لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لبنان.. أزمة الوقود تشعل "المعركة السياسية" وتحذير من كارثة إنسانية

03:06 م الأربعاء 18 أغسطس 2021

أزمة الوقود بلبنان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة اللبنانيين جراء أزمة نقص الوقود، كشف الجيش اللبناني خلال أربعة أيام ماضية عن محتكرين قاموا بتخزين كميات هائلة من مادتي المازوت والبنزين، بهدف تهريبها خارج البلاد.

البداية كانت يوم السبت الماضي، حينما أعلن الجيش اللبناني بدء حملة مداهمة لمحطات تعبئة الوقود المقفلة لتصادر كل كميات البنزين التي يتم ضبطها مخزنة في هذه المحطات، وتوزيعها مباشرة على المواطنين دون مقابل.

وخصص الجيش اللبناني رقمًا هاتفيًا للإبلاغ عن "أي محطة وقود عمدت إلى تخزين مادتي البنزين والمازوت وأقفلت أبوابها أو أي جهة تقوم ببيعهما في السوق السوداء".

وبعد ساعات من هذا الإعلان، بدأت تتوالى البيانات عن أرقام صادمة من الوقود المُخزن تم ضبطها في أماكن مختلفة، لتستمر عمليات المداهمة حتى اليوم، وسط علو أصوات اللبنانيين الغاضبين من المهربين.

ويعاني لبنان أزمة وقود حادة أثرت على جميع مناحي الحياة، وعلى رأسها مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى أزمة الكهرباء ووقف شركة كهرباء لبنان إمدادات الطاقة الرئيسية عن شركات المياه مما يؤثر على حياة ما يقرب من أربعة ملايين شخص في لبنان، وفقاً للأمم المتحدة.

وكشف الجيش اللبناني، أمس الثلاثاء، عن مجموع ما صادره خلال الأيام الماضية من المازوت والبنزين، وهو أكثر من 7 ملايين لتر من المحروقات في مختلف المناطق اللبنانية.

وقال الجيش اللبناني: "نتيجة الكشف على محطات المحروقات وعمليات الدهم التي أجرتها وحدات الجيش بتواريخ 14 و15 و16 أغسطس 2021، تمت مصادرة 4,392,725 ليترا من البنزين، و2,212,140 ليترا من المازوت".

ودعا رئيس مجلس النواب في لبنان نبيه بري لعقد جلسة مفتوحة يوم الجمعة المقبل، لمناقشة الإجراء المناسب لمواجهة نقص الوقود الذي يسبب حالة شلل في البلاد، استجابة لطلب الرئيس ميشال عون.

كما حذرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، نجاة رشدي، من أن آلاف الأسر في لبنان معرضة لخطر الوقوع في كارثة إنسانية، كما أعربت عن "قلقها البالغ" إزاء تأثير أزمة الوقود على خدمات الرعاية الصحية وإمدادات المياه.

وأشارت إلى أن "آلاف الأسر معرضة لخطر الوقوع في كارثة إنسانية وذلك لأن نقص الوقود يهدد توفير الخدمات الصحية والمياه في جميع أنحاء البلاد".

وقالت رشدي: "لا يمكن للوضع السيء إلا أن يزداد سوءاً ما لم يتم إيجاد حل فوري لهذه الأزمة". وحذرت من أن "المخاطر كبيرة للغاية"، مضيفة أنه "يتعين على جميع الجهات المعنية العمل معاً بهدف إيجاد حل".

وأضافت: "نتيجة لتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، يواجه النظام الصحي تهديدات ملحوظة، تتمثل في محدودية السيولة، ونقص الأدوية، وهجرة الطاقم الطبي"، إذ قلصت معظم المستشفيات في لبنان أنشطتها بسبب نقص الوقود والكهرباء، وأدى توقف العمل بأنظمة إمدادات المياه العامة ومعالجة مياه الصرف الصحي التي تعتمد على الوقود إلى تقليص أنشطة المستشفيات.

اتهامات

ومع توالي البيانات حول الوقود المضبوط، تبادلت بعض القوى السياسية الاتهامات بشأن ملكية مستودعات تخزين المازوت والأهداف السياسية وراء احتكاره وتهريبه.

بدأت الاتهامات بعدما نشرت بعد وسائل الإعلام اللبنانية نبأ بشأن ضبط الجيش كمية كبيرة من المازوت في مزارع تابعة للقيادي في حزب القوات اللبنانية إبراهيم صقر، موضوعة داخل خزانات مطمورة تحت الأرض.

وقالت إنه "تمت مصادرة حوالي 400 طن مازوت في أرض تابعة للقيادي في القوات ابراهيم الصقر، وعمد الجيش الى توزيعها على عدد من المستشفيات والافران والبلديات والمزارعين".

وردًا على هذه الأنباء، أصدر حزب القوات اللبناني بيانًا نفى فيه الاتهامات الموجهة لإبراهيم الصقر الذي سرعان ما انتشر هاشتاج "#صقر_للتهريب" لإدانته وصب الاتهامات عليه.

كما وصف المكتب الإعلامي لرجل الأعمال إبراهيم صقر، مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والصفحات بـ"المأجورة والمدسوسة"، مؤكدًا أنه "لا يملك أي عقار أو مزرعة أو مستودع فيها حتى أنه لا يعرف المنطقة ولم يزرها من قبل ولا دخل له لا من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر".

كان ضمن المشاركين في الهاشتاج وزيرة الطاقة والمياه السابقة، ندى البستاني التي قالت: "بوقت مولدات الضيع والمدن عم تطفي أو تقنن ساعات طويلة والأفران عم توقف توزيع خبز عالناس والمستشفيات عم تسكر أبوابا، في جهات مدعومة سياسياً عم بتخزن ملايين الليترات من البنزين والمازوت والأضرب بتوعظنا يومياً بالشفافية وبناء الدول".

لكن الاتهامات طالت وزيرة الطاقة السابقة بعدما أعلن الجيش اللبناني مداهمة "مستودع في المدينة الصناعية- زوق مصبح" ومصادرة "كمية ٦٥٠٠٠ ليتر من المازوت و٤٨٠٠٠ ليتر من البنزين تم توزيعها على المستشفيات والافران في المنطقة".

وزعم البعض أن المستودع الذي تم ضبطه تابعًا لأحد أقارب الوزيرة السابقة، وهو مخصص لأهداف انتخابية.

وردّت البستاني على هذه الاتهامات قائلة: "لا أحد من عائلتي أو أقاربي يملك محطات محروقات او شركات توزيع او مولدات وخاصةً المستودع الذي تمت مداهمته في ذوق مصبح، أشير في المقابل الى انني اتابع يومياً مع المعنيين بملف المحروقات أمر مساعدة اهلي في كسروان تماما كما بقية المناطق، من أجل تأمين لو جزء بسيط من حاجاتهم من هذه المادة بالطرق الشرعية وبالأسعار الرسمية المعتمدة وليس مجاناً".

ودخل الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، على خط الأزمة، واصفًا مهربي المازوت من لبنان إلى سوريا بـ"الخونة"، ومشددا على أن موضوع وصول النفط الإيراني إلى لبنان أمر محسوم.

وفي خطاب ألقاه نصر الله يوم الاثنين: "البعض يقول إننا أمام الانهيار، لا نحن في الانهيار، والبعض يقول نحن أمام فوضى، لا نحن في فوضى، ولكن الأمر مقدور عليه".

وأضاف: "الذين احتكروا البنزين والمازوت أو الذين هربوها إلى سوريا هؤلاء خونة لأنهم خانوا الأمانة وأموالهم أموال حرام".

واعتبر أن "ما يجرى من سطو على الصهاريج هو سرقة"، واصفا من يصادر المازوت على الطريق بأنه "حرامي".

وتابع: "يوم اللي بدو يفوت المازوت والبنزين إلى لبنان لن ندخله ليلا بل سيدخل جهارا نهارا".

وأردف قوله: "نحن قطعا سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، الموضوع محسوم، وبعدين بس يمشي المازوت والبنزين، هناك مسار آخر".

ودعا إلى "عدم البناء على ما يصدر عن الإعلام حول البنزين والمازوت من إيران، وانتظاره "صوتا وصورة" أو انتظار بيان من حزب الله".

فيديو قد يعجبك: