زيلينسكي يستقبل نظيره الألماني في كييف

كييف - (د ب أ)

استقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في العاصمة الأوكرانية كييف اليوم الثلاثاء.

ودعا الرئيسان إلى سرعة تكوين شراكات ثنائية بين البلدين لمساعدة البلديات الأوكرانية في اجتياز الشتاء.

يأتي هذا اللقاء بعد نشوب خلاف دبلوماسي دب بين الرئيسين في الربيع الماضي.

ووجه زيلينسكي الشكر إلى ألمانيا على دعم بلاده التي تتعرض لهجوم روسي مشيرا إلى أن ألمانيا تسهم بذلك في إحلال السلام في أوكرانيا " وهذا أمر عظيم ومهم تاريخيا".

من جانبه، قال شتاينماير عند وصوله: "رسالتي إلى الأوكرانيين: نحن لا نقف إلى جانبكم وحسب بل إننا سنواصل دعم أوكرانيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا أيضا".

يذكر أن شتاينماير وصل إلى كييف على متن قطار ودون إعلان رسمي على غرار ما حدث مع ضيوف دوليين آخرين.

وخلال موعد في مدينة كوريوكيفا القريبة من الحدود مع بيلاروس، مر شتاينماير بنفس ما يمر به ملايين الأوكرانيين حاليا حيث اضطر إلى الذهاب إلى المخبأ بعد دوي صافرات الإنذار من غارة جوية، وهناك سمع شتاينماير من عمدة المنطقة راتان اشميدوف وسكان المدينة الصغيرة ما مروا به خلال ثمانية شهور من الحرب.

وأضاف شتاينماير أن "هذا قربنا على نحو مؤثر من طبيعة الظروف التي يعيش الناس هنا في ظلها". وقال الرئيس الألماني عن دوي صافرات الإنذار إنه موقف لا يمكن استبعاده خلال الزيارة لافتا إلى أنه يتعين على الناس أن يتعايشوا مع مثل هذا الأمر كل يوم.

وقال شتاينماير وزيلينسكي إنهما يعتزمان تولي رعاية مشروع ألماني أوكراني للشراكة بين المدن، وأوضحا في بيان أن "شراكات البلديات تقدم أساسا للتضامن الحي في ظل الحرب، وهي تضع الأساس لمستقبل مشترك، وهي ترسل إشارة واضحة إلى موسكو مفادها: حربكم لن تقسمنا بل إنها ستقربنا من بعض كألمان وأوكرانيين وكأوروبيين".

يذكر أن هناك حاليا أكثر من 100 شراكة بين المدن الألمانية والأوكرانية يجري مراعاتها بدرجات متفاوتة، وتم عقد 34 شراكة من جديد بعد وقوع الحرب الروسية على أوكرانيا.

وكانت روسيا شنت في الأيام الأخيرة بشكل متكرر هجمات على البنية التحتية لأوكرانيا باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة ما أضر بإمدادات الكهرباء والتدفئة. كما هوجمت العاصمة كييف أيضا. وأطلع عمدة المدينة فيتالي كليتشكو الرئيس الألماني على مبنى سكني مدمر.

تجدر الإشارة إلى أن هذه هي ثالث محاولة من شتاينماير لزيارة أوكرانيا، وكان قد ألغى زيارة مزمعة في الأسبوع الماضي لأسباب أمنية، وكان قد اضطر إلى إلغاء زيارة لأوكرانيا في أبريل الماضي برفقة نظرائه البولندي واللاتفي والليتواني والإستوني في الدقائق الأخيرة بعد أن أوعزت كييف آنذاك بأنه غير مرحب به لأن أوكرانيا تدينه بانتهاج سياسة موالية لروسيا إبان توليه منصب وزير الخارجية الألماني وبأنه تجاهل تحذيرات من دول في شرق أوروبا من اعتماد ألمانيا على توريدات الطاقة الروسية.

وكانت برلين اعتبرت رفض قدوم شتاينماير آنذاك بأنه إهانة دبلوماسية وسياسية غير مسبوقة، ولم يهدأ الموقف إلا بعد اتصال هاتفي جرى بين الرئيسين مطلع مايو الماضي.