هيربست، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في كييف بين عامي 2003 و2006، إن مكارثي قد يكون مذنبا باتخاذ مواقف سياسية لصالح حزبه.
وقال لبي بي سي "لا ريب أنه هناك شك بشأن مساعدة أوكرانيا من فريق ترامب الشعبوي في الحزب، وحتى بعض العداء لأوكرانيا، وبعض الاحترام المتخلف لديهم لروسيا بوتين".
وأضاف أن هناك فرصة معقولة أن يكون الجناح الشعبوي للحزب أقوى في الكونغرس بعد الانتخابات، لكن السؤال المفتوح هو ما إذا كان هذا الضغط سيؤدي إلى خفض التمويل.
ورد الديموقراطيون على تعليقات مكارثي بإعادة تأكيد دعمهم، لكن مجموعة من الديمقراطيين اليساريين سحبت خطابا، دعا إلى تسوية تفاوضية للحرب في أوكرانيا، بعد اتهامات بأنهم يضعفون الرئيس جو بايدن.
كيف يشعر الجمهور الأمريكي تجاه الحرب في أوكرانيا؟
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الدعم ما زال مرتفعا، لكن هناك مؤشرات على أنه تراجع مع استمرار الحرب.
في الشهر الماضي، قال 20٪ من الأمريكيين إن الولايات المتحدة تقدّم الكثير من المساعدة لأوكرانيا، وفقا لمؤسسة "بيو ريسيرش"، والتي ارتفعت من 12٪ في مايو/أيار و7٪ في مارس/آذار.
لكن لا يزال هناك جزء كبير من الأمريكيين يؤيدون استمرار المساعدة، 73٪ في وقت سابق من هذا الشهر، وفقا لاستطلاع رويترز/إبسوس.
فيديو قد يعجبك: