تطورات أفغانستان.. ما الملفات المُنتظر طرحها على طاولة "قمة بغداد"؟
بغداد- (أ ف ب):
يبدأ ظهر السبت في بغداد مؤتمر إقليمي حول العراق يشارك في أعماله التي سيطغى فيها الوضع في أفغانستان على الأرجح، قادة عدد من دول المنطقة بينها إيران والسعودية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ويفترض أن تهيمن على محادثات مؤتمر "التعاون والشراكة" التطورات المتسارعة في أفغانستان مع بروز تنظيم داعش الذي تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أمريكية.
وقال الكاظمي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون إن "فرنسا ساهمت في دعم العراق في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، مضيفاً أن "العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب ضد الإرهاب".
من جهته أكد ماكرون في زيارته الثانية للعراق خلال أقل من عام "نعلم جميعاً أنه لا ينبغي التراخي لأن داعش لا يزال يشكل تهديداً، وأنا أعلم أن قتال تلك المجموعات الإرهابية يشكل أولوية لحكومتكم".
والتقى ماكرون بعد ذلك رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح.
وتبنى تنظيم داعش في ولاية خراسان الخميس الاعتداء على مطار كابول الذي أوقع 85 قتيلا على الأقل بينهم 13 جنديًا أمريكيًا ووقع بعد أقل من أسبوعين من سيطرة مقاتلي طالبان على البلاد. ويخشى كثيرون أن يستفيد التنظيم الإرهابي من انهيار الدولة الأفغانية ليملأ فراغات.
وعلى الرغم من أن حركة طالبان وتنظيم داعش "عدوان"، ترى الباحثة في مركز "نيولاينز" للأبحاث في الولايات المتحدة رشا العقيدي أن "تقدّم" الحركة في أفغانستان قد "يحفّز" التنظيم على إثبات أنه "لا يزال موجوداً" في العراق.
وفيما يلوح انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية.
فلا يزال تنظيم الدولة الاسلامية قادراً على شنّ هجمات ولو بشكل محدود رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، من خلال خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية، كالهجوم الذي أودى بحياة 30 شخصاً في حي مدينة الصدر الشيعي في العاصمة الشهر الماضي.
وتظهر تلك "الحوادث"، بحسب محيط الرئيس الفرنسي، أن "دعم العملية السياسية الجارية في العراق وإشراك الجيران فيها، أمر ملح أكثر من أي يوم مضى، لأنه من غير عراق مستقر ومزدهر، لن تكون هناك حلول للتهديدات الأمنية في المنطقة".
"دور محوري"
يشرح مدير مركز أبحاث "صوفان" في نيويورك كولن كلارك أن تنظيم داعش "لا يزال يملك عشرات الملايين من الدولارات وقادر دون شك على تشكيل شبكات في العراق وسوريا".
وقبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي لم يعلن بعد ترشحه رسمياً لها، يريد الرئيس الفرنسي على الأرجح من خلال زيارته التي تستمر يومين، أن يعزّز موقعه على الخريطة الدولية.
وقال مستشار في قصر الإليزيه إن ماكرون يريد أن يثبت أن فرنسا لا تزال تحتفظ بدور في المنطقة وتواصل مكافحة الإرهاب، وتدعم جهود العراق "هذا البلد المحوري (...) والأساسي، في تحقيق استقرار الشرق الأوسط".
وسيزور ماكرون الأحد كردستان العراق، ثم الموصل التي كان ينظر اليها على أنها بمثابة "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم الإسلامي المتطرف على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.
وتجري الزيارة وسط ترتيبات أمنية مشددة.
ويقول المسؤول الفرنسي "كما في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بمحيطنا وبأمننا الوطني. فرنسا عازمة على مواصلة هذا القتال في العراق وخارجه لتفادي عودة لا تزال ممكنة لتنظيم داعش". وتسهم باريس بنحو 600 عسكري في إطار التحالف الدولي في العراق.
قضايا المنطقة
من جهة ثانية، ويأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.
وفيما تقول بغداد إن المؤتمر لا يهدف لبحث "القضايا الخلافية" في المنطقة، لكنها تسعى من خلاله إلى "نزع فتيل التوتر" بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ العام 2016، وفق ما ذكر مستشار لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
واستضافت بغداد في الأشهر الأخيرة لقاءات مغلقة بين ممثلين عن القوتين الإقليميتين. ويرى الباحث في مركز "تشاتام هاوس" ريناد منصور أنها تسعى للتحوّل من موقع "المرسال" إلى "محرّك" للمحادثات بين إيران والسعودية.
ومن المقرر أن يتمثل البلدان بوزيري خارجيتهما في المؤتمر الذي سيضمّ أيضاً الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني. ودعي أيضاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للمشاركة، فيما سينوب عنه وزير خارجية بلاده.
كما تلقت كل من قطر والإمارات والكويت دعوات للمشاركة.
وستكون علاقة العراق مع جارته الكبرى إيران مطروحة للنقاش في المؤتمر. فهي تمارس نفوذاً على عدد من الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي العراقي الذي تأسس في العام 2014 لقتال داعش، وبات مذاك جزءا من القوات الأمنية الرسمية، لكن يُتهم بأنه يقف خلف اغتيال وخطف عدد من الناشطين المناهضين للنظام.
وفي بلد لا يزال يعاني من أزمة اجتماعية واقتصادية تنعكس نسبة بطالة مرتفعة ونقصا في الطاقة والكهرباء وحاجة الى استثمارات في مجالات عدة، لا سيما البنى التحتية التي أنهكتها عقود من الحروب، أشار وكيل وزارة الداخلية نزار الخير الله في مؤتمر صحافي عقده أخيرا، الى أن المؤتمر سيتناول قضايا "التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والشركاء والأشقاء".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: