طائرة مسيرة أمريكية "تقتل مُخططا في تنظيم داعش" بأفغانستان
كابول- (بي بي سي):
قال الجيش الأمريكي إنه يعتقد أنه قتل "مخططا" في فرع تنظيم داعش في خراسان بهجوم بطائرة مسيرة في شرقي أفغانستان.
وقد استهدف العضو المشتبه به في هذه الجماعة في ولاية ننغهار.
وكانت هذه الجماعة، (وهي الفرع الإقليمي التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الناشط في أفغانستان وباكستان)، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم خارج مطار كابول الثلاثاء الذي قتل فيه فيه نحو 170 شخصا بينهم 13 من العسكريين الأمريكيين.
وقد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمطاردة منفذي الهجوم، وأوضح أنه طلب من البنتاغون إعداد الخطط لضرب المسلحين الإسلاميين المسؤولين عن الهجوم قرب المطار.
وقال بايدن : "لن نغفر ولن ننسى. سنصطادكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
وقال الكابتن بيل أربان من القيادة الأمريكية المركزية إن "ضربة جوية بطائرة مسيرة جرت في ولاية ننغار في أفغانستان. والمؤشرات الأولية تشير إلى أننا قتلنا الهدف" مضيفا "نعرف أنه لم تنجم أي خسائر بشرية من المدنيين" في الغارة الجوية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه قوله إن الضربة استهدفت عضوا في تنظيم الدولة الإسلامية ضالعا في التخطيط لهجمات.
وأوضح أن طائرة مسيرة من نوع ريبر، أُطلقت من الشرق الأوسط، ضربت المسلح عندما كان على متن سيارة مع عضو آخر من داعش وقتلتهما معا.
ويعتقد أن معظم مسلحي داعش في خراسان، المقدر عددهم بآلاف، يختبئون في ولاية ننغهار شرقي كابل.
"حتى اللحظة الأخيرة"
وفي غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها سوف تستمر في عملية الإجلاء في مطار كابل حتى "اللحظة الأخيرة" على الرغم من استمرار المخاوف حيال هجمات جديدة من قبل داعش.
وفي وقت تستمر الولايات المتحدة في مساعدة الأفغانيين الذين يريدون مغادرة البلاد بأي طريقة، أنهت أغلب دول حلف شمال الأطلسي رحلات الطوارئ التي كانت تُسيّرها من مطار كابل.
وحددت الولايات المتحدة 31 من أغسطس الجاري كموعد نهائي لتنفيذ الانسحاب الكامل لقواتها من أفغانستان.
وقالت ليز دوسيت، كبيرة مراسلي الشؤون الدولية لدى بي بي سي إنها علمت من مصادر إن القوات الأمريكية والبريطانية "تستعد للرحيل" من مطار كابل، وإن حركة طالبان سوف تتسلم المطار "في غضون ساعات".
وقال متحدث باسم طالبان الجمعة إن الحركة المسلحة سيطرت على أجزاء من المطار رغم نفي البنتاغون ذلك.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنه لا يزال هناك 5000 شخصا في المطار ينتظرون أن ُيحملوا جوا إلى خارج البلاد. وقال مسؤولون فيها إنها اتخذت إجراءات بالتنسيق مع حركة طالبان من أجل تعزيز الأمن في المطار.
وقال البيت الأبيض إن 111 ألف شخص تم إجلاؤهم منذ بدء عمليات الإجلاء الجوي الأمريكي منذ أسبوعين.
وأوضح مسؤولون في البيت الأبيض أن مهمة الإجلاء تعطي الأولوية للأمريكيين الذين يريدون مغادرة البلاد من خلال استخدام القوات الأمريكية "مجموعة متنوعة من الوسائل من أجل توصيلهم إلى المطار بأمان".
ونفذ انتحاري الهجوم التفجيري على مطار كابل بعد أن اخترق الحشود سيرا على الأقدام بين الأسر التي تنتظر الدخول على البوابات ثم فجر نفسه هناك، وفقا لوزير الدفاع البريطاني بين والاس.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن مطار العاصمة الأفغانية لا يزال يواجه تهديدات كبيرة.
وأصدرت السفارة الأمريكية في كابل تحذيرا يحض الأمريكيين على تجنب القدوم للمطار ويدعو الموجودين قرب بواباته إلى المغادرة فورا بسبب تهديدات أمنية.
وأكد مسؤولون أمريكيون الجمعة أنه لم يكن هناك انفجار ثانٍ بالقرب من فندق المطار كما كان يعتقد.
وقتل عشرات الأفغانيين، و13 من القوات الأمريكية، ومواطنيْن بريطانييْن، وطفل لمواطن بريطاني جراء الهجوم.
وقذف التفجير بعض الضحايا إلى قناة صرف صحي كان أفغانيون ينتظرون بالقرب منها حتى الانتهاء من إجراءات إجلائهم بينما نقل العشرات من المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واكتظت المستشفيات في كابل، التي تعاني من عجز في طواقم العمل الطبية منذ أسبوعين عندما سيطرت طالبان على البلاد، بالمصابين الذين يحتاجون إلى علاج.
كما حُمل جرحى من القوات الأمريكية جوا إلى قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا لتلقي العلاج.
تحذيرات
في غضون ذلك، تلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرا من إمكانية تنفيذ هجوم إرهابي جديد في العاصمة الأفغانية كابل في الأيام القليلة المقبلة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الأيام القليلة المقبلة سوف تكون "الفترة الأكثر خطورة حتى الآن"، مؤكدا أن القوات الأمريكية كانت تبحث عن أهداف محتملة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان مسؤوليته عن الهجوم التفجيري الذي شهده مطار كابل الخميس الماضي.
يُذكر أن هذه هي الحركة الأكثر تشددا والأعنف على الإطلاق بين الحركات الجهادية في أفغانستان. وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة تتعامل مع التهديد الذي تشكله تلك الجماعة "بجدية كبيرة".
وقال كيربي: "من الواضح أنهم يشكلون تهديدا إرهابيا. وأعتقد أنه تهديد حقيقي وأن أحد لا يريده أن يتزايد".
وأضاف: "لن نسمح بشن هجمات من أفغانستان على البلاد مرة أخرى كما حدث قبل 20 سنة".
فيديو قد يعجبك: