"الأطفال يسقطون والآباء يخفون الجثث".. ذعر في محيط مطار كابول
كتبت- هدى الشيمي:
على مدار الأربعة أيام الماضية، كان نانجيالاي، ٤٢ عامًا، سائق سيارة تاكسي في جنوب لندن، يقف في طابور طويل مع زوجته وطفله الرضيع البالغ من العمر ١١ شهرًا خارج فندق البارون على حافة مطار كابول، في محاولة للاقتراب من بوابة الدخول لإظهار جواز سفره البريطاني للحراس.
توجد لافتة بجانب البوابة كُتب عليها "حاملي جوازات السفر البريطانية فقط"، حسبما تنقل صحيفة الجارديان البريطانية. وداخل الفندق، يعمل المسؤولون على منح تأشيرات إجلاء لآلاف من مواطني المملكة المتحدة والأفغان الذين عملوا مع المنظمات البريطانية.
يقول الموظفون الدبلوماسيون إنهم يصدرون مئات التأشيرات كل ساعة، في الوقت نفسه يتزايد الشعور باليأس بين الحشود التي كانت تنتظر في الخارج منذ بداية الأسبوع، لاسيما مع زيادة حدة التوترات في المنطقة بعد استيلاء حركة طالبان المتمردة على العاصمة الأفغانية.
يتلاشى الأمل الذي يتمسك به نانجيالاي ببطء لاسيما وأن محاولاته المستميتة لجذب انتباه المسؤولين البريطانيين قد باءت بالفشل.
في الوقت نفسه، قالت الجارديان إن مواطنين أفغان آخرين فقدوا الأمل واستسلموا للأمر الواقع وعادوا إلى ديارهم، مع شعورهم بأن الشوارع التي باتت شديدة الازدحام لم تصبح آمنة بما يكفي.
شهد محيط المطار كابول، اليوم الخميس، انفجارين أحدهما بالقرب من بوابة آبي، والثاني بالقرب من فندق بارون، خلال عمليات إجلاء الأفغان الهاربين من البلاد بعد انسحاب القوات الأجنبية.
قالت وكالة فرانس برس إن الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات خصوصاً في صفوف آلاف الأفغان المحتشدين منذ أيام في المكان أملاً بخروجهم من البلاد التي سيطرت عليها حركة طالبان.
قبل حدوث الانفجارين، رأى نانجيالاي الكثير من المواطنين الذين يتعرضون بالضرب بالعصى والكابلات خلال محاولاتهم بالاقتراب من مدخل الفندق، قال للجارديان:"الوضع متوتر للغاية".
أعرب الكثير من الأشخاص عن إحباطهم من عدم إرسال المسؤولين مركبات لنقل باقي مواطني المملكة المتحدة.
ووفقًا لمصادر بريطانية، فإن فرق الأمن الخاصة المحلية في كابول تحصل على ما يصل إلى ٧٥٠٠ دولار مقابل المرور الآمن إلى المطار، مع دفع مبالغ مادية كبيرة لمقاتلي طالبان كي يسمحوا لهم بالعبور.
هناك الكثير من المشاهد المروعة على أبواب فندق البارون حسب نانجيالاي، يقول :"رأيت الكثير من الأطفال والنساء الذين يسحقون وسط الحشود، رأيت اطفالاً يسقطون على الأرض، وأعتقد أن امرأة وطفل ماتوا، لا أجد الكلمات الدقيقة لوصف الوضع".
أصيب آخرون في الطابور بجروح خلال التدافع، فيما تحدث آخر عن محاولته لإخفاء جثث القتلى عن نظر أطفاله.
قال وزير في الحكومة الأفغانية التي أُطيح بها مؤخرًا إنه شعر بأن محاولة الوصول إلى المطار بشكل مستقل سيكون شديد الخطورة.
وفي ظل زيادة التوترات في المنطقة، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية أمس الأربعاء توجيهات جديدة تطلب من الأشخاص الموجودين بالقرب من المطار "الابتعاد إلى مكان آمن وانتظار المزيد من التعليمات".
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية الخميس أن عمليات الإجلاء من أفغانستان ستستمر "حتى انتهاء المهمة" الأمريكية في 31 أغسطس، نافية صحة تقارير أفادت بأنها قد تنتهي "خلال 36 ساعة".
وتتولى الولايات المتحدة الدفاع عن مطار كابول حالياُ وإدارته الولايات المتحدة، التي يوجد لديها 5800 جندي على الأرض - بمساعدة أكثر من ألف جندي بريطاني.
فيديو قد يعجبك: