إعلان

الإعصار إيدا: كيف غرقت نيويورك وتحولت لـ"منطقة خطر" في ساعات؟ صور

05:02 م الخميس 02 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

بعد أن ضرب إعصار إيدا جنوب الولايات المتحدة، داهمت ذيوله شمالها الشرقي، لتحوّل مدينة نيويورك إلى "منطقة خطر" في غضون 24 ساعة، حيث شُلّت المدينة بالكامل بعد أن هطلت أمطار غزيرة قياسية على سنتراك بارك (80 ملم في ساعة واحدة).

وحوصِر العشرات في محطات مترو الأنفاق التي غمرتها الفيضانات التي اجتاحت نيويورك والمناطق المحيطة بها على حين غِرة، وبدت مفاجئة للمسؤولين وخبراء الأرصاد الجوية على حدٍ سواء، فيما أُلغيت مئات الرحلات الجوية وأُعلنت حالة الطوارئ في مناطق عدة.

وقُتِل ما لا يقل عن 9 أشخاص جراء الفيضانات، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الإعصار منذ أن ضرب ولاية لويزيانا يوم الأحد إلى 17 قتيلًا على الأقل، وفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

"حدث مناخي تاريخي"

وفيما وُصِف بـ"الحدث المناخي التاريخي"، هطلت أمطار قياسية لم تُسجل في سجلات طقس نيويورك التي تعود إلى القرن التاسع عشر، إذ سقط (3.15 بوصات) في ساعة واحدة، كما أظهرت صور نشرتها السي إن إن.

وسجلت حديقة سنترال بارك في نيويورك 7.13 بوصة من الأمطار، أي ما يقرب من ضعف الرقم القياسي السابق المسجل في عام 1927، بحسب خدمة الأرصاد الجوية الوطنية بالمدينة.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية إن حالة الطوارئ الناجمة عن تشكل سيول مفاجئة تُعد الأولى في تاريخ نيويورك التي ضربها الإعصار ساندي في أكتوبر 2012.

وأصدرت الخدمة ما لا يقل عن 5 تحذيرات من حدوث سيول تشمل المنطقة من غربي فيلادلفيا إلى شمال نيوجيرسي.

وأعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول حالة الطوارئ، فجر الخميس، بالعاصمة الاقتصادية والثقافية للبلاد التي تواجه انتشار وباء كوفيد-19، وذلك "لمساعدة السكان المتضررين بعد تشكل سيول كبيرة" في المناطق المجاورة للمدينة. وتطال هذه الإجراءات نحو 20 مليون شخص.

ووصف عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، الأمر بالخطير، وقال: "نشهد نوعًا غير مسبوق من الأمطار"، داعيًا الجميع إلى البقاء في منازلهم.

وقال مراسل الأرصاد الجوية بالسي إن إن، مايكل جاي، إن "المثير للدهشة هو الفترة الزمنية لهطول الأمطار والمناطق المتأثرة بها"، مُضيفًا: "لقد غمرت المياه المنطقة الواسعة في الشمال الشرقي (للولايات المتحدة) في غضون ساعات قليلة. هذا أمر غير مُعتاد، لا سيّما في هذه المنطقة".

كانت نيويورك ومنطقتها تأثرت في نهاية أغسطس بالإعصار هنري. وأدت الأحوال الجوية السيئة إلى وقف الحفل الموسيقي الكبير في سنترال بارك الذي كان يفترض أن يرمز إلى العودة إلى حياة أكثر انفتاحا بعد جائحة كوفيد.

وكما هو الحال مع العديد من الأحداث الجوية التي شهدها نصف الكرة الشمالي خلال فصل الصيف، حطم "إيدا" الأرقام القياسية في بعض المناطق بهامش كبير.

وفي ولاية نيوجيرسي التي شهدت أمطارا غزيرة أيضا، أعلن الحاكم فيل مورفي حالة الطوارئ أيضا بسبب الإعصار إيدا الذي تراجعت شدته ليصبح "إعصارًا ما بعد مداري".

وكان أمس الأربعاء أكثر الأيام الممطرة على الإطلاق في نيوارك بنيوجيرسي، حيث تم تسجيل 8.41 ملليمترًا من الأمطار، أي أكثر من الرقم القياسي المُسجل في عام 1977 بنسبة 25 بالمائة.

كما وُضعت مدينة فيلادلفيا أيضًا في حالة تأهب لمواجهة الإعصار.

ما دور تغير المناخ؟

يقول العلماء إن الأمطار الشديدة التي هطلت على مناطق متفرقة حول العالم - بما في ذلك ألمانيا والصين خلال الأشهر الأخيرة - بات أكثر شيوعًا بسبب الاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان.

وأفاد تقرير مناخي حديث صادر عن الأمم المتحدة بأن "تواتر وشدة هطول الأمطار الغزيرة ازداد منذ خمسينيات القرن الماضي على معظم مساحات اليابسة".

عبر الولايات المتحدة، على وجه التحديد، لوحظ تزايد هطول الأمطار الغزيرة في جميع المناطق، حيث سجّل الشمال الشرقي أكبر زيادة، وفقًا لتقييم المناخ الوطني الأمريكي.

وجاء في التقرير: "يمكن أن يحتوي الهواء الأكثر دفئًا على بخار ماء أكثر من الهواء الأكثر برودة. وتظهر التحليلات العالمية أن كمية بخار الماء في الغلاف الجوي ازدادت فوق كل من اليابسة والمحيطات".

وحذر التقرير من أن تغير المناخ قد يجعل الأعاصير أيضًا أكثر خطورة، موضحًا أن "الأعاصير تنتج مزيدًا من الأمطار، وتتحرك بشكل أبطأ فور وصولها إلى اليابسة وتولّد عواصف أكبر على طول الساحل".

وبحسب السي إن إن، فإن "إيدا" خير مثال على تلك التغييرات، فيما يُرجح العلماء أن تصبح عواصف مماثلة لذلك الإعصار الأكثر شيوعًا مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وفيما يبدو من السابق لأوانه الجزم بأن تغير المناخ وراء هذا النوع من الأعاصير المفاجئة، "فلا يسعنا الآن سوى أن نقول إن الأعاصير من الفئات (3-5) باتت مألوفة في العقود الأخيرة، وهو ما يصعب تفسيره بموجب التقلبات الطبيعية وحدها"، كما قال فريدريك أوتو، الذي شارك في قيادة مبادرة إسناد الأحوال الجوية العالمية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني للسي إن إن.

وتابع: "نلاحظ أنه عندما تحدث الأعاصير، يكون هطول الأمطار المرتبط بها أكثر كثافة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، وهو ما يسري أيضًا على الإعصار إيدا".

وفي حين يتشكك بعض العلماء في وجود صلة بين تغير المناخ وسرعة الرياح وبعض العوامل المناخية الأخرى، فثمة ثقة كبيرة في أن سرعة الأعاصير تباطأت، الأمر الذي يعني أنها "قد تستمر لفترة أطوال وبالتالي يمكن أن تُحدث مزيدًا من الضرر"، بحسب أوتو.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان