أوكرانيا تعلن انتصارات جديدة رغم القصف الروسي المتواصل
كييف- (أ ف ب):
أعلنت أوكرانيا الأربعاء استعادة عدّة بلدات من روسيا في جنوب البلاد، ورحّبت بوصول نظام دفاعي جوي جديد، متوقّعة "حقبة جديدة" بعد يومين على القصف المكثّف.
وجاء ذلك فيما قُتل سبعة أشخاص وجرح ثمانية آخرون في قصف روسي طال سوقاً في مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا قرب خطوط الجبهة، حسبما أعلن حاكم المنطقة.
وأكد حاكم دونيتسك بافلو كيريلنكو "مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح ثمانية نتيجة القصف صباحاً على أفدييفكا". وقال "ضرب الروس السوق المركزي حيث كان يتواجد آنذاك العديد من الأشخاص".
وشهدت البلاد قبل أيام وابلاً من الصواريخ وتحليقا للطائرات المسيرة التي استهدفت بشكل خاص البنية التحتية للطاقة المدنية، في ضربات اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها ردّ انتقامي على الهجوم التفجيري الذي دمّر جسر القرم، والذي وصفته موسكو بـ"الإرهابي" ونسبته إلى كييف.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا الأربعاء توقيف ثمانية أشخاص مشتبه في مشاركتهم في هذا الهجوم، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها أحبطت هجومين على الأراضي الروسية حرّضت عليهما أجهزة خاصة أوكرانية.
ووعد فلاديمير بوتين بردّ "قاسٍ" على أي هجمات أخرى على روسيا وما تعتبره أراضيها وبنيتها التحتية، في ظلّ ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم في العام 2014 ثم أربع مناطق أوكرانية أخرى في سبتمبر.
لم تؤكد كييف أو تنفي تورّطها في الانفجار الذي وقع على الجسر الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم، لكن أوكرانيا لطالما أكدت نيتها استعادة شبه الجزيرة وجميع الأراضي التي احتلّتها روسيا منذ الغزو الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.
- "خطأ في تقديرات" بوتين -
في هذه الأثناء، استعادت أوكرانيا خمس بلدات في منطقة خيرسون التي تعدّ إحدى المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها، حسبما أفادت الرئاسة الأوكرانية الأربعاء، في آخر انتكاسة للجيش الروسي الذي يتراجع في هذه المنطقة وفي الشمال الشرقي وفي الشرق منذ بداية سبتمبر.
وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان "حرّرت القوات الأوكرانية خمس بلدات أخرى في مقاطعة بيريسلاف الواقعة في منطقة خيرسون: نوفوفاسيليفكا، نوفوغريغوريفكا، نوفا كاميانكا، تريفونيفكا، شيرفوني".
لكنّها أشارت إلى أنّ المدفعية الروسية تقاوم.
وأضافت "يتواصل قصف مواقع وحداتنا لردع الهجوم المضاد على طول خط التماس".
وأنزلت أوكرانيا هزائم عدّة بالقوات الروسية منذ سبتمبر، الأمر الذي دفع الرئيس الروسي إلى إصدار أوامر بتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط لمحاولة عكس هذا الاتجاه.
واعتُبر الانفجار الذي دمّر جزءاً من جسر القرم بمثابة إذلال لبوتين، الذي أراد تقديمه على أنه رمز للقوة الروسية. كما أنّ هذا الجسر يعدّ ضرورياً لإمداد القوات الروسية في جنوب أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء أنّ نظيره الروسي أخطأ "بشكل واضح" في تقدير الوضع في أوكرانيا، مضيفاً أنه "أخطأ تماماً في تقدير" المقاومة التي سيواجهها.
كذلك، وصف تلميح بوتين باستخدام سلاح نووي تكتيكي للدفاع عمّا يعتبره مكتسباته بـ"غير المسؤول". غير أنه أشار إلى أنه "لا يعتقد" بأنّ بوتين سيستخدم مثل هذه القنبلة.
- "حماية سماء أوكرانيا" -
أعلنت أوكرانيا أنها بدأت في تلقّي أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تطالب بها منذ أشهر لإسقاط الصواريخ الروسية بشكل أكثر فعالية، وذلك بعد يومين على القصف الروسي الذي استهدف بشكل خاص البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، ممّا أدى إلى انقطاع الكهرباء والماء الساخن عن القرى والبلدات.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة على "تويتر"، "بدأت حقبة جديدة من الدفاع الجوي" في أوكرانيا، مضيفاً أن "إيريس-تي الألمانية هنا بالفعل. ناسامز (NASAMS) الأميركية ستأتي بعدها".
وأضاف ريزنيكوف أنّ "هذه مجرّد البداية"، مؤكداً "نحن بحاجة إلى المزيد. ليس هناك شكّ في أنّ روسيا دولة إرهابية. هناك واجب أخلاقي لحماية سماء أوكرانيا من أجل إنقاذ شعبنا".
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع افتراضي لمجموعة السبع الثلاثاء، بالمساعدة في إنشاء "درع جوي" فوق أوكرانيا، محذّراً من أنّ بوتين "لا يزال يملك وسائل للتصعيد".
وإضافة إلى البنية التحتية، طالت الضربات الروسية حديقة وملعباً وجسراً وممراً للمشاة في وسط كييف الإثنين. ولم تكن العاصمة مستهدفة منذ نهاية يونيو.
- مقابر جماعية جديدة -
في الشرق، أعلنت السلطات الأوكرانية اكتشاف مقبرتين جماعيتين جديدتين في بلدات في منطقة دونيتسك تمّت استعادتها أخيراً من القوات الروسية.
وفي ليمان، نقطة التقاء سكك حديد كانت قد استُعيدت في أوائل أكتوبر، قام فريق من الطب الشرعي باستخراج عشرات الجثث، حسبما أشار صحافي في وكالة فرانس برس.
وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو "لقد وجدنا بالفعل أكثر من 50 جثة لجنود ومدنيين. لدينا خندق طويل، مقبرة جماعية، حيث وجدنا جثثاً وأشلاء".
واتُهمت روسيا بارتكاب العديد من الانتهاكات - التعذيب والاغتصاب والإعدام بإجراءات موجزة - في المدن التي انسحبت منها. غير أنّ موسكو نفت باستمرار تورّط جنودها على الرغم من الأدلّة المتزايدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: