إعلان

بارقة أمل للموقوفين الغربيين في إيران

06:05 م الثلاثاء 25 يناير 2022

إيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

طهران - (أ ف ب)

عندما توجه باري روزن أحد الرهائن الـ52 الذين احتُجزوا في السفارة الأمريكية في طهران قبل أكثر من أربعين عامًا، إلى فيينا للمطالبة بالإفراج عن سجناء أجانب في إيران، لم يكن يتوقع مدى تأثير مبادرته.

يروي روزن معتمرًا قبعة سوداء كُتب عليها "حرروا الرهائن" بالإنجليزية، لوكالة فرانس برس أنه منذ استئناف المحادثات حول النووي الإيراني أواخر نوفمبر في العاصمة النمساوية، "لم أكن أرى شيئًا في الصحافة، ولا أي كلمة عن محنة الرهائن".

ويقول من أمام قصر كوبورغ حيث تُجرى المفاوضات، "لقد عانيتُ من 1979 إلى 1981 ولا أريد أن يعاني آخرون من المحنة نفسها. إذًا قلت في نفسي إنه عليّ التحرّك".

ففي هذا الفندق الفخم، أقام روزن الأمريكي البالغ 77 عامًا الأسبوع الماضي، في أقرب مكان من المباحثات الجارية رغم أن حراسًا يحرصون على عدم تواصله مع الوفود.

ما إن وصل روزن إلى الأراضي النمساوية، حتى بدأ إضرابًا عن الطعام أنهاه مساء الأحد لأسباب صحية. يريد أن يبعث رسالةً إلى الدبلوماسيين مفادها: "لا توقعوا على اتفاق طالما لم يتمّ الإفراج عن الرهائن".

حركة تضامن

ووصلت رسالته على ما يبدو إذ وعده روبرت مالي، مبعوث الإدارة الأمريكية الخاص بإيران وكبير مفاوضيها في فيينا، الذي التقاه مرات عدة، بأنه لن ينسى المعتقلين الأمريكيين.

وكتب مالي على تويتر "سنواصل التركيز تمامًا على هذه الأزمة" مشيدًا بـ"الجهود البطولية" لروزن الذي سبق أن شغل منصب الملحق الصحافي للسفارة الأمريكية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الاثنين أنه "من الصعب بالنسبة إلينا تصوّر العودة إلى الاتفاق النووي فيما لا يزال أربعة أبرياء محتجزين في إيران".

من جانبها، اعتبرت طهران الاثنين أن "ثمة امكانية للتوصل إلى اتفاق موثوق ودائم بشأن (ملفي النووي والموقوفين) في أقرب وقت ممكن".

تحتجز إيران أكثر من 12 شخصًا من مواطني الدول الغربية، معظمهم يحملون جنسيتين، خضعوا بحسب الجمهورية الإسلامية إلى إجراءات قضائية مناسبة. ويقبع هؤلاء في السجن أو يخضعون للإقامة الجبرية ويواجهون تهمًا تعتبرها عائلاتهم غير منطقية مثل التجسس والمساس بأمن الدولة.

من بينهم المهندس الإيراني البريطاني أنوشه آشوري (67 عامًا) الذي أضرب عن الطعام "تضامنًا" مع مبادرة باري روزن.

كذلك انضمّ رجل الأعمال الإيراني النمساوي كامران قادري (58 عامًا) إلى الحركة، وفق ما أعلنت زوجته هاريكا لفرانس برس.

وقالت إن محادثات فيينا "هي فرصة جيّدة للتحدث عن السجناء" مشيدةً بـ"المؤشرات الإيجابية" الأخيرة. وأشارت إلى أن لديها وزوجها ثلاثة أطفال بينهم فتى يبلغ ثماني سنوات "لم يعد يتذكر" والده الذي أوقف في يونيو 2016 و"يسألني كل يوم متى سيُفرج عنه".

أما الفرنسي بانجامان برييير (36 عامًا) الذي لطالما قدّم نفسه على أنه سائح، فهو مضرب عن الطعام منذ 25 ديسمبر وينتظر صدور حكمه.

ملفان "يتطوّران بشكل منفصل"

توجه اللبناني الأمريكي نزار زكا الذي كان معتقلًا في إيران بين 2015 و2019، أيضًا إلى فيينا. ورحّب زكا الذي يرأس جمعية Hostage Aid Worldwide (مساعدة الرهائن في جميع أنحاء العالم)، بـ"الوعي" الحالي.

وأضاف "الآن يجب الحفاظ على الزخم: نريد الإفراج عن جميع السجناء" الغربيين وإنهاء دبلوماسية "الرهائن" التي تستخدمها طهران للحصول على تنازلات من القوى الغربية.

غير أن خبراء يدعون إلى عدم ربط مسألة الموقوفين بالملف النووي.

ترى الخبيرة في الملف الإيراني في منظمة Atlantic Council (المجلس الأطلسي) الأمريكية باربارا سلافين أن محادثات فيينا "معقدّة بما فيه الكفاية".

ومنذ أشهر، تخوض طهران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015، مفاوضات تهدف الى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018، معيدة فرض عقوبات على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع عن التزامات أساسية كانت مدرجة فيه.

وتشير المحللة إلى أنه "على إيران تحرير السجناء، مهما حصل في الملف النووي".

وأكد نيد برايس الاثنين أنه ليس هناك "أي رابط مباشر أو صريح" بين الملفين اللذين "يتطوّران بشكل منفصل".

وقال "نريد عودة الأمريكيين المعتقلين في أقرب وقت ممكن، وبالتالي فإن ربط مصيرهم" بالعودة إلى الاتفاق النووي وهو أمر "غير مؤكد في أحسن الأحوال، لن يخدم مصالحهم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: