إعلان

استكشافية.. لماذا تصر مصر على وصف محادثاتها مع تركيا بهذه اللفظ؟

05:38 م الثلاثاء 31 أغسطس 2021

الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

بعد العودة للمربع صفر في المحادثات المصرية التركية، تحاول أنقرة إعادة الكرّة من جديد آملةً في إحراز تقدمٍ نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة، بعد أن شابها التوتر لأكثر من 7 سنوات، لكن تبقى المحادثات بين الجانبين "استكشافية" كما وصفتها وزارة الخارجية المصرية.

صباح اليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية، أن جولة ثانية من المحادثات الاستكشافية مع تركيا ستُجرى في سبتمبر القادم، وذلك استجابة لدعوتها.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك: "استجابة للدعوة المقدمة من وزارة الخارجية التركية، سيقوم السيد السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية بزيارة إلى أنقرة يومي 7 و8 سبتمبر 2021، لإجراء الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا".

ماذا تعني "محادثات استكشافية"؟

استخدم البلدان وصف "استكشافية" في الجولة الأولى أيضًا من المحادثات التي عُقدت في مايو الماضي، مُعلنين وقتذاك أنهما "سيقومان بتقييم نتيجة الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة"، دون الإعلان عن أي حلول للملفات العالقة.

يرى الباحث في الشأن التركي صلاح لبيب، أن تأكيد وصف المباحثات بالاستكشافية في المباحثات المقبلة، جاء بهدف عدم تعليق آمال جديدة على هذه المباحثات، وتوضيح الحرص الزائد من الطرفين قبل الجلوس على طاولة المفاوضات.

وأضاف لبيب -في تصريحات لمصراوي- أن استخدام هذا المصطلح جاء "حتى لا يُهيأ للرأي العام أن المباحثات سيُبنى عليها إقامة علاقات جيدة مستقبلية بين الطرفين".

وأوضح أن المباحثات تنطلق من رغبة تركية قوية لاستعادة العلاقات مع مصر، لا تقابلها رغبة مصرية قوية بسبب عدم الثقة المصرية في المفاوض التركي.

فيما قال محمد حامد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة استكشافية تعني أن المحادثات لا تزال في مرحلة بناء الثقة والتعرّف على أهداف كل دولة من المحادثات.

وأضاف حامد -في تصريحات لمصراوي- أن السفير سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، استخدم كلمة استكشافية في الجولة الأولى ليؤكد أن البلدين "مازالا في مرحلة اختبار النوايا وتحسس الخُطى".

منطقة رمادية ومستقبل مجهول

رغم المغازلات التركية لمصر التي استمرت شهدتها الأشهر الماضية وإعلان أنقرة في أكثر من مناسبة الحرص على استعادة العلاقات مع القاهرة، إلا أن المحادثات السابقة لم تشهد أي بادرة تؤكد ذلك.

أرجع الباحث صلاح لبيب فشل المحادثات السابقة لعدم وصول الطرفين إلى نقطة يمكن البناء عليها لعلاقات جيدة، موضحًا "الطرف المصري تقدم بشروط عدة تتعلق بالعلاقات بين البلدين في مقدمتها التدخل التركي في الشأن المصري وبعض تدخلاتها في الشأن الإقليمي وهو ما رفضته تركيا وأعلنت استعدادها لتقديم تنازلات فقط فيما يتعلق بالوجود الإعلامي لبعض العناصر المُحرضة".

وقال لبيب، إن المفاوض المصري لم يرَ هذه التنازلات ذات جدوى ويمكن البناء عليها، مضيفًا أن تركيا لا تهدف في الأساس لاستعادة العلاقات مع مصر، بل لحل الملفات العالقة بين الطرفين فهي "تضغط وتصرّ وتجلس مع الدول الأخرى من أجل مطالبها"، على حدّ تعبيره.

وأضاف: "لا نعلم إذا كانت المباحثات الجديدة ستُبنى على تنازل تركي أكيد فيما يتعلق بالوضع الإقليمي. في تقديري أنه لن يكون هناك تنازل تركي، الطرفان سيستمران في عقد مفاوضات استكشافية ثم يعلنان عن فشلها حتى يقدم أحد الطرفين تنازلا لاستعادة العلاقات".

وعلى رأس الملفات العالقة بين البلدين، تأتي قضية ترسيم الحدود البحرية، وهو ما تسعى تركيا للحصول على اتفاق بشأنه مع مصر لمنافسة قبرص واليونان، لكن لبيب يرى أن تركيا لم تقدم تنازلاً يقنع مصر بالقيام بهذه الخطوة، خاصة أن الأخيرة لديها علاقات استراتيجية قوية مع قبرص واليونان.

وتأتي قضية ترسيم الحدود والتنازع على ثروات شرق المتوسط ضمن أهم القضايا على الطاولة المصرية التركية، خاصة بعد أن وقعت مصر واليونان في أغسطس العام الماضي، اتفاقية لترسيم حدودهما البحرية، لكنها حذفت منطقة مثيرة للجدل إلى الجنوب من جزيرة كاستيلوريزو، وهي أبعد موقع يوناني تزعم تركيا إنه يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة.

هذا بالإضافة إلى تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يضم دول عدة أهمها مصر وقبرص واليونان وإسرائيل والأردن وإيطاليا، وهو ما زاد من قلق تركيا من استبعادها من تقاسم حقول غاز المتوسط، وسط أزمتها مع قبرص واليونان بسبب التنقيب في مناطق متنازع عليها.

ومن ناحية أخرى، يشير محمد حامد مدير منتدى شرق المتوسط، إلى ملفات أخرى لا تقل أهمية عن ملف شرق المتوسط، كالاعتراف التركي بثورة 30 يونيو وما تبعها من ولادة قيادة سياسية جديدة.

وقال حامد "الزيارة التي يقوم بها السفير حمدي لوزا ردا على زيارة سادات هي نوع من المحادثات الثنائية ذات الأُطر والمحددات سيتم التعامل معها خلال المرحلة القادمة".

وأضاف "هذه المحادثات ذات جولات عديدة، ليس بين ليلة وضحاها سيتم تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، فرغم وقف التحريض الإعلامي ضد مصر، هناك العديد من الملفات الشائكة العالقة بين البلدين مثل تسليم الإرهابيين، وفتح الملفات الأمنية كافة، واتباع تركيا سياسات حُسن الجوار، وسحب كامل مُرتزقة تركيا من ليبيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان