توترات سياسية في أمريكا ومخاوف من تجدد العنف قبل شهر من الانتخابات النصفية
واشنطن - (ا ف ب)
في نوفمبر سيصوت الأمريكيون بالانتخابات النصفية، وسط أجواء تسودها توترات سياسية ومخاوف من تجدد أعمال العنف التي تطال المشرعين والمسؤولين الانتخابيين. وقد تواجه البلاد نقصا في منظمي الانتخابات، طالما استمروا في تلقي تهديدات. ففي أحد المشاهد المثيرة التي أصبحت معتادة، نافذة مكسورة ورجل يصرخ وسلاحه يظهر على خاصرته وتهديدات بالقتل يوميا. بينما لا يتردد المرشحون الجمهوريون في بعض الإعلانات الانتخابية، بتوجيه السلاح صوب صور أو دمى تمثل خصومهم الديمقراطيين بما فيهم الرئيس جو بايدن نفسه.
ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية انتخابات نصفية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مناخ ينتشر فيه الخوف والعنف في كل دائرة من الدوائر الانتخابية في البلاد.
ففي أوائل أكتوبر وفي أحد أعمدة صحيفة نيويورك تايمز قالت السناتورة الجمهورية سوزان كولينز "لن أفاجأ إذا قتل سيناتور أو نائب".
وأضافت المسؤولة المنتخبة البالغة من العمر 69 عاما بعد أن حُطمت نافذة في منزلها في ولاية مين "ما كان في الأصل مجرد مكالمات هاتفية عدائية يترجم الآن إلى تهديدات وعنف حقيقي".
وقد عانى من مثل هذه الضغوط أيضا، آدم كينزينغر، وهو عضو مجلس النواب الأمريكي المناهض للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي نشر مقتطفات صوتية من التهديدات التي تلقاها. وكان أوضح في يوليو الماضي، أن التهديدات بارتكاب أعمال عنف ضد الطبقة السياسية قد ارتفعت بشكل حاد في السنوات الأخيرة".
وفي رسائل صوتية نشرها يمكن سماع تهديد "نحن نعلم مكان عائلتك وسنلاحقك أيها... الصغير... سنقبض على زوجتك وأطفالك".
وبعد أيام قليلة من تصريحات كينزينغر، اضطرت التقدمية المنتخبة براميلا جايابال الاتصال برقم الطوارئ "911" عندما وقف رجل أمام منزلها عدة مرات مطلقا الشتائم وهو يحمل مسدسا على خصره.
من جهتها أُجبرت النائبة الجمهورية ليز تشيني، التي تبرأ منها حزبها لانضمامها إلى لجنة برلمانية تحقق ضد دونالد ترامب، إلى التخلي عن تنظيم أي تجمع انتخابي كبير في ولايتها وايومنغ، بسبب تلقيها تهديدات بالقتل.
هذا وقد تواجه البلاد نقصا في منظمي الانتخابات خاصة خلال الانتخابات التشريعية في نوفمبر المقبل، طالما استمروا في تلقي مثل هذه التهديدات، كما حذر في سبتمبر الماضي كيم وايمان، رئيس أمن الانتخابات في وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية.
الجماعات اليمينية المتطرفة
وللعلم فإن أعمال العنف ضد المسؤولين الأمريكيين المنتخبين ليست جديدة. ففي كانون الثاني/يناير 2011، كادت الديمقراطية غابي غيفوردز أن تلقى مصرعها بعد إصابتها برصاصة في الرأس من مسافة قريبة خلال اجتماع مع مواطنين في توكسون.
ولكن العديد من الخبراء يتفقون على أن ارتفاع هذه التهديدات مرتبط بشكل مباشر بوصول ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير 2017.
من جهته، قال الخبير الأمني ك. كامبل "أعتقد أننا سنستمر في رؤية زيادة في التهديدات ضد المسؤولين المنتخبين على جميع المستويات، وكذلك ضد مسؤولي الانتخابات".
كما عبر كامبل عن قلقه بشكل خاص فيما يتعلق بالهجمات التي تشنها الجماعات اليمينية المتطرفة، بما في ذلك جماعة "أوث كيبرز" (حفظة القسم) التي يخضع العديد من أعضائها للمحاكمة بتهمة التحريض على الفتنة وحمل السلاح لمهاجمة مبنى الكابيتول من أجل إبقاء ترامب على رأس السلطة في السادس من كانون الثاني/يناير 2021.
وخلال ذلك اليوم الشتوي البارد، نشر الآلاف من أنصار الرئيس السابق الفوضى في عاصمة الولايات المتحدة، ما أجبر المسؤولين المنتخبين على إخلاء مبنى مجلس النواب زاحفين وهم يضعون أقنعة الغاز.
ووفق شرطة العاصمة، المسؤولة عن حماية أعضاء الكونجرس المنتخبين، فقد تضاعفت التهديدات الموجهة ضدهم منذ تنصيب الملياردير الجمهوري، وارتفعت من 3939 تهديدًا في عام 2017 إلى 9625 تهديدًا في عام 2021.
لكن وفقا للخبيرة السياسية رايتشل كلاينفيلد، فإن موسم انتخابات 2020 الذي تواجه خلاله جو بايدن ودونالد ترامب، مثل أيضا منعطفا دفع بعض الجمهوريين إلى "قبول العنف كأداة سياسية".
وكانت رايتشل كلاينفيلد حذرت قبل بضعة أشهر خلال جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي "اليوم، غالبية الأفراد الذين يرتكبون أعمال عنف سياسي عفوي أو منظم لا ينتمون رسميا إلى أي جماعة متطرفة". وأضافت "على العكس فقد أصبحت المعتقدات والأنشطة العنيفة أمرا شائعا".
وفي خضم الحملة الانتخابية للانتخابات النصفية، يمكن ملاحظة ذلك بشكل خاص في الإعلانات الانتخابية لبعض المرشحين. فبحسب لتحليل أجراه مركز صندوق العمل التقدمي الأمريكي فإن 104 إعلانات على الأقل تم بثها هذا العام تظهر مرشحا محافظا بمسدس أو بندقية هجومية.
كما لا يتردد المرشحون الجمهوريون في بعض هذه الإعلانات، بتوجيه السلاح صوب صور أو دمى تمثل خصومهم الديمقراطيين أو حتى الرئيس جو بايدن نفسه.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: