لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الموت جوعاً".. حصار قوات آبي أحمد يقتل الإثيوبيين في تيجراي

09:08 م الإثنين 20 سبتمبر 2021

كتب.- محمد عطايا:

في أجزاء من منطقة تيجراي الإثيوبية، يأكل الناس أوراق الشجر الخضراء على مدار أيام، وفي إحدى المراكز الصحية الأسبوع الماضي، توفيت أم وطفلها حديث الولادة بسبب الجوع، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة أسوشيتيد برس.

وأكدت الوكالة الأمريكية، في تقريرها حول المجاعة في تيجراي، تفشي المجاعة في تيجراي، نتيجة الحصار الذي تفرضه القوات التابعة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.

وحذرت الأمم المتحدة، منذ أشهر، من المجاعة في هذه المنطقة المحاصرة في شمال إثيوبيا، ووصفتها بأنها أسوأ أزمة جوع في العالم منذ عقد.

وقالت الوكالة الأمريكية، إن الوثائق تكشف عن أولى حالات الوفاة بسبب الجوع منذ أن فرضت الحكومة الإثيوبية في يونيو، ما تسميه الأمم المتحدة "بحكم الأمر الواقع وحظرت دخول المساعدات الإنسانية".

وقال مدير سابق لإحدى المستشفيات الرائدة في تيجراي، هيلوم كيبيدي، في تصريحات للوكالة الأمريكية، إنه "يتذكر أنه أبلغ السلطات الإثيوبية، أن الحصار سيؤدي إلى قتل الناس هنا في تيجراي، ليجيبوه بأنهم سينظرون في الأمر".

وأضاف أنه "لم يعد بإمكاني فعل شيء، أنا فقط أبكي".

وشارك كيبيدي مع أسوشيتيد برس، صورا لبعض الأطفال الخمسين الذين يتلقون رعاية مركزة فائقة بسبب سوء التغذية.

وأوضح أن "االأدوية نفدت تقريبًا، ولم يتلق العاملون في المستشفى رواتبهم منذ يونيو. غالبًا ما تكون الظروف في أماكن أخرى بالنسبة لسكان تيجراي البالغ عددهم 6 ملايين أسوأ".

وقالت الوكالة الأمريكية، إن الحصار والمجاعة يشكلان مرحلة جديدة في الحرب التي استمرت 10 أشهر بين قوات جبهة تحرير تيجراي، والحكومة الإثيوبية وحلفائها.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لوكالة أسوشييتد برس أن "الولايات المتحدة فزعت من التقارير التي تتحدث عن الوفيات بسبب الجوع في إثيوبيا"، واصفًا حرمان الحكومة من الاحتياجات الأساسية بأنه "مؤشرات على الحصار".

وفي يونيو الماضي، استعاد مقاتلو تيجراي السيطرة على معظم وأكثر المناطق استراتيجية في تيجراي.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار، بحجة أسباب إنسانية، إلا أنها أغلقت المنطقة أكثر من أي وقت مضى، خشية أن تصل المساعدات إلى قوات تحرير تيجراي.

في المقابل، نفى رئيس الوزراء الإثيوبي ومسؤولون كبار آخرون وجود مجاعة في تيجراي. وألقت الحكومة باللوم على قوات تيجراي وانعدام الأمن في مشاكل توصيل المساعدات.

تشير أسوشيتيد برس، إلى تقارير حصلت عليها من منظمات إغاثية، أن رسالة أحد المانحين والتي حصلت عليها الوكالة الأمريكية، أن التقارير عن عدة مناطق في تيجراي "مروعة"، وإذا لم يتم العثور على كل عاجل "سيموت العديد من الناس بسبب الجوع".

بوز العظام وتغير اللون

في أبريل، حتى قبل فرض الحصار الحالي، كتبت مجموعة مانحة تقرير يفيد بأن "تقارير سوء التغذية متفشية، وأن 22 شخصًا في منطقة فرعية واحدة قد ماتوا جوعاً.. وبدأ لون بشرة الناس يتغير بسبب الجوع. لقد بدوا هزالين مع بروز عظام الهيكل العظمي".

ووصفت أم إثيوبية من تيجراي، لإحدى المنظمات الإغاثية، أنها تعيش وأطفالها فقط على الخبز بالملح، معربة عن قلقها من الموت جوعاً إذا لم تصل المساعدات.

وزعم مكتب الشؤون الخارجية في تيجراي أن 150 شخصًا على الأقل ماتوا جوعاً في أغسطس، بما في ذلك في مخيمات النازحين.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تدعم المخيمات "للأسف لا نستطيع التحدث في هذا الموضوع".

قدر خبراء الأمن الغذائي قبل أشهر أن 400 ألف شخص في تيجراي يواجهون المجاعة، أي أكثر من بقية العالم مجتمعًا، لكن الحصار يعني أن الخبراء لا يمكنهم جمع البيانات اللازمة لإصدار إعلان رسمي عن المجاعة.

يقول مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الانتهاكات ارتُكبت من قبل جميع الأطراف، على الرغم من أن روايات الشهود حتى الآن تشير إلى أن الفظائع الأكثر انتشارًا كانت ضد المدنيين في تيجراي.

وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 100 شاحنة محملة بالطعام والإمدادات الأخرى يجب أن تصل إلى تيجراي كل يوم لتلبية احتياجات الناس، ولكن اعتبارًا من 8 سبتمبر، وصل أقل من 500 منذ يوليو على الطريق الوحيد الذي يمكن الوصول إليه في المنطقة.

وفي منتصف سبتمبر، أصدرت الأمم المتحدة أول تقرير من نوعه يظهر باللون الأحمر عدد الأيام المتبقية قبل نفاد الأموال النقدية أو الوقود للأعمال الإنسانية الرئيسية مثل علاج أشد حالات سوء التغذية في تيجراي، وفي كثير من الأحيان، كان هذا الرقم صفرًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان