لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وترت العلاقات السعودية التايلاندية.. ما قصة "الماسة الزرقاء" وعمليات القتل المجهولة؟

07:50 م الأربعاء 26 يناير 2022

الماسة الزرقاء

كتب- محمد صفوت:

أعلنت السعودية وتايلاند عودة العلاقات الدبلوماسية، بعد أكثر من ثلاثة عقود من التوتر بسبب أزمة سرقة مجوهرات من قصر سعودي في قضية عرفت باسم "الماسة الزرقاء".

وفي بيان مشترك أعلن البلدان إعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل"، خلال زيارة رئيس الوزراء التايلاندي، برايوت تشان أو تشا، إلى الرياض، في أول زيارة لمسؤول من تايلاند إلى المملكة.

ما هي قصة الماسة الزرقاء؟

بدأت الأزمة عام ١٩٨٩، حيث عمل بستاني من تايلاند يدعى كريانجكراي تيشامونج في قصر الأمير فيصل بن فهد الذي كان والده الملك فهد يتولى عرش المملكة وقتها. بدأ العام في كسب ثقة عمال القصر.

خطط العامل التايلاندي في سرقة مجوهرات من القصر معتقدًا أن كمية المجوهرات الموجودة لن تجعل الأمير يلاحظ اختفاء بعضها. بالفعل بدأ في تنفيذ خطته وبدأ بسرقته على دفعات خلال قضاء الأمير السعودي إجازة خارج الرياض.

سرق العامل التايلاندي ما بقدر بنحو ٩٠ كيلوجرام من القلادات والذهب والمجوهرات وساعات مرصعة بالألماس والياقوت، وبينهم ماسة زرقاء نادرة تتجاوز قيمتها ٢٠ مليون دولار، وبدأ في إرسال المسروقات إلى بلاده على دفعات، قبل أن يأخذ الدفعة الأخيرة معه ويهرب بها من السعودية.

بعد عودة الأمير من إجازته اكتشف الأمر، وعلم أن العامل التايلاندي هو السارق، تواصل الأمير مع السلطات التايلاندية التي وعدت وقتها بحل القضية بأقصى سرعة وإعادة المجوهرات إليه. وبعد فترة وجيزة ألقت القبض على العامل وسجن لمدة ٥ سنوات.

حاولت تايلاند الحفاظ على علاقتها بالسعودية، وأعادت المجوهرات المسروقة إلى الأمير، الذي اكتشف أن ٢٠% منها فقط حقيقي بينما باقي المسروقات التي أعيدت إليه مزيفة ولا تشمل القطعة الأغلى "الماسة الزرقاء" التي تزن ٥٠ قيراطًا. اتهمت السعودية وقتها الشرطة التايلاندية بإهمال التحقيق في سرقة الأحجار الكريمة، مؤكدة أن ضباطًا كبارًا اختلسوا كمية من المسروقات.

سلسلة من عمليات القتل

خلال التحقيقات التي قادتها تايلاند فترة وحققت فيها السعودية كذلك، وقعت سلسلة من أعمال القتل وكأن مثلث برمودا يبتلع كل من اقترب من القضية، إذ عثر على جثتين اتضح أنهما لزوجة وابنة تاجر المجوهرات الذي اشترى المسروقات بعد فترة من اختطافهما.

في عام ١٩٩٠، أرسلت السعودية فريقًا للتحقيق في القضية بينهم رجل أعمال، فور وصولهم اختفى رجل الأعمال في ظروف غامضة وعثر عليه مقتولاً رفقة ٤ دبلوماسيين سعوديين، ما أثار شكوك أن مسؤولين كبار في تايلاند وراء تلك الجرائم التي سجلت جميعها ضد مجهول. لم توفد السعودية سفيرا إلى تايلاند منذ عقود وفرضت قيودًا على السفر بين البلدين.

واتهم ٥ رجال بينهم شرطي تايلاندي رفيع المستوى بالضلوع في جريمة قتل رجل الأعمال السعودي، وفي ٢٠١٤ تم إسقاط الملاحقات بحقهم بسبب عدم وجود أدلة.

قضية لم تحل بعد

بينما استمرت التحقيقات، ظهرت زوجات كبار المسؤولين التايلانديين في مناسبات رسمية وهن يرتدين بعض المجوهرات الجديدة التي كانت تشبه كثيرًا المجوهرات المسروقة. وبينهم زوجة رئيس الشرطة التايلاندية ساونغ تيراسوات، الذي اعتبرته المملكة ضمن المتهمين لتغيير مجرى التحقيقات وتسبب في عرقلتها.

وفي برقية أرسلتها الولايات المتحدة عام ٢٠١٠، أشارت إلى أن حزب الله اللبناني يقف وراء الجريمة لكنها لم تقدم أدلة على الأمر.

وتسببت القضية في خسارة تايلاند لما يقارب 10 مليارات دولار سنويًا بسبب منع السعودية للعمالة التايلاندية وتراجع السياحة السعودية في تايلاند، وظل مصير الماسة الزرقاء مجهولاً.

وقضى سارق المجوهرات التايلاندي، الذي باع جزءا كبيرًا منها قبل اعتقاله، ٣ سنوات في السجن بدلاً من ٥ التي حكم عليه بها بسبب حسن سلوكة وفي العام ٢٠١٦ أصبح راهبًا وأصبح يحمل اسمًا جديدًا باللغة التايلاندية معناه "صاحب العلم بالماس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان