لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كابوس أمريكا في كابول والعدو اللدود لطالبان.. من هم "داعش خراسان"؟

04:06 م الخميس 26 أغسطس 2021

داعش خراسان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

تتصاعد المخاوف الدولية من خصوم حركة طالبان المعروفين باسم "داعش خراسان"، الفرع الصغير والمقلق للتنظيم الإرهابي في أفغانستان، في وقت تتحدث فيه تقارير استخباراتية عن هجوم إرهابي وشيك في مطار كابول، وسط تنبيهات أمريكية وبريطانية وأسترالية بتجنب السفر ومغادر تلك المنطقة في أسرع وقت.

وحذّر مسؤولون بالبنتاجون من استهداف "داعش خراسان"- العدو اللدود لطالبان- لأفراد الجيش الأمريكي والطائرات العسكرية والمدنية الأمريكية بمطار كابول. ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن 3 مساعدين في الكونجرس ومصادر استخباراتية وصفتها بالمُطلعة، إن التنظيم يسعى لاستهداف بوابات مطار حامد كرزاي الدولي.

والأسبوع الفائت، صرّح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، أن الحكومة الأمريكية "تركز بشدة" على احتمال تنفيذ هجوم إرهابي في أفغانستان من جانب تلك الجماعة المتطرفة.

ويتمثل القلق الرئيسي من داعش خراسان، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تطلعها "لنشر قنبلة ضخمة أو فريق من القاذفات لضرب مطار العاصمة الأفغانية في وقت واحد".

- من هم داعش خراسان؟

تُعرف الجماعة التي تمثل كابوسًا لأمريكا وحلفائها في كابول باسم "داعش كي"- الكي تعني الخراسان- وهي منطقة حول الحدود الأفغانية الباكستانية. وتُعد جديدة نسبيًا مقارنة بحركة طالبان.

ظهرت قبل 6 أعوام بعد أن أعلن ما يُعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" عن تأسيسها من قِبل الباكستاني حافظ سعيد خان، الذي تعهد بالولاء لزعيم داعش السابق أبوبكر البغدادي السابق في 2014.

تأسسّت "داعش كي" في إقليم ننجرهار شرقي أفغانستان، حيث يعمل بنشاط على تجنيد المنشقين من طالبان، ولا سيما أولئك الذين كانوا مستائين من عدم نجاح قيادتهم في ساحة المعركة، بحسب صحيفة "فرست بوست" الهندية.
تنشط في آسيا الوسطى وتحديدًا في أفغانستان وباكستان وطاجيكستان والهند، وتزعم أنها فرع من تنظيم داعش الرئيسي- الذي اكتسب القوة في سوريا والعراق قبل 7 أعوام. فيما ينفي الأخير أي صلة.

ووفق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن "داعش كي" مسؤولة عما يقرب من 100 هجوم ضد المدنيين في أفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى قُرابة 250 اشتباكًا مع قوات الأمن الأمريكية والأفغانية والباكستانية منذ يناير 2017.

يعتقد خبراء أن داعش كي- المؤلّف من بعض الجهاديين المُخضرمين من سوريا وغيرها- فقد مكانه وقوته منذ عام 2018، لكنه لا يزال حاضرًا في شرق أفغانستان، وشكّل خلايا في كابول، وفق السي إن إن.

وبحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، يُعتقد أن هناك ما بين 1500 و2200 مقاتلًا من "داعش كي" في أفغانستان، مُشيرًا إلى أن أغلب خلايا ذلك التنظيم تعمل بشكل صامت، لا سيّما وأنها لم تدخل في مساومة مع طالبان.

قال المحلل كولين كلارك، من مركز صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية بالولايات المتحدة: "الكثير من هؤلاء (عناصر داعش كي) من حركة طالبان سابقًا ممن وضعوا رمز داعش لجعل أنفسهم نوعًا ما أكبر وأشرس الرجال في المنطقة".
وتابع: "لكن داعش كي الآن عدو لطالبان. طالبان تقاتلهم. حقًا إن الأمر يبدو أكثر كمنافسات محلية".

- ما سبب عداوة داعش كي وطالبان؟

ثمّة عداء كبير بين "داعش كي" وطالبان. ففي عام 2017، دارت معارك دامية بين العدوين اللدودين عندما ضبط الأول 3 تجار مخدرات يبيعون الأفيون لجمع الأموال للثاني.
كما ندد قادة داعش في أفغانستان باستيلاء طالبان على البلاد، وانتقدوا نسختهم من الحكم الإسلامي باعتبارها "غير متشددة بما فيه الكفاية". فيما قالت طالبان إنها ستسمح لـ"داعش كي" بأن تنشط في أفغانستان، بحسب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد.

علاوة على ذلك، ساءت العلاقات عندما زعمت طالبان أنها طردت الزعيم السابق لداعش في جنوب آسيا، أبوعمر خراساني، من سجن أفغاني قبل إعدامه "على الفور" ، بحسب تقرير سابق بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

بدوره، عزا المحلل كولين كلارك سبب عداوة جماعتي الإرهاب الشهيرتين لعدد من الأسباب؛ تتراوح من أيديولوجية إلى سياسية إلى عسكرية. وقال: "بصراحة، داعش لا يؤمن بأجندة سياسية. يؤمن أن الله وحده هو الذي يحكم. ومع أن طالبان تحاول إنشاء إمارة إسلامية، فهذا لا يكفي لداعش".

وأضاف في مقابلة مع السي إن إن نُشرت الخميس: "داعش أكثر تشددًا بعض الشيء. شرسًا جدًا لدرجة أنه يُعتقد أن (داعش كي) كان أكثر وحشية من طالبان. ففي المناطق التي يسيطرون عليها، يفرضون قانون الشريعة الإسلامية ويعدمون المدنيين وغيرهم ممن يُشتبه في أنهم جواسيس".

وعن أيديولجية داعش كي، بيّن المحلل الأمريكي أنهم "يريدون جذب وتجنيد أكثر المعتلين اجتماعيًا في البلاد. وبطاقتهم الدعائية في ذلك هي العنف الجشع والوحشي ضد كل من يقف في طريقهم"، الأمر الذي يساعدهم في "جذب مقاتلين آخرين ممن لديهم نفس العقلية، وبعضهم خرجوا من سجون أفغانستان".
ونفذ داعش كي عدة هجمات مدمرة انتحارية في أفغانستان في السنوات الأخيرة، بما في ذلك هجوم على مدرسة للإناث هذا الربيع، والذي قتل 68 شخصًا على الأقل، معظمهم بنات، وفقًا لتقييم البنتاجون.

وحذّر المحلل الأمريكي من خطر هذه الجماعة: "يمكنها إحداث فوضى في جميع أنحاء المطار من خلال إطلاق النار على بعض الطائرات التي تقلع وتهبط في مطار حامد كرزاي الدولي. هذا مصدر قلق كبير في الوقت الحالي".

- هل تشكل "داعش كي" تهديدًا بشن حرب أوسع ضد طالبان أو إسقاطها؟

لا يعتقد خبراء الإرهاب، بحسب الشبكة الأمريكية، أن "داعش كي" تمثل تهديدًا لطالبان، باعتبار أن الأخيرة لديها "عدد أكبر بكثير من المقاتلين".
وفقًا للخبراء، فإن داعش خراسان قد لا يعدو كونه مجرد "أخبار سيئة" بالنسبة لطالبان، حيث يقومون بعمليات كر وفر، وتنفيذ هجمات بعبوات ناسفة.
غير أنهم يعتقدون أن داعش خراسان "لن يختفي دون قتال".

فيديو قد يعجبك: