لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"شبح العائدين".. هل تتأثر مصر بسقوط كابول في قبضة طالبان؟

06:06 م الإثنين 16 أغسطس 2021

عناصر طالبان داخل المبنى الرئاسي في كابول

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

يومًا مفزعًا عاشته العاصمة الأفغانية كابول، الأحد، بعد أن سقطت مرة أخرى في قبضة طالبان، لتسجل الحركة عهدًا جديدًا لحكمها المتشدد بعد 20 عامًا من سقوطه، وتعيد للأذهان سنوات من حكمها السابق الذي مثّل بيئة خصبة تترعرع فيها الأفكار المتشددة والحركات الإرهابية.

اليوم، تعلو الأصوات الإقليمية والدولية محذّرةً من عواقب استيلاء طالبان على الحكم، وتزداد التساؤلات حول احتمالية عودة ازدهار الجماعات الإرهابية مرة أخرى في أفغانستان في عودة عكسية إلى أفغانستان، وتأثير ذلك على المنطقة التي شهدت خلال السنوات الماضية حربًا على الإرهاب في دول عدة، كانت في مقدمتها مصر.

يرى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، أن سقوط كابول سيؤثر على مصر حال عملت طالبان على إعادة أفغانستان ملاذًا آمن لكل العائدين من مناطق التوتر في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من مناطق الصراع في المنطقة.

وتوقع فرغلي –في تصريح خاص لمصراوي- أن تعمل طالبان على ذلك، قائلاً: "طالبان هي الأب الروحي للجماعات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة".

وبحسب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية فإن عودة أفغانستان كما كانت عليه في التسعينيات تحت حكم طالبان سيتيح الفرصة لإيجاد ملاذًا آمنًا لعناصر الإخوان الإرهابية، قائلاً: "العالم أجمع كان يبحث عن ملاذًا للعناصر المتواجدة في سوريا وليبيا، وخطورة الأمر على مصر تتلخص في أن تصبح أفغانستان ملاذًا لعناصر الإخوان الإرهابية".

أحكمت طالبان سيطرتها على أفغانستان في عام 1998، واتبعت نمطًا متشددًا من الحكم الإسلامي وحوّلت البلاد إلى عاصمة للحركات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، لكن بحلول عام 2001، كتبت هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن، نهاية هذا الحكم بعد أن قررت الولايات المتحدة الرد على الهجمات ومحاربة الإرهاب لمدة 20 عامًا، انتهت باتفاق بين طالبان وواشنطن لتقرر الأخيرة سحب قواتها من أفغانستان وتحكم الأولى البلاد مرة أخرى.

يقول الخبير بمركز الأهرام الاستراتيجي عمرو الشوبكي، إن تأثير التغيرات في أفغانستان على مصر يتوقف على التفاهمات التي جرت بين طالبان والولايات المتحدة والتي أدت لدخول عناصر الحركة إلى كابول وتسليم القصر الرئاسي، موضحًا "التأثير سيتوقف على ما ستقدمه طالبان من ممارسات مختلفة عن الممارسات السابقة.

وأضاف الشوبكي –في تصريحات لمصراوي- أن طالبان لازالت حركة متشددة لكنها عملت مواءمات وفتحت قنوات اتصال مع المجتمع الدولي، وبالتالي "يجب أن تكون جزء من الدول التي فتحت قنوات اتصال مع طالبان، وأن يكون هناك تفاهمات مع حركة طالبان بهدف فرض وتأكيد ألا تعود طالبان لممارساتها القديمة التي كانت عليها خلال حكمها المتشدد في التسعينيات".

واستطرد: "الفترة القادمة لابد أن تكون هناك ضغوط ورسائل وتواصل مع المجتمع الدولي لتغيير سياسة طالبان، مصر لها حلفاء بين هذه الدول، فيجب أن يكون هناك ضمانات بألا تعود أفغانستان ملاذًا آمنًا للعناصر الإرهابية".

من جهته، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي جمال رائف، أن وصول طالبان للحكم أعاد للأذهان التاريخ الحافل لأفغانستان كونها حاضنة للجماعات المتطرفة، وبالتالي الخوف الآن من فكرة "العائدون إلى أفغانستان".

وأوضح رائف –في تصريحات لمصراوي- أن أفغانستان تتحول مجددًا إلى وجهة للتيارات المتطرفة في الشرق الأوسط خاصة في الدول التي تحارب الإرهاب مثل مصر وتونس وليبيا، وبالتالي من الممكن أن تصبح أفغانستان وجهة لهذه الجماعات سواء الإخوان أو غيرها، وتكون حاضنة لهم بهدف التدريب وإعادة التأهيل للعودة مجددًا لتهديد دول الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن هناك دول إقليمية لم تعد ترحب بكوادر الإخوان على أراضيها، وبالتالي من الممكن أن يصبح صعود طالبان إلى الحكم فرصة لإيجاد حاضنة جديدة للإخوان لإعادة نشاطها واستعادة قوتها، مستطردًا: "الفترة المقبلة تستوجب الحذر والانتباه من دول الإقليم لمواجهة موجة جديدة من الإرهاب، نتاج ما سوف تفرزه طالبان من حركات إرهابية جديدة أو مساعدة للجماعات الإرهابية القديمة لإعادة نشاطها وتهيدها للمنطقة".

وأكد جال رائف أنه على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن بينها مصر أن تكون في حالة يقظة كاملة وتنسيق مستمر مع المجتمع الدولي والإقليمي لمجابهة المخاطر المحتملة من وصول طالبان للحكم

ويرى المحلل السياسي، أن وجود النموذج الأفغاني بشكله الحالي بعد صعود طالبان مع وجود نظام إيراني مجاور له يهدد السلم والأمن الإقليمي ويزيد من احتمالات تزايد الصراع، خاصة أن هناك بعض القوى الدولية الكبرى الآن أصبحت تسيّس الإرهاب.

كما لفت رائف إلى أهمية جلسة مجلس الأمن التي ستُعقد اليوم بشأن أفغانستان والتي دعت إليها موسكو، إذ سيتضح من خلالها نوعا ما طبيعة التحرك الروسي المقبل، موضحًا أن "بوتين لا يريد إظهار القلق نتاج إعادة ترتيب التموضع العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وما سيسفر عنه من تهديدات مباشر للأمن القومي الروسي وهو ما تحقق عقب سحب القوات الأمريكية من أفغانستان".

فيديو قد يعجبك: